التطبيقات والنتائج التي تشكل جزء من الاختبار النفسي

اقرأ في هذا المقال


الاختبار هو إجراء يحدد السلوك ويصفه عن طريق الفئات أو الدرجات، هناك عدد من الخصائص المحددة للاختبارات النفسية، أولاً يكون الاختبار معياري مما يعني أنّ إجراءات إجرائه هي نفسها في أماكن مختلفة وتحت ظروف مختلفة، ثانياً يعتمد الاختبار على عينة من السلوك المراد قياسه، لا يجب أن تغطي العناصر الموجودة في الاختبار السلوك الذي يتم عرضه بالكامل، مهم أن يمثل السلوك في العينة السلوك الذي تنبأ به الاختبار، ثالثاً يجب أن يكون من الممكن اشتقاق فئات أو درجات من الاختبار.

التطبيقات والنتائج التي تشكل جزء من الاختبار النفسي:

الفروق في الاختبار النفسي:

غالبية الاختبارات مرجعية معيارية، حيث يتم تفسير درجة كل مشارك بالمقارنة مع عينة موحدة ذات صلة، الاختبارات الأخرى هي معايير مرجعية، حيث يكون الهدف هو تحديد مكانة المشارك فيما يتعلق بمعايير محددة بوضوح، تعتبر الاختبارات المدرسية مثال على الفئة الأخيرة؛ لأنّ درجات الطلاب يتم تصنيفها في نظام درجات محدد مسبقاً بدلاً من إجراء مقارنة مع مجموعة مرجعية.

تمييز آخر مهم هو أنّ ما بين التقييم و الاختبار ، التقييم النفسي هو مصطلح يستخدم للبحث الأكثر شمولاً ويشير إلى العملية الكاملة لجمع المعلومات حول الشخص، التي على أساسها يمكن قول شيء ما عن الخصائص والسلوك يمكن التنبؤ به، لذلك فإنّ الاختبارات ليست سوى مصدر واحد للمعلومات لعملية التقييم بأكملها.

طرق استخدام الاختبارات النفسية:

  • التصنيف: يتم توزيع الأشخاص على فئات معينة، يمكن تقسيم ذلك إلى موضع تعيين لبرامج مختلفة بناءً على المهارات، كذلك فحص اختبارات قصيرة لتحديد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو الخصائص، أيضاً الشهادة حيث يؤدي الحصول على اختبار إلى امتيازات معينة، حيث توفر الشهادة الوصول إلى دوائر مثل الجامعة أو إحدى الجمعيات.
  • التشخيص وتخطيط العلاج: تحديد طبيعة وسبب السلوك غير الطبيعي وتصنيف السلوك ضمن نظام تشخيص مقبول، يجب أن يكون التشخيص أكثر من مجرد تسمية، لكن يجب أيضاً أن يأخذ في الاعتبار المعلومات الأساسية، يستخدم التشخيص أيضاً في تخطيط خطة العلاج الممكنة.
  • معرفة الذات: اكتساب المزيد من البصيرة عن نفسك من خلال الاختبار.
  • تقييم البرنامج: تقييم نجاح بعض البرامج الاجتماعية أو التعليمية.
  • البحث: اختبار الفروض عن طريق الاختبارات، غالباً ما تتداخل أهداف الاختبار ممّا يجعل التمييز الواضح صعب، يمكن أيضاً إجراء العديد من الاختبارات مرة واحدة ولا تزال تستخدم لأغراض متعددة، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على موثوقية الاختبار.

إجراءات موحدة في إدارة الاختبار النفسي:

يمكن أن تؤثر الاختبارات غير المعيارية بشكل كبير على النتائج، ممّا يجعلها غير قابلة للاستخدام، بالإضافة إلى ذلك فهي غير صالحة، مع ذلك في بعض الحالات من المستحسن وأحياناً ضروري، التحلي بالمرونة فيما يتعلق بإجراء الاختبار، هذا هو الحال على سبيل المثال مع المشاركين ذوي الإعاقة، مع ذلك يجب أن تكون الانحرافات عن الإجراء القياسي دائماً مقصودة وممتدة.

بالنسبة للاختبار الفردي من المهم أن يكون الفاحص على دراية بالمواد والتعليمات التي يجب أن يقدمها، كذلك الطريقة التي يتم بها تدوين التفاصيل والنتائج، بالإضافة إلى ذلك من المهم جداً أن يتمكن جميع المشاركين من فهم التعليمات المكتوبة والمنطوقة، يجب أيضاً مراعاة أي قيود على المشارك، سبيل المثال السمع أو الرؤية أو الكلام أو التحكم في المحركات.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، من المهم أن يكون قائد الاختبار على دراية بهذا الأمر ويستجيب له جيداً، حتى لا تتأثر نتائج الاختبار، كما هو الحال مع محدودية الرؤية، يبلغ معظم البالغين عن ذلك بأنفسهم، لكن الأطفال في كثير من الأحيان لا يذكرون أي قيود، أخيراً يجب مراعاة القيود المحتملة في التحكُّم في المحركات أو الكلام، هذا مهم في الاختبارات التي تستخدم استجابات الوقت.

يمكن تكييف الاختبارات قليلاً للأشخاص ذوي الإعاقة دون تدهور صحة أو موثوقية الاختبار، في بعض الأحيان توجد أيضاً أشكال خاصة من الاختبار يتم تعديلها وفقاً لقيود معينة، هناك أيضاً عدد من النقاط المهمة للاختبار الجماعي التي يجب أن يأخذها الفاحص في الاعتبار، على سبيل المثال عند إجراء الاختبار ضمن مهلة زمنية، من المهم أن يتوفر وقت كافي وأن تتم متابعته عن كثب.

بالإضافة إلى ذلك يجب قراءة التعليمات بوضوح وليس بسرعة كبيرة ويجب عدم إعادة صياغتها، يجب أيضاً الحد من ضوضاء الخلفية قدر الإمكان، علاوة على ذلك من المهم الإشارة بوضوح إلى ما إذا كان التخمين، إذا كان المشارك لا يعرف الإجابة له أي عواقب، تحتوي العديد من الاختبارات على تصحيح تخمين داخلي.

تأثيرات الممتحن في الاختبارات:

من المهم أن يضمن قائد الاختبار علاقة، حيث إنّ وجود علاقة جيدة مع المشاركين تخلق جو مريح ومحفز، هذا يزيد من التعاون مع المشارك، تظهر الأبحاث نتائج متضاربة حول تأثير العرق والخبرة وجنس الممتحن على النتائج،  في بعض الحالات الفريدة يبدو أنّ هذا له تأثير.

يمكن أن تؤثر الجوانب المختلفة للمشارك على نتائج الاختبار، يشير القلق من الاختبار إلى جميع ردود الفعل السلوكية، التي تصاحب مخاوف بشأن احتمال فشل الاختبار، تظهر الأبحاث أنّ القلق من الاختبار هو سبب ونتيجة لضعف الأداء في الاختبارات، خاصة في الاختبارات مع ضغط الوقت يمكن أن تتأثر نتائج المشاركين الذين يعانون من قلق الاختبار بشدة.

بالإضافة إلى ذلك يحدث أحياناً أن يقوم المشاركون بإنشاء نتائج خاطئة للحصول على نتيجة اختبار معينة، يجب أيضاً أن تأخذ في الاعتبار دافع المشارك، يمكن للمشارك غير المتحمس تقديم نتائج غير موثوقة، عادة ما يتم إجراء الاختبارات بشكل مسؤول، لكن هناك بالطبع استثناءات حيث يمكن أن يكون للتطبيق أو التفسير غير المسؤول للاختبار عواقب وخيمة في بعض الأحيان، لهذا السبب تم تطوير إرشادات حول الاستخدام المسؤول للاختبار من قبل المنظمات المهنية مثل جمعية علم النفس.

مسؤوليات ناشري الاختبارات:

يجب أن يأخذ ناشرو الاختبار في الاعتبار عوامل مختلفة، أولاً يجب أن تستوفي الاختبارات جميع الإرشادات قبل إصدارها، على سبيل المثال من الضروري تقديم أدلة تقنية وأدلة المستخدم للاختبار، ثانياً يجب أن يتم أي تسويق أو إعلان عن الاختبار بطريقة دقيقة وصادقة، لا يجوز نشر الاختبار إلا بعد التحقق من الموثوقية والصلاحية.

يجب أن يحدد الاختبار الطريقة التي تم بها التحقق من الموثوقية والصلاحية وما كانت النتائج، كما يجب أن يكون واضح أيضا من يمكنه استخدام الاختبار وما هي المؤهلات التي يجب أن يمتلكها الشخص لذلك، غالباً ما تكون هناك حاجة إلى شهادات معينة للاستخدام.

مسؤوليات مستخدمي الاختبار:

نشرت (APA) من بين أمور أخرى إرشادات أخلاقية ومعايير مهنية لاستخدام الاختبار لضمان رفاهية المشاركين ومحيطهم، يتضمن ذلك على سبيل المثال المبدأ التوجيهي، بأنّ الاختبار يجب أن يكون دائماً لصالح العميل، تعتبر السرية كذلك واجب على قائد الاختبار، على الرغم من أنّه من الإلزامي الإبلاغ عن التهديدات الخطيرة للمشاركين أو غيرهم، بالإضافة إلى ذلك من الضروري أن يمتلك الفاحص الخبرة اللازمة لإجراء الاختبار.

الموافقة المستنيرة هي شرط مهم آخر، هذا يعني أنّ جميع المشاركين على علم مسبق بالبحث ومنحهم الإذن، علاوة على ذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار ماهية معيار الرعاية لحالة معينة، أي الطريقة أو الاختبار الأكثر استخدام في تلك اللحظة والأكثر قبول، على سبيل المثال يجب توخي الحذر عند استخدام المواد التي عفا عليها الزمن، بالإضافة إلى ذلك يجب توصيل نتائج الاختبار بشكل صحيح مع المشارك، أيضاً إعطاء ملاحظات فعالة وبناءة.

لا ينبغي أن يكون هذا خارج حدود خبرة المختبِر، يجب أن يكون التقرير النفسي المكتوب عن البحث مباشر وملموس، هذا مهم لأنّ محتوى التقرير يمكن أن يكون له تأثير على حياة المشارك، على سبيل المثال عندما يطلب صاحب العمل التقرير، أخيراً يعد احترام الاختلافات الفردية والاعتراف بها مهم جداً لاستخدام الاختبار.

اختبار الأقليات الثقافية واللغوية:

تستهدف الاختبارات النفسية بشكل أساسي السكان الغربيين، لذلك لا يمكن افتراض أنّ الاختبارات الحالية مناسبة لجميع مجموعات السكان، منذ الثلاثينيات كان هناك ارتفاع في الاختبارات الحساسة للثقافة، لكن العمل بعيد عن الاكتمال، قد يكون للثقافات الأخرى معايير أو قيم أو معتقدات مختلفة، قد يتسبب ذلك في ظهورهم بشكل مختلف في الاختبار أو الاستجابة بشكل مختلف للنتائج.

تظهر الأبحاث أنّ الأشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة يكملون الاختبارات ويفسرونها بطرق مختلفة، على سبيل المثال تُظهر الشعوب الأصلية في الولايات المتحدة مفهوم مختلف للوقت عن مفهوم الطبقة الوسطى، قد ينطوي الاختبار على خطر القوالب النمطية، حيث يؤكد المشاركون دون وعي الصورة النمطية السلبية الموجودة حول مجموعتهم، هذا يسمّى أيضاً تهديد الصورة النمطية، درجات الاختبار ليست هي نفسها دائماً للأفراد، لكن يتم إنشاؤها في مجال نفسي اجتماعي يتأثر بعوامل ثقافية مختلفة.


شارك المقالة: