التواصل بلغة الجسد في العلاقات الإنسانية

اقرأ في هذا المقال


التواصل بلغة الجسد في العلاقات الإنسانية:

نستخدم اللغة المنطوقة بالكلمات وغير المنطوقة عبر لغة الجسد لنعبّر عمّا يجول في أذهاننا من مشاعر وأحاسيس وأفكار وعواطف الإيجابي منها والسلبي، فلغة الجسد هي لغة تتجسّد من خلالها العلاقات الإنسانية ويمكننا أن نكتسب من خلالها ثقة الآخرين، وهذا الأمر من شأنه أن يكشف لنا القيمة الحقيقية للغة الجسد ، والتي تسهم بشكل كبير في بناء الثقة عبر تكوين مزيج رائع من العلاقات الإنسانية البنّاءة.

لغة الجسد والعلاقات الإنسانية:

البشر يولدون وتولد معهم الرغبة للتأثير على الآخرين، وامتلاك القوّة لشدّ انتباههم منذ ولادتهم، والقدرة على التعرّف على الآخرين وكسب محبّتهم، وجميع هذه الاعتبارات تعتبر من أسس ومفاتيح النجاح، فالتواصل مع الآخرين يعتبر الوسط الأهم لبناء العلاقات الشخصية والتأثير في الآخرين، حيث يدخل التواصل اللفظي عبر لغة الجسد في كلّ شيء نقوم به في حياتنا، فيؤثر في علاقاتنا مع الآخرين، وفي تجاربنا مع الحياة.

ليس من الضروري أن يكون هناك كلمات منطوقة حتّى تحدث عملية التواصل والتأثير، فلغة الجسد صامتة في جميع جوانبها، بل إنّ الاتصال والتأثير قد يتمّ من خلال الصمت، باستخدام تعابير لغة الجسد، فإنّ في عيون الإنسان، وتعابير وجهه، وحركات جسمه، الكثير من المعاني ذات العمق التأثيري في الآخرين.

ما الحيز الذي تشكله لغة الجسد في تكوين العلاقات؟

إنّ الاتصال غير اللفظي عبر لغة الجسد يشكّل حيّزاً مهماً في علاقاتنا مع الآخرين، وعلى الرغم من أنّه قد يتراءى للكثير منّا أنّ الاتصال اللفظي هو الذي يغلب على تعاملاتنا وعلاقاتنا الإنسانية أثناء التخاطب، إلّا أنّ هذا غير صحيح، ففحوى المعاني التي نرسلها للآخرين يمثّل الاتصال غير اللفظي جزء كبير منه، فنحن من خلال تعاملاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين لا نستطيع أن نعطي الثقة لأحد ما لم تعطينا لغة جسده المصداقية الكاملة لما يقول.

لقد كان من نتاج الدراسات التي قام بها المختصون في علم لغة الجسد، أنّه تم الكشف عن حقيقة مفادها، أنّ ما من بشر لهم أعين يستطيعون الرؤية من خلالها، أو آذان يستطيعون السمع من خلالها من الممكن أن يقنعوا أنفسهم أنهم قادرون على إخفاء أسرارهم، حتّى ولو سكتت شفاههم فإنّ أعينهم وأيديهم أصابعهم وحركات جسدهم وطريقة وقوفهم وتعابير وجوههم ستتحدّث، فلو أنّ كلماتنا استطاعت أن تخفي حقيقة مشاعرنا، فلغة أجسادنا ستكشف حقيقة أمرنا.


شارك المقالة: