التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يهتم علماء النفس المعرفي بالمعايير التي تحكم بنية وديناميكيات أنظمة المعتقد، كيف يجب أن تتماسك معتقدات الفرد حتى يتم اعتبارها عقلانية، وكيف يجب أن تنعكس في صنع القرار، وكيف يجب عليهم استيعاب الأدلة الجديدة، حيث يتابع علماء النفس المعرفي الرسميين هذه الأسئلة من خلال بناء نماذج تمثيلات رسمية لأنظمة المعتقدات، بمعنى ما نموذجية معرفية، بشكل عام تلتقط هذه النماذج شيئًا مهمًا حول كيفية تعامل الفاعل العقلاني بشكل مثالي مع حياته المعرفية.

التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس

من الشائع أن الاعتقاد ليس مجرد مسألة كل شيء أو لا شيء، ولكنه يعترف بالدرجات، فقد يعتقد شخص مثلاً أن فيينا هي عاصمة النمسا بدرجة أكبر مما تعتقد أن فيينا ستكون مشمسة غدًا، إذا كانت درجات اعتقاده تحتوي على بنية عددية وليست ترتيبية فقط، فقد يكون متأكد من الأولى مرتين أكثر من الثانية، لقد تأثر علماء النفس بأمثلة من هذا النوع بما يكفي لتوجيه نشاطهم حول بنية الاعتقاد الجزئي بدلاً من تنوع الكل أو لا شيء.

على الرغم من أنه من السهل إنشاء أمثلة معقولة للتمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس إلا أنه من الصعب تحديد المقصود بالضبط بدرجة من الاعتقاد، درجة اعتقاد الأفراد بقصد تعكس مستوى ثقتهم في حقيقة استعدادهم للموافقة عليها في المحادثة، أو ربما مقدار الأدلة المطلوبة لإقناعهم بالتخلي عن اعتقادهم، يعتبر التقليد الموقر الذي يتلقى التعبير الكلاسيكي في المواقف أن درجات الاعتقاد تنعكس بشكل مباشر في الرهانات المتعلقة بشخص محدد يكون على استعداد للقبول.

رأى الرأي السائد في علم النفس أن درجات الاعتقاد يتم تشكيلها جيدًا من خلال الاحتمالات حتى يومنا هذا يظل الاحتمال الذاتي أو المعرفي أحد التفسيرات السائدة لحساب الاحتمالات، والتقليد الموازي رغم أنه ليس مهيمنًا يرى أن درجات الاعتقاد والقيم ليست دقيقة جدًا، ولا يمكن مقارنتها بشكل قاطع كما اقترحه التحليل الاحتمالي في علم النفس، بالتالي تم اقتراح بشكل مشهور أن درجات الاعتقاد قد تتمتع فقط ببنية ترتيبية تنظيمية، والتي تعترف بالمقارنة النوعية ولكن ليس الكمية، حتى أن بعض علماء النفس يقترحون أن قوة بعض أزواج المعتقدات الجزئية لا يمكن مقارنتها على الإطلاق.

قياس التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس

على مقياس الاحتمالية المعتاد في التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس فإن درجة الاعتقاد بالصفر في بعض الافتراضات تعني الحد الأقصى من الاقتناع في نفيها، على مقياس فرانسيس بيكون فإن درجة الاحتمالية بالصفر تعني عدم وجود قناعة سواء في القضية أو نفيها، وبالتالي فإن المقياس المعتاد يتدرج من النقيض إلى الإثبات في حين أن المقياس يمتد من لا دليل أو من عدم الإثبات إلى الإثبات، ففي العقود القليلة الماضية حظيت احتمالية مقياس فرانسيس بيكون للتمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس باهتمام متزايد، مما أدى إلى اقتراب النظريات من نضج وتطور تلك الموجودة في التقليد الباسكالي.

تعتبر نظرية الاحتمالية الذاتية التي غالبًا ما تخضع لقياس التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس، هي النموذج السائد لنمذجة الاعتقاد الجزئي، حيث أن الأدبيات حول هذا الموضوع كبيرة جدًا الآن المتمثلة في نظرية المعرفة، والتي تتضمن أن هناك موقف نفسي أساسي يسمى درجة الاعتقاد وأحيانًا الثقة أو المصداقية، والتي يمكن تمثيلها بالأرقام في صفر أو واحد للفترة.

تعتمد نظرية الاحتمالية الذاتية في قياس التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس في درجات إدراك العوامل العقلانية التي ترضي بديهيات نظرية الاحتمالات، حيث يتم تحديث درجات الاعتقاد بالعوامل العقلانية من خلال بعض وسائل التكييف الاحتمالي، وأول مبدأين هما المتطلبات المتزامنة للنظرية المعرفية، بينما يتعلق المبدأ الثالث بسلوك التحديث المزمن، ويوافق معظم الأفراد أيضًا على نسخة معينة من المبادئ التي تربط الاحتمالات الذاتية بالتداول والعمل، حيث يتم تخصيص فائدة لحالات العالم المحتملة من حيث النتائج الذ يصل لرقم حقيقي إيجابي أو سلبي يعكس الرغبة أو عدم الرغبة في تلك النتيجة.

يؤدي الأفراد العقلانيين فقط تلك الإجراءات التي تزيد من المنفعة المتوقعة مما يجعل نظرية الاحتمالات في قياس التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس هائلاً للغاية هو أنه بالإضافة إلى تقديم تفسير للاعتقاد العقلاني وتحديثه، فإنه يوفر أيضًا حسابًا للعمل العقلاني والتداول، ولا يمكن لأي نظرية أخرى أن تدعي تقديم حساب مطور ودقيق لجميع جوانب الاعتقادية.

الهيكل الرسمي في التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس

يتم تقديم درجات الاعتقاد في الفترة ما بين الرقم صفر وواحد لتحديد قوة المواقف المعتقدة، حيث يأخذ بعض علماء النفس والباحثين الافتراضات على أنها أهداف للاعتقاد الجزئي، ومن الممكن أيضًا تعيين درجات الاعتقاد للجمل في لغة رسمية، ولكن في الغالب لا شيء يتوقف على النهج الذي نختاره، تبعا لذلك أن يكون هناك مجالًا للاقتراحات عبر مجموعة الاحتمالات، فوظيفة العلاقات العامة تتمثل في مجموعة الأعداد الحقيقية التي تعبر عن مقياس احتمالي.

ماذا يعني أن نقول إن الاحتمال الذاتي لشخص ما للافتراض بأن الجو سيكون مشمسًا في منطقة معينة، وكيف نقيس الاحتمالات الشخصية لهذا الشخص؟ على أحد الحسابات التقليدية في التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس فإن الاحتمال الذاتي لهذا الشخص يقاس بنسبة الرهان أو التنبؤ بالنتائج، ومنها لا يجب أن يكون من غير المنطقي أن يكون بعض الأفراد على استعداد للمراهنة لنتائج من الممكن أن لا تحصل مما يعرف بالمراهنة أو التنبؤ غير العادل.

ينشأ تعقيد التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس عندما تكون القضية نفسها مسألة ذات أهمية شخصية للفاعل، لنفترض أن شخص محدد لن يكون سعيد للغاية إذا فاز فريق معين بالجائزة المفروضة عليهم، لكنه يعتقد أن ذلك غير مرجح للغاية، ومع ذلك قد يكون هذا الفرد على استعداد أن يقوم بوضع جميع معلوماته للتنبؤ بمثل هذه النتائج أو عدم المراهنة والتنبؤ، ومنها لا يعكس مثل هذا التنبؤ غير العادل أن يكون موجود لدي الفرد تمثيلات سليمة للاعتقاد الخاص بالنتائج النهائية.

مبررات التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس

لا تصف نظرية الاحتمال الذاتي في التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس بدقة سلوك البشر الفعليين، حيث إنها نظرية معيارية تهدف إلى إخبارنا كيف يجب أن نحكم حياتنا المعرفية، والاحتمالية هي الأطروحة القائلة بأن درجات قيم وتنبؤ الشخص بالنتائج يجب أن ترضي بديهيات الاحتمال، لكن لماذا عليهم أن يفعلوا ذلك؟ والجواب التقليدي هو أن الفرد الذي ينتهك بديهيات الاحتمال يفتح نفسه، بمعنى ما لنظام من الرهانات التي تضمن خسارة مؤكدة.

تسمى إجابات هذه النظرية في التمثيلات الرسمية للاعتقاد في علم النفس بحجج تفترض وجود علاقة وثيقة بين درجات الثقة وسلوك التنبؤ والتوقعات المحتملة للاحتمالات التي يمكن الحصول عليها، وتنتهي الحجة بإثبات نظرية مفادها أن الفرد سيدخل في نظام من الرهانات يضمن خسارة مؤكدة إذا كانت درجات اعتقاده تنتهك حساب الاحتمالات، ولكن يمكن أن يكون هناك أسباب للشك في أن العلاقة بين درجات الاعتقاد وسلوك الرهان وثيقة جدًا كما هو مطلوب.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: