التفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


كان هناك اهتمام متجدد في السنوات قبل القرن العشرين في التفكير في العقل، حيث يرجع هذا الاهتمام جزئيًا إلى حقيقة أن علماء النفس والفلاسفة بدأوا في استكشاف إمكانية أن نأتي بمعرفتنا للعقل بنفس الطريقة التي نأتي بها من خلال معرفتنا للأشياء في العالم عن طريق الإدراك، حيث تم استكشاف هذا الاحتمال أيضًا في علم الظواهر في كل من التقاليد التحليلية والظاهرية في مناقشة هذا الموضوع.

التفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس

يتمثل التفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس من خلال ما يلي:

1- التفكير في العقل من حيث ديكارت

يعتبر الكثير من الجدل المتعلق بالآخرين في ذروة نقاش العالم رينيه ديكارت في الفلسفة التحليلية في القرن العشرين يمكن قراءته كرد فعل على صياغة الحِجَة من خلال القياس، فمن المفيد النظر في سياق عمل العالم ديكارت في عرض حِجَته، حيث أنه كان يرد على التحدي الذي وضعه فيلسوف القرن الثامن عشر توماس ريد الذي جادل بأن فلسفة ديكارت، عندما يتم تتبعها من خلال أعمال الفلاسفة تؤدي إلى الانغماس في التفكير في العقل.

من أجل تجنب هذا الاستنتاج جادل بعض علماء النفس المعرفي بأن الفلاسفة يجب أن يتخلوا عن الإطار الديكارتي للأفكار وثقته في العقل على تسليم المعنى، وفقًا لهذا يجب اعتبار كليات العقل والإدراك على قدم المساواة، بدلاً من الإصرار على أن كل المعتقدات البشرية ينظمها العقل، يرون أنه يجب علينا أن نسمح بأن تصوراتنا للعالم تسترشد بمبادئ لا يمكن تقديم دليل عليها.

من بين المبادئ التنظيمية التي حددها علماء النفس في التفكير في العقل هناك نوعان يتعلقان بالآخرين وهما أن توجد حياة وذكاء في الأفراد المقابلين، وبعض سمات الوجه وأصوات الصوت وإيماءات الجسد تشير إلى بعض الأفكار والميول العقلية، حيث تم تصميم عمل التفكير في العقل كدفاع عن الإطار الديكارتي ردًا على ادعاء مهم بأنه يقود بلا هوادة إلى الانغماس.

وفقًا لمفهوم التفكير في العقل تُعرف جميع الحقائق بإحدى طريقتين إما بشكل مباشر، من خلال سلطة الوعي، أو بشكل غير مباشر عن طريق الاستدلال من الحقائق المعروفة بشكل مباشر، حيث يعتقد علماء النفس أن المعرفة وصلت بشكل غير مباشر بهذه الطريقة كافية لتجنب القلق من الانغماس، ومنها تم تصميم عمل محدد كدفاع عن الإطار الديكارتي ردًا على ادعاء ريد بأنه يقود بلا هوادة إلى الانغماس.

في حين أن هناك القليل من المناقشة المباشرة في التفكير في العقل في عمل ديكارت، يمكن للمرء أن يجد فقرات مخصصة له في الفلسفة النفسية لما بعد ديكارت، حيث يتم التمييز على سبيل المثال معرفة عقل الفرد والأجساد من خلال الوعي ومن خلال الأفكار ومن خلال التخمين.

ففي حالة أحاسيس الأفراد يُأخذ في الاعتبار أولاً إمكانية أن يكون لدى كل شخص نفس الأحاسيس عند مواجهة نفس الأشياء، ولكنه يشير بعد ذلك إلى أنه يمكن أن يحدث أن الألياف الداخلية للعصب البصري لا تنتج نفس الإحساس لأشكال مختلفة.

يجد بعض علماء النفس حِجَة من التشبيه أيضًا في عمل العالم ديفيد هيوم في التفكير في العقل، بينما يفسر آخرون عمله في سياق طبيعي أكثر، وأن الشيء الوحيد الذي لا يمكن إنكاره هو أن هيوم يقدم عنصرًا مهمًا في مناقشة الآخرين عندما لا توجد صفة للطبيعة البشرية أكثر بروزًا، سواء في حد ذاتها أو في عواقبها أكثر من تلك النزعة التي يجب أن نتعاطف معها.

2- التفكير في العقل قبل ديكارت

كان هناك العالم جون ستيوارت ميل في الفلسفة لإيجاد صعوبة في تفسير علاقاتنا بالآخرين حتى تكون جذورها في كتابات ديكارت في تفسير التفكير في العقل، حيث أنه إذا كانت هناك بعض الحقيقة في هذا الاتهام فقد يتوقع المرء أن يجد مشكلة العقول الأخرى أقل إلحاحًا في عمل ما قبل ديكارت، فقد تم اقتراح أن المشكلات التي يثيرونها علماء النفس والفلاسفة في التفكير في العقل تميل إلى أن تكون ضعيفة وليست قوية.

ناقش أفلاطون وأرسطو على سبيل المثال قيمة الصداقة، حيث لم يخطر ببال أرسطو أن يثير الشكوك حول العقول الأخرى في التفكير في العقل، ومنها يثير المتشككين مشاكل حول عقول الأفراد، لكن ليس من الواضح أن المشكلة التي يثيرونها تتجاوز المشكلة البسيطة في إمكانية معرفة ما يفكر فيه الآخر ويشعر به.

إثبات تيارات الوعي للتفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس

بينما يتتبع بعض علماء النفس والفلاسفة نسبهم إلى اليونان القديمة، يجدر بنا أن نتذكر أن الأفكار النفسية كانت تُناقش أيضًا في أماكن أخرى من العالم في تفسير التفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس، حيث يعتبر التقليد الخاص بإثبات تيارات الوعي هو أحد التقاليد التي لها تاريخ طويل من الاهتمام بقضايا تتعلق بعقول الآخرين.

في حين أنه لا ينبغي للمرء أن يقرأ نصوصًا من التقاليد الأخرى فقط للعثور على أوجه تشابه مع تقاليد المرء، فمن المدهش أن هؤلاء العلماء النفسيين الأوائل قد تصارعوا مع العديد من نفس القضايا المتعلقة بالآخرين، حيث أنه من الممكن إيجاد مناقشة للمشاكل المعرفية والمفاهيمية فيما يتعلق بالآخرين في النصوص الخاصة بالتفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس.

يوجد عملان مهمان في هذا التقليد مخصصان للأسئلة المتعلقة بالآخرين ففي الواقع يمكن الاعتقاد أن الوعي ربما يكون أول أساس للتفكير في العقل على الإطلاق الذي يقوم بمحاولة منهجية للتعامل مع هذه المشكلة للعقول الأخرى، وهو منهج مثالي ينكر حقيقة العالم الخارجي ومن ثم فإن هذا المنهج منفتح على تهمة الانغماس.

في إثباته لوجود تيارات وعي أخرى يشير علماء النفس أولاً إلى أن عقل الآخر غير محسوس ثم يذهبون إلى القول بأن العقول الأخرى يتم استنتاجها من الكلام والأفعال المرصودة، حيث أن مثل هؤلاء من علماء النفس حريصين على الاعتراف بأن هناك حدودًا لفهمنا للآخرين ولا يمكننا أن نعرف ما هو عليه الحال بالنسبة لهم.

يشير بعض علماء النفس إلى الصعوبات في التفكير في العقل، بحيث لا يمكن للمرء أبدًا أن يكون في وضع يسمح له بالتحقق منه، وفي الواقع فإن العقول الأخرى لا يمكن أن تؤخذ في الوجود، ويجب قبول الانغماس، ومع ذلك فيتوجب الحرص على التمييز بين الوجود التقليدي والوجود النهائي في حين أن العقول الأخرى لا توجد في النهاية، هم موجودون بشكل تقليدي.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- التفكير في العقل قبل القرن العشرين في علم النفس كان يتمثل بعمل العالم والفيلسوف رينيه ديكارت الذي اهتم بفلسفة العقل وطرق التفكير المتنوعة للأفراد.

2- في التفكير في العقل تتم جميع الحقائق بإحدى طريقتين إما بشكل مباشر، من خلال سلطة الوعي، أو بشكل غير مباشر عن طريق الاستدلال من الحقائق المعروفة بشكل مباشر.


شارك المقالة: