التعاون بين الاختصاصي والتربوي لعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يتطلب الطلبة المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عادة تدخلاً علاجياً متعدد الأشكال، وذلك لتحقيق نجاح في البيئات التربوية، لهذا السبب تستلزم المعالجة الناجحة عموماً اختصاصيين من حقول عديدة، بما فيها طب الأطفال والطب النفسي وعلم النفس والتمريض والتربية العامة والتربية الخاصة والإدارة التربوية، بالتالي يصبح التعاون بين الاختصاصيين والذين قد يعملون في بيئات متنوعة ضرورياً لضمان شمولية وحسن تكامل اتجاه المعالجة.

التعاون بين الاختصاصي والتربوي لعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

كانت معالجة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة ومازالت تتم في البيئات العيادية أساساً، إذ تتحلى الطريقة العيادية ببعض مواطن القوة الواضحة، فغالباً ما يحوز الاختصاصيون العياديون معرفة وخبرة عالية المستوى، فيما يتصل باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة ومشكلاته المصاحبة، يضاف إلى ذلك احتمالية فعلية لوضع آلية للتنسيق بين ميداني الصحة والصحة العقلية، وكذلك فإن هناك إمكانية لصون حقوق الخصوصية بسهولة في العيادات.

ومن جانب آخر تواجه البرامج العيادية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عدة قيود، إذ تتضمن هذه القيود مشكلات في اكتساب المعلومات الطبيعية عن طريقة عمل المدرسة، وصعوبات في التعاون مع التربويين على نحو متواصل، وإضافة إلى تعذر الحصول على الخدمات العيادية من قبل بعض الأسر؛ بسبب مشكلات في الدفع وجدولة المواعيد والتنقل، ومن هنا دعت الحاجة لتطوير طريقة لتوصيل الخدمات للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في المدرسة.

وتتمتع طرق توصيل الخدمة في المدارس ببعض مواطن القوة وهي، يسر إمكانية الحصول على معلومات طبيعية متعلقة بطريقة عمل المدرسة، وذات جدوى تنظيم التعاون المستمر بين التربويين والمرشدين المدرسيين من مثل الاختصاصي النفسي المدرسي والممرض المدرسي، وسهولة الوصول إلى الخدمات التي يكون مقرها المدرسة بالنسبة للأسر التي تقطن في نفس الحي.

غير أن طرق توصيل الخدمة في المدرسة لا تخلو من القيود، وتشمل هذه القيود الافتقار إلى الخبرة المتصلة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وإخفاق التعاون بين اختصاصيي الصحة في العيادة وموظفي المدرسة، ويضاف إلى ذلك تساؤلات عن درجة الخصوصية المتاحة لدي تقديم الخدمات العيادية أمام الجميع في المدرسة، وهناك مزايا وقيود لكل من الطريقة التي تكون العيادة مقراً لها، وتلك التي تكون المدرسة مقراً لها والمرتبطة بإعداد برامج للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

وبالتالي تمت التوصية بإيجاد طريقة لتوصيل الخدمة، إذ أن التنسيق بين خدمات العيادة وخدمات المدرسة يقتضي تعاوناً وثيقاً بين الاختصاصيين في كلا البيئتين، فعبر التعاون المتواصل بين الاختصاصيين العياديين والاختصاصيين المدرسيين، يتمكن العياديون من اكتساب مزيد من المعلومات عن كيفية أداء الطلبة في بيئات الدراسة، وكذلك فإنه يصبح بمقدورهم التأثير على المدرسين عبر العمل بين مرشدي الصحة العقلية في المدرسة.

ومن الناحية الأخرى يستطيع اختصاصي المدرسة الحصول على معلومات طبية ونفسية قيمة، ترتبط بالطلبة مما يثري خبرتهم أكثر للعمل مع الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والمشكلات المصاحبة.

الصعوبات التي يعاني منها الطلبة المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

يعاني الأطفال من مشكلات في التعامل البيئات التربوية؛ بسبب قصور انخراطهم في العمل الأكاديمي وعدم كفاية الفرص المتاحة لهم لتعلم المهارات الأكاديمية وممارستها، ومن هنا عادة ما تقتضي الحاجة إلى خطة تدخل متعددة الأشكال، وذلك من أجل النجاح في معالجة المشكلات التربوية لهؤلاء الأفراد، وقد تكون التدخلات متعددة الأشكال من خليط من الاستراتيجيات التي يوجهها كل من المدرس والوالد والقرين والذات.

وغالباً ما يصحبها عقار دوائي منبه، وتعتبر الطرق ذاتية التوجيه في التدخل العلاجي مفيدة على وجه الخصوص لدى بلوغ الطلبة مرحلة المراهقة، وذلك على الرغم من التوصية بإدخال عناصر من التدخلات المعتمدة على الإدارة الذاتية للأطفال الأصغر سناً، وقد جرت العادة على تنفيذ برامج الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في بيئات عيادية غير أن الاتجاه نحو تأسيس أنظمة تكون المدرسة مقراً لها، وتعنى بهؤلاء الأفراد يكتسب زخماً حالياً.

ومن جانب آخر تدعو الحاجة للتكامل بين البرامج العيادية والمدرسية المتصلة بالتدخل العلاجي، وذلك من أجل الإدارة الناجحة للمشكلات التربوية التي يحتاجها الطلبة المصابون بهذا الاضطراب.

استراتيجيات تخص المراهقين ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- الاتفاق السلوكي

الاتفاق السلوكي هو عملية مفاوضات بين طالب ومدرس تحدد  السلوكيات المستهدفة لغاية التعديل، وأهداف السلوك يجدر إشراك المراهقين في عملية توضيح أهداف التدخل وإعداد خطط سلوكية، ومن هنا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار مسألتي الاتفاق السلوكي وتكوين الزمالات، وذلك لدى العمل مع مراهقين يعانون من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

ونتائج تحقيق الأهداف ويتم عقد الاتفاقات من قبل الطالب والمدرس معاً عبر عملية تعاونية، وعادة ما تفضي إلى اتفاقات مكتوبة، ويعتبر الاتفاق السلوكي مناسباً جداً للمراهقين والراشدين الذين يرغبون بوجود مقدار من السيطرة على القرارات التي تتخذ عن حياتهم، هذا وتزداد احتمالية فعالية التدخلات السلوكية كثيراً عندما
يعبر الطلاب عن رغبة في تعديل سلوكيات معينة.

ويقدم الطلاب مدخلات تتصل بأهداف السلوك المستقبلي، ويحدد الطلاب النتائج الإيجابية قصيرة وبعيدة المدى والتي بمقدورهم الحصول عليها لقاء تحقيق الأهداف، ومن جانب آخر لا تكون الاتفاقات السلوكية في بعض الأحيان فعالة الطالبة الذين يعانون من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وذلك في حالة توضع الأهداف بطريقة عامة وغامضة، أو أن يكون تحقيقها بعيد المنال في أغلب الأحيان.

ويضاف إلى ذلك أن التأخر في تقديم التوابع أو النتائج تبعاً لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في الاتفاق يتيح إمكانية تقليل فعالية مثل هذه الاتفاقات.

2- تكوين الصداقات

قد يكون تصميم تدخلات تربوية للمراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عملية معقدة، وذلك بسبب تفاعل هؤلاء الطلبة في الأحوال عدة مدرسين في غضون اليوم الواحد، ومن هنا قد تكون الفرص المتاحة المدرسي المدارس المتوسطة والثانوية والكليات، أقل من تلك المتاحة للمدرسين في مرحلة ما قبل المدرسة وبيئة المرحلة الابتدائية، فضلاً عن ذلك يتوقع المدرسون في المدارس المتوسطة، وما بعدها في أغلب الأحيان مستوى من الاستقلالية والمسؤولية والتنظيم يصعب على العديد من الطلبة المصابين
باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تحقيقه.

وبناء على ذلك فقد استخدمت إحدى الطرق لمساعدة المراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على التكيف في المدرسة والمتمثلة في إنشاء نظام تكوين زمالات، فالزميل هو شخص راشد في المدرسة  من مثل المدرس أو المرشد أو المدرب، بحيث يعتقد الطالب أنه سيفيده، وبحيث يكون لدى هذا الشخص الوقت والرغبة للالتزام بعملية الزمالة، وتشمل الأدوار التي يؤديها الزميل إقامة علاقة داعمة الطالب، وتصميم استراتيجيات تنظيمية مع الطالب.

وفي الختام يجب بحث الاتفاقات السلوكية مع الطالب، ومراقبة أداء الطالب بعناية عن طريق لقائه ومراجعة مدرسين على نحو متكرر، وإلزام الطالب بمقتضيات الإنفاق السلوكي، ومساعدة المدرسين على تصميم تدخلات مفيدة داخل الحجرة الصفية، ويتوافر حالياً في العديد من المدارس الثانوية والكليات نظام لتقديم النصح والإرشاد للطلبة، غير أن العلاقة الطبيعية بين الطالب والمرشد ليست كافية لتلبية احتياجات الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.


شارك المقالة: