التوازن المعرفي في علم النفس التنموي

اقرأ في هذا المقال


التوازن المعرفي في علم النفس التنموي:

يشير التوازن المعرفي في علم النفس التنموي إلى حالة من التوازن بين المخططات العقلية للفرد أو الأطر وبيئته الخاصة به، حيث يحدث هذا التوازن عندما تتوافق توقعاتنا القائمة على المعرفة السابقة مع المعرفة الجديدة، ومنها طور عالم النفس السويسري جان بياجيه مفهوم التوازن المعرفي لوصف أحد العوامل الأربعة الحاسمة في التطور المعرفي جنبًا إلى جنب مع النضج والبيئة المادية والتفاعل الاجتماعي.

وصف بياجيه التوازن المعرفي في علم النفس التنموي بأنها عملية مستمرة ومتواصلة تهدف إلى صقل وتحويل الهياكل العقلية والتي هي أساس التطور والنمو المعرفي، ومنها تميل إجراءات التوازن المعرفي إلى الحدوث عندما ينتقل الفرد من مرحلة تنموية رئيسية إلى المرحلة التالية.

يعبر التوازن المعرفي في علم النفس التنموي إلى دوافع الأفراد للتنمية والتطوير، حيث يسعى الأفراد بشكل طبيعي إلى تحقيق التوازن؛ لأن عدم التوازن يشير إلى عدم التوافق بين طريقة تفكير المرء وبيئته، بشكل غير مرضي بطبيعته، وذلك عندما يواجه الأفراد معلومات جديدة متضاربة، فإنهم يدخلون في حالة من عدم التوازن ومن أجل العودة إلى حالة التوازن المعرفي، يمكن للأفراد تجاهل المعلومات أو محاولة إدارتها.

يشير التوازن المعرفي في علم النفس التنموي إلى تفسير الطريقة التي يواجه الأفراد بها جميع الاختلافات في تأثيراتهم الشخصية، من حيث الارتباطات المؤثرة ومبدأ الجهد المبذول حيث يمكن أن يحقق الأفراد التوازن المعرفي من خلال تغيير أقل قدر ممكن من عملية الوعي والإدراك.

أهم الخيارات المستخدمة في التوازن المعرفي:

أحد الخيارات لإدارة المعلومات المتضاربة من أجل الوصول لمرحلة التوازن المعرفي يسمى الاستيعاب، والخيار الآخر يسمى بالتكيف، في حين أن التوازن المعرفي في علم النفس التنموي هو عملية مستمرة تستخدم عمليات الاستيعاب والتكيف الراجع للإقامة المزدوجة، إلا أن هناك حالات معينة يكون فيها احتمال حدوث إحدى عمليات التوازن المعرفي أكثر من الأخرى.

من المرجح أن يحصل التكيف عندما تنحرف المعلومات الحديثة أو الجديدة قليلاً فقط عن المخططات الحالية وعندما ينتقل الفرد من مرحلة تنموية إلى أخرى غيرها، حيث أنه أيضاً من المرجح أن يحدث الاستيعاب كخيار مهم للتوازن المعرفي عندما تكون المعلومات الجديدة متباينة ومختلفة أي أنها غير تقليدية إلى حد كبير عن المخططات الحالية وكسلائف للتكيف.

عندما تتطابق المعلومات الجديدة مع المخطط الحالي تمامًا، يظل الفرد في حالة توازن معرفي، حيث أن حالة التوازن المعرفي هذه هي التي تخلق الأساس لعدم التوازن المعرفي والتكيف الذي يدفع الأفراد إلى إجراءات مراحل النمو اللاحقة ومستويات أعلى من القدرة على التكيف.

ويمكننا شرح أهم الخيارات المستخدمة في التوازن المعرفي المتعلقة بالاستيعاب والتكيف من خلال ما يلي:

الاستيعاب:

الاستيعاب هو عملية تعديل المعلومات الجديدة المتناقضة بحيث تتطابق مع المخططات الحالية، على سبيل المثال، قد يواجه الطفل الذي يزور حديقة الحيوانات الأليفة مهرًا لأول مرة، ثم يتعرف الطفل على بعض سمات الحيوان، لذلك يتم تنشيط مخطط الكلب ويقول الطفل كلب، ومثل الطالب الذي يعرف أنه يمكن حساب مساحة المستطيل بضرب الطول في العرض قد يحاول حساب مساحة المثلث بضرب ضلعين معًا.

يؤدي استيعاب الأفراد إلى الخطأ ومع ذلك، لا تتبع الأخطاء دائمًا عمليات الاستيعاب، إذ أن هؤلاء الأفراد، سوف يستوعبون المعلومات الجديدة دون أخطاء وخاصة مع الاستمرارية والتكرار سواء كان خطأً أم لا، فإن الاستيعاب لا ينتج عنه تغيير معرفي والذي يعتبر من خلال علماء النفس مصدر التطور؛ لأن المخطط لم يتغير.

التكيف:

لا يمكن تحقيق التغيير المعرفي، وبالتالي الوصول إلى التطور المعرفي إلا من خلال التكيف، حيث أنع يعبر عن عملية تعديل المخططات الحالية بحيث تتطابق مع المعلومات الجديدة والمتضاربة، على سبيل المثال، الطفل في حديقة الحيوانات الأليفة، ربما يعدل القائم على رعاية هذا الطفل أن هذا ليس كلبا هذا مهر، وفي هذه الحالة، لم يعمل مخطط الطفل القديم، لذا يجب على الطفل إعادة تقييم مخطط الكلب.

للقيام بخيار التكيف في التوازن المعرفي يجب على الفرد تحديد ما إذا كان مخطط الخيارات المتعددة للمعلومات قد يندرج ضمن مخطط أكبر والتأكد من حقيقة وجود هذه المعلومات من حيث الترابط والانفصال، والتعرف على أهم الخصائص والسمات التي تعود لهذه المخططات وما يمكن تعديله وتغييره ومستويات القدرة على استقراره.


شارك المقالة: