التنافر المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ما هو التنافر المعرفي في علم النفس؟

يستخدم مصطلح التنافر المعرفي في علم النفس لتوضيح الانزعاج العقلي الناتج عن اعتناق اثنين من المعتقدات أو القيم أو المواقف المتضاربة، بحيث يميل الناس إلى السعي والاتساق في حياتهم في المواقف وفي التصورات والتنبؤات، وبالتالي يؤدي هذا الصراع مشاعر عدم الارتياح أو عدم الراحة.

هذا التناقر المعرفي بين ما يعتقده الناس وكيف يتصرفون يحفز الناس على الانخراط في أفعال من شأنها أن تساعد في تقليل مشاعر الانزعاج، بحيث يحاول الناس تخفيف هذا التوتر بطرق مختلفة، مثل رفض المعلومات الجديدة أو تفسيرها أو تجنبها.

علامات التنافر المعرفي في علم النفس:

يعاني الجميع من التنافر المعرفي إلى حد ما، لكن هذا لا يعني أنه من السهل دائمًا التعرف عليه، بحيث تتضمن بعض العلامات التي تشير إلى أن ما يشعر به الشخص قد يكون مرتبطًا بالتنافر، وتتمثل علامات التنافر المعرفي في علم النفس من خلال ما يلي:

  • محاولة تبرير أو كشف قرار اتخذه الشخص أو إجراء اتخذه.
  • الشعور بالحرج أو الخجل من شيء قام به الشخص ومحاولة إخفاء أفعاله عن الآخرين.
  • الشعور بالذنب أو الندم على شيء فعله الشخص في الماضي.
  • القيام بأشياء بسبب الضغط الاجتماعي أو الخوف من الفقدان، حتى لو لم يكن ذلك شيئًا يريد القيام به.

تاريخ التنافر المعرفي في علم النفس:

اقترح ليون فيستنجر لأول مرة نظرية التنافر المعرفي التي تهتم في طريقة تجارب الأشخاص الوصول إلى التكيف الذاتي، بحيث اقترح أن الأشخاص لديهم مساعي ورغبات داخلية للتأكد من أن قيمهم وسلوكياتهم متسقة، بحيث تؤدي المعتقدات غير المتسقة أو المتضاربة إلى التنافر الذي يسعى الناس إلى تجنبه.

في مفهوم التنافر المعرفي، تحدث فيستنجر، أنه يمكن توضيح التنافر المعرفي على أنه أوضاع ماضية تزيد من الأداء الذاهب نحو الحد من التنافر تمامًا كما يؤدي الجوع نحو الأداء الساعي نحو الحد من الجوع تختلف الدوافع عما اعتاد علماء النفس على التعامل معه، لكنها تعتبر قوية.

أسباب التنافر المعرفي في علم النفس:

تتمثل أسباب التنافر المعرفي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الامتثال القسري:

في بعض الأحيان قد يجد الشخص نفسه منخرطًا في سلوكيات تتعارض مع معتقداته بسبب التوقعات الخارجية، وغالبًا للعمل أو المدرسة أو المواقف الاجتماعية الدور الأكبر بها، وقد يتضمن ذلك مواكبة شيء ما بسبب ضغط الأقران أو القيام بشيء في العمل لتجنب التعرض للطرد.

2- معلومات جديدة:

في بعض الأحيان، قد يؤدي تعلم معلومات جديدة إلى الشعور بالتنافر المعرفي، على سبيل المثال، إذا انخرط الشخص في سلوك تعلمه لاحقًا أنه ضار، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الراحة، بحيث يتعامل الناس أحيانًا مع هذا إما عن طريق إيجاد طرق لتبرير سلوكياتهم أو اكتشاف طرق لتشويه أو تجاهل المعلومات الجديدة.

3- القرارات:

يتخذ الناس قرارات كثيرة منها كبيرة ومنها صغيرة، على أساس يومي، وعند مواجهة خيارين متشابهين، غالبًا ما يُترك الناس مع مشاعر التنافر لأن كلا الخيارين يتساوى في الجاذبية، مما يؤدي إلى الحيرة في الاختيار، ومع ذلك، بمجرد اتخاذ قرار، يحتاج الناس إلى إيجاد طريقة لتقليل مشاعر الانزعاج هذه، ويحقق الناس ذلك من خلال تبرير سبب كون اختيارهم هو الخيار الأفضل حتى يتمكنوا من تصديق أنهم اتخذوا القرار الصحيح.

عوامل التنافر المعرفي في علم النفس:

يمكن أن تعتمد مستوى التنافر المعرفي في علم النفس التي يعاني منها الناس على كثير من العوامل المختلفة، بما في ذلك مدى تقديرهم لمعتقد معين ودرجة عدم اتساق معتقداتهم، بحيث يمكن أن تتأثر القوة الإجمالية للتنافر أيضًا بعدة عوامل، منها ما يلي:

1- الأهمية التي تتعلق على كل معتقد:

تميل في الإدراك الشخصي للأفراد، مثل المعتقدات المتعلقة بالذات وذات القيمة العالية، إلى تنافر أكبر.

2- عدد المعتقدات المتنافرة:

كلما زادت الأفكار المتنافرة والمتضاربة زادت قوة التنافر.

الآثار الناتجة عن التنافر المعرفي:

يمكن أن يجعل التنافر المعرفي الأشخاص يشعرون بعدم الارتياح والانزعاج المستمر، خاصة إذا كان التباين بين معتقداتهم وسلوكياتهم يتضمن شيئًا أساسيًا لشعورهم بالذات، على سبيل المثال، قد يؤدي التصرف بطرق لا تتماشى مع قيم الشخص الشخصية إلى شعور شديد بعدم الراحة، بحيث لا يتعارض سلوكه مع المعتقدات التي لديه عن العالم فحسب، بل يتعارض أيضًا مع المعتقدات التي لديه عن نفسه.

يمكن أن يظهر هذا الانزعاج في التنافر المعرفي بعدة طرق، فقد يشعر الناس بالقلق، ومشاكل مالية، والندم، والحزن والعار، مع الشعور بالإجهاد، ويمكن أن يؤثر التنافر المعرفي حتى على شعور الناس تجاه أنفسهم ونظرتهم لأنفسهم، مما يؤدي إلى مشاعر سلبية باحترام الذات وتقدير الذات.

لأن الناس يريدون تجنب هذا الانزعاج، يمكن أن يكون للتنافر المعرفي مجموعة واسعة من الآثار، بحيث يمكن أن يلعب التنافر دورًا في كيفية تصرف الناس وتفكيرهم واتخاذهم للقرارات، وقد ينخرطون في سلوكيات أو يتبنون مواقف للمساعدة في تخفيف الانزعاج الناجم عن الصراع.

بحيث قد يقوم الشخص في تبني المعتقدات أو الأفكار للمساعدة في تبرير أو تفسير الصراع بين معتقداتهم أو سلوكياتهم، ويمكن أن يتضمن هذا أحيانًا إلقاء اللوم على أشخاص آخرين أو عوامل خارجية، وإخفاء معتقداتهم أو سلوكياتهم عن الآخرين، وقد يشعر الناس بالخجل من معتقداتهم وسلوكياتهم المتضاربة، لذا فإن إخفاء التفاوت عن الآخرين.

وقد يبحث البعض فقط عن المعلومات التي تؤكد معتقداتهم الحالية، بحيث تؤثر هذه الظاهرة، المعروفة باسم التحيز التأكيدي، على القدرة على التفكير النقدي في الموقف ولكنها تساعد في تقليل مشاعر التنافر، ويحب الناس الاعتقاد بأنهم منطقيين ومتسقين وجيدين في اتخاذ القرارات.

التعامل مع التنافر المعرفي في علم النفس:

عندما يكون هناك تعارض بين الإدراك أي الأفكار والمعتقدات والآراء، يتخذ الأشخاص إجراءات لتخفيف التنافر المعرفي والشعور بالاستياء، بحيث يمكنهم القيام بذلك بعدة طرق مختلفة، مثل ما يلي:

1- إضافة المزيد من المعتقدات الداعمة التي تفوق المعتقدات المتنافرة:

قد يشعر الأشخاص الذين يتعلمون أن هناك العديد من الاتجاهات والآراء التي تزيد من التنافر وغير مرغوب بها في المعتقدات والقيم الموجودة، ومن أجل الحد من هذا التنافر المعرفي، قد يبحثون عن معلومات جديدة تتجاوز الاعتقاد بأن هذه الاتجاهات تزيد من التنافر المعرفي.

2- التقليل من أهمية الاعتقاد المتضارب:

قد ينزعج الرجل الذي يهتم بصحته عندما يعلم أن الجلوس لمدة طويلة من الوقت أثناء النهار يرتبط بعمر قصير، ونظرًا لأنه يتعين عليه العمل طوال اليوم في مكتب ويقضي وقتًا طويلاً جالسًا، فمن الصعب تغيير سلوكه، وللتعامل مع مشاعر الانزعاج هذه، قد يجد بدلاً من ذلك طريقة ما لتبرير الإدراك المتضارب، وقد يبرر سلوكه الخامل بالقول إن سلوكياته الصحية الأخرى مثل الأكل بحكمة وممارسة الرياضة أحيانًا تعوض أسلوب حياته الخامل إلى حد كبير.


شارك المقالة: