إنّ معظم الأحداث التي تدور في حياتنا والتي نقع فيها يتم تحليلها عادة بطريقة خاطئة، ويتم اكتشاف الخطأ بعد أن نمضي قدماً في التفكير اللامنطقي المسبق للحدث، لنبدأ بالبحث عن تفسيرات وحلول أكثر منطقية وواقعية وأقرب للمنطق، فالتفسيرات التي نقدّمها لأنفسنا تقودنا في كثير من الأحيان إما إلى تعقيد الموقف أو تبسيطه بشكل نموذجي واضح.
التفكير والتحليل المعقد يزيد من الشكوك:
إنّ الأحداث التي تدور في فلك كل دولة من دول العالم يتم تفسيرها بالغالب بشكل معقّد بعيداً عن الواقع، فأي عملية تراجع في مستوى الدخل أو زيادة في التضخم، أو تراجع مستوى الأمن يكون سببه كما يصفه السياسيون المتخاذلون الذين يبحثون عن التعقيد هو تداخلات أجنبية لأشخاص لهم ولاء خارجي، وهذه الأعذار المختلقة هي حجّة كلّ نظام سياسي يقوم بالتغطية على أخطاء الداخل، في حين أن التفسير الأبسط والأكثر منطقية والأقرب للدقّة أن ما يحصل في منطقة ما، هو من فعل أيدي قاطنيها.
علينا أن ننتبه إلى مبدأ البساطة في تفسير الأحداث مستقبلاً وتطبيقه في حياتنا وطريقة حكمنا على الأشياء، علينا أن نفكّر كما يفكّر الأطباء الذين يفحصون مرضاهم ويفترضون أكثر الأمراض بساطة وشيوعاً، قبل أن يتدرّجوا في فحوصاتهم وتحليلاتهم بحثاً عن الأمراض النادرة والأكثر تعقيداً، فحسن الظن هو السبيل للنجاة بعيداً عن تعقيد الأمور.