التعددية العلمية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


العلم عبارة عن ممارسة معرفية واجتماعية معقدة يتم تنظيمها في عدد كبير من التخصصات، وتوظف مجموعة متنوعة رائعة من الأساليب، وتعتمد على الموارد المفاهيمية والوجودية غير المتجانسة، وتسعى إلى تحقيق أهداف متنوعة لمجتمعات بحثية متنوعة بنفس القدر.

التعددية العلمية في علم النفس

غالبًا ما سعى كل من علماء النفس وفلاسفة العلم إلى إيجاد نظام في التعقيد للموارد المفاهيمية والوجودية من خلال أساليب التوحيد والاختزال، ومنها انبثقت التعددية العلمية في علم النفس كبرنامج واضح في النظريات العلمية، وذلك من إحباط متزايد من قيود الأطر الموحدة في ضوء الواقع المفكك للممارسة العلمية.

كما أبرز كل من علماء النفس وفلاسفة العلم بشكل متزايد في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي فإن النظريات العلمية غالبًا لا تقلل ولا توجد طريقة علمية عالمية واحدة وليس فقط علم الوجود العلمي الأساسي في المنهجية العلمية، والعلم الناجح لا يتطلب فقط تنوعًا معرفيًا ولكن أيضًا تنوعًا اجتماعيًا.

في حين تم تمييز التعددية العلمية في كثير من الأحيان في مقابل وحدة العلم والمفهوم القديم للمعرفة الموحدة، ومنها أصبحت فلسفة العلم التعددية منصة واسعة للتفاوض على فلسفة ما بعد الوضعية للعلم في ضوء من التنوع المعرفي والاجتماعي، لذلك انتقلت الأدبيات النفسية المتعلقة بالتعددية العلمية بشكل متزايد من التناقض البسيط بين الوحدانية والتعددية إلى المناقشات حول الطرق المختلفة للتعبير عن التعددية.

السياق التاريخي للتعددية العلمية في علم النفس

تعد التعددية العلمية كبرنامج واضح في فلسفة العلوم النفسية التي تعتبر حديثة المنشأ نسبيًا، بدافع من حالات التنوع التاريخي والمعاصر للأساليب والنظريات العلمية، جادل علماء النفس في فترة محددة بشكل متزايد بأن التعددية ليست مشكلة بل سمة منتجة للعلم الناجح، بمقارنة حالة التعددية هذه مع نموذج العلم الموحد ظهرت التعددية كمفهوم أساسي في التفاوض حول الهوية ما بعد الوضعية لنظرية العلم.

في التعددية العلمية في علم النفس يشترك كل من علماء النفس وفلاسفة العلم التعدديين في الالتزام المنهجي بدراسة الممارسات العلمية في تعقيدها المتزامن، بدلاً من السعي إلى توصيف بنية العلم في صيغة المفرد والتوحيد كهدف مثالي.

في حين تم صياغة وتفسير التعددية العلمية في علم النفس إلى حد كبير في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث أنه أدى التجزئة اللغوية فيها إلى خطابات وطنية معزولة نسبيًا حول التعددية العلمية، حيث ظهرت التعددية العلمية كموضوع أساسي في فلسفة العلوم في أعقاب نظرية الوضعية وأصبحت مهمة على نطاق واسع من خلال النظرية العقلانية النقدية من خلال وضع التعددية كعنصر حاسم للخطأ غير العقائدي وللعلم في مجتمع مفتوح.

في المقابل تحدى المنظرين النقديين من علماء النفس تعددية العقلانيين النقديين على أنهم يروجون لسوق حرة للأفكار تستبعد في الواقع المفاهيم المستقلة للعلم، وتفترض خطأً الحياد بينما تفشل في التفكير في افتراضاتها المعيارية الخاصة، ومنها غالبًا ما ارتبط التعبير عن التعددية العلمية كبرنامج واضح للمعرفة العلمية بالخطاب القيادي لتعدد العلوم الذي يمثل نقطة مهمة في تطور التعددية في العلم.

اختلفت المرحلة الأولى من التعددية العلمية في العديد من الثقافات الاجتماعية في كونها أقل انخراطًا في التنظيم الاجتماعي والسياسي للعلوم وأكثر تركيزًا على مسائل الاختزال النظري والمادية التي روج لها كل من الوضعيين المنطقيين المهاجرين وجيل جديد من الفلاسفة وعلماء النفس، أصبحت التعددية العلمية مؤكدة كبرنامج مضاد لوحدة العلم ووصف التعددية على أنها موضوع رئيسي مستمر.

ومع ذلك فإن تقديم التعددية العلمية كنموذج نفسي جديد في تناقض مباشر مع حركة وحدة النظريات العلمية، ينطوي على خطر الإفراط في تبسيط السرد التاريخي بسبب التقاليد الغنية للتفكير التعددي في النصف الأول من القرن العشرين وبسبب روابطها المتعددة مع وحدة حركة العلم.

دور العالم إيمانويل كانط في التعددية العلمية في علم النفس

على الجانب الفلسفي والنفسي معًا تشكل الكانطية الجديدة المتقيدة بالعالم إيمانويل كانط تقليدًا فكريًا مؤثرًا، قام بتطوير تفسيرات تعددية للمعرفة العلمية وغير العلمية من خلال التركيز على منظور الإنسان بدلاً من تفسير واحد مطلق للواقع كما هو في حد ذاته، حيث لا يزال إيمانويل كانط يمثل نقطة مرجعية مهمة للتعددية العلمية.

بمعنى أن إعادة اكتشاف إيمانويل كانط لنقطة الأفضلية للإنسان يتم حشده للدفاع عن الطبيعة الواقعية لمعرفتنا العلمية، علاوة على ذلك تشكل الكانطية الجديدة المتقيدة بالعالم إيمانويل كانط أيضًا رابطًا تاريخيًا مهمًا بين التقاليد الفكرية التعددية ودائرة النظرية العامة للمعرفة التي على أساسها التي يجب أن تكون كل نظرة عالمية منطقية وصادقة فلسفيًا تعددية.

نظرًا للتنوع والتشعب الثقافي وهو نسيج منسوج من العديد من الصفات التي لا يتشابه اثنان منها تمامًا، فإن الوحدة الوجودية الشكلية بمبدئها القائل بأن كل الوجود هو في الحقيقة واحد، لا تقدم تفسيرًا مناسبًا في التعددية العلمية في علم النفس يجب أن يُستكمل بنوع من مبدأ التعددية بالفعل.

في التطور المبكر للنظرية الوضعية ميز العالم إيمانويل كانط نفسه برفض البحث عن تفسيرات أو أساليب عالمية في العلم ودافع على عكس العديد من الوضعيين اللاحقين، عن وجود مجموعة متنوعة من أساليب البحث محددة لكل مجال علمي أساسي، كما دافع لنظرية المعرفة التاريخية عن الافتقار إلى الوحدة المنهجية للعلوم مؤكد على الأنماط العقلانية.

لا توضح كل من الكانطية الجديدة التابعة للعالم إيمانويل كانط والوضعية المبكرة فقط الجذور التاريخية المتنوعة للتعددية العلمية ولكن أيضًا روابطها التاريخية المعقدة مع الوضعية المنطقية ووحدة حركة العلم، كما تم تحدي التناقض البسيط بين الوحدة الوضعية والانقسام ما بعد الوضعي في مجالات أخرى من تاريخ العلوم النفسية والنظريات العلمية.

عمليات التفاوض في التعددية العلمية في علم النفس

بدلاً من التفكير في التعددية العلمية كنموذج جديد تمامًا أدى إلى إزاحة وحدة العلم في تطور تاريخي خطي، فإن السياق التاريخي يقترح بالتالي عملية أكثر تعقيدًا للتفاوض حول هوية ما بعد الوضعية للعلم في الوجودية والمعرفية والاجتماعية.

حيث يتم يتجسد التفاوض الوجودي في عمل عن اضطراب الأشياء، حيث ركزت هذه الحالة الوجودية للتعددية بشكل أقل على التجريبية المنطقية ولكنها تحدت إعادة صياغة ما بعد الوضعية لأطروحة وحدة العلوم التي اعتمدت بشكل كبير على افتراضات حول الاختزال بين النظريات وتفسير الفيزيائية بشكل متزايد على أنها أطروحة وجودية حول ما هو موجود أساسًا.

ومنها تم تبني التعددية العلمية كإطار عمل للتفاوض حول نظرية المعرفة بدلاً من الوجودية في العلم، حيث تعكس العديد من المناقشات المعرفية التكامل المتزايد مع التاريخ والدراسات الاجتماعية للعلوم، تحدي الانقسام الحاد بين سياق التبرير المجرد وسياق الإبداع العرضي تاريخيًا، وغالبًا ما يمكن فهم التعددية العلمية على أنها محاولة للتوفيق بين النظرية المنهجية للعلم من إنتاج المعرفة العلمية من نظرية المعرفة التاريخية.

في النهاية نجد أن:

1- التعددية العلمية في علم النفس تتمثل في إنكار أو استبعاد عمليات التفسير العلمي الموحد للنظريات العلمية والمعرفة العلمية من وجهات نظر المعرفية والاجتماعية والفلسفية.

2- تم تمييز التعددية العلمية في كثير من الأحيان في مقابل وحدة العلم والمفهوم القديم للمعرفة الموحدة، وأصبحت فلسفة العلم التعددية منصة واسعة للتفاوض في ضوء من التنوع المعرفي والاجتماعي.

3- تعد التعددية العلمية كبرنامج واضح في فلسفة العلوم النفسية التي تعتبر حديثة المنشأ نسبيًا، بدافع من حالات التنوع التاريخي والمعاصر للأساليب والنظريات العلمية.

4- حيث جادل علماء النفس في فترة محددة بشكل متزايد بأن التعددية ليست مشكلة بل سمة منتجة للعلم الناجح.


شارك المقالة: