الثقافة والتعليم في النظام التربوي:

الثقافة والتعليم معياران لا ينفصلان وهما مترابطان، يحصل أي نمط تعليمي على توجيهاته من الأنماط الثقافية للمجتمع، والمثال على ذلك في مجتمع ذي نمط ثقافي روحي سوف يكون التركيز التربوي على تحقيق القيم الأخلاقية والأبدية للحياة، على العكس من ذلك إذا كانت ثقافة المجتمع مادية فسوف يتم تشكيل نمطها التعليمي من أجل القيام على تحقيق القيم المادية ووسائل الراحة، إن المجتمع الذي لا يتبع أي ثقافة ليس له بالتأكيد منظمة تعليمية محددة، لذلك فإنّ ثقافة الدولة لها تأثير قوي للغاية على نظامها التعليمي.

اليوم بينما تستمر حياة البشر في العيش في الواقع المحلي، فإنّ حياة وتجارب الشباب الذين يكبرون سوف تكون متحالفة مع العمليات الاجتماعية والواقع الاقتصادي والابتكارات التكنولوجية والإعلامية والتدفقات الثقافية التي تمر عبر الحدود الدولية بزخم أكبر من أي وقت مضى، ستشمل هذه التحولات العالمية الشباب على التكيف مع المهارات الجديدة التي تسبق بكثير ما يمكن أن توزعه الآن معظم الأنظمة التعليمية.

كيف يتم تحديد الثقافة في النظام التربوي؟

تعتبر الثقافة بأنّها عبارة عن مجموعة متنوعة من الصفات من نواحي متعددة كالروحية والمادية والعقلية والعاطفية التي يتصف بها  المجتمع، وتحتوي الثقافة أيضاً على الفن والأدب، وأنواع وطرق الحياة المشتركة، ومجموعة القيم والتقاليد.

تقوم الثقافة على تبني وجهات نظر الفرد نحو العالم والأساليب والطرق التي تتعامل بها المجتمعات مع ما يواجهها من تغيرات وصعوبات يتعرضون لها في داخل المجتمع، وعلى ذلك يقوم التعليم باعتباره عبارة عن وسيلة حاسمة من أجل نقل أنظمة القيم.

الطريقة الأقوى والأكثر تأثيرًا لحل أي قضايا اجتماعية واقتصادية في المجتمع ليست سوى التعلم من خلال المشاركة الثقافية على جميع المستويات وللمجموعات المستهدفة المتنوعة، وهناك حاجة ملحة واعتبارات خاصة للقطاع الثقافي في برامج التعليم والتعلم مدى الحياة حيث تم تجاهله حيث أن التأثير الإيجابي على جميع المستويات لا جدال فيه.

إنّ أدوار المؤسسات التعليمية والمعلمين والمواد التعليمية في التكوين والتحول الثقافي هي من أجل النمو الشامل للإنسان، فنحن نتعلم عن القيم الاجتماعية والثقافية من خلال التعليم يجعل التعليم الطلاب مستعدين للتعامل مع الأخلاق والمعايير الثقافية، وهناك العديد من المواد والمواقع التعليمية التي تركز على تطوير ثقافة التعليم يتم تبني الفرد للبيئة الطبيعية والاجتماعية بطريقة إيجابية من خلال العناصر الثقافية، كل فرد في المجتمع لديه تفضيله وعقليته لإدراك العالم من حوله، ويغير التعليم تصور الفرد تجاه أشكال مختلفة من المجتمع.

يبدو أن التعليم هو أساس انتقال الثقافة وتغييرها في بعض الأحيان، إن فهم هذا التفاعل معقد ويرجع ذلك جزئيًا إلى صعوبة تصوير التعليم والثقافة بدقة ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التفاعل يسير في كلا الاتجاهين، ويتمثل ذلك من خلال ما يلي:

• للثقافة تأثير على التعليم إلى جانب التأثير الكبير للتعليم على الثقافة. يتمتع التعليم بامتياز وسلطة وإمكانية إعادة تشكيل عملية التفكير في المجتمع.

• الثقافة في جميع أنحاء العالم، حيث يرى البعض أن التعليم يجب أن يساعد في الحفاظ على العناصر الحيوية للتراث.

المؤشرات المهمة في الثقافة في النظام التربوي:

تلعب الثقافة دورًا حيويًا في حياة كل فرد، فهو يجمع بين العديد من العناصر لخلق طريقة فريدة للعيش لأناس مختلفين، وبعض العناصر الرئيسية الموجودة في كل ثقافة والعديد منها يتغير مع مرور الوقت مع تقدم المجتمع هي الرموز واللغة والقيم والدين.

الرموز:

العنصر الأول هو مجموعة متنوعة من الرموز، ويستخدم الرمز للدلالة على شيء ما، حيث أنّ الأشخاص الذين يتشاركون نفس الثقافة يعلقون دلالة محددة على شيء أو إيماءة أو صوت أو صورة.

اللغة:

العامل الثاني في كل ثقافة هو اللغة، اللغة هي عبارة عن بنية من الكلمات والرموز تستخدم من أجل التواصل مع المجتمع الآخر، بجانب الإنجليزية والفرنسية هناك لغات فريدة أخرى تنتمي إلى مجموعات معينة من الناس، هذه هي الكلمات العامية والعبارات الشائعة ولغة الجسد، والمثال على ذلك اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر شيوعًا وطلاقة في التحدث في الدولة.

القيم:

نظام القيمة هو ثقافة يتم تعريفها للمعيار ما هو جيد أو ممتع، هناك نظام قيم مشترك يستخدمه أعضاء الثقافات لتقييم ما هو صواب وما هو خطأ، فالناس فرديون ويؤمنون بشدة بالمنافسة ويؤكدون على الإنجاز الفردي، وبناء على الثقافة يتم تقدير كل من يحصل على الترقية على عمله الشاق وموهبته، ومع ذلك فإن القيم الجماعية للثقافة في الشرق تتعارض مع الغرب، في الشرق هناك إيمان قوي بالترحيب بالتعاون وإنجاز الفرد يكون جيدًا فقط مثل مساهمته في المجموعة.

الدين:

يعتبر الدين في أي ثقافة ظاهرة فريدة، ولا يزال الدين مهمًا في المجتمعات العالمية في القرن الحادي والعشرين وفي كل بلد؛ لأنّ مجتمعات العبادة لا توفر فقط فرصًا كبيرة للتطور العاطفي والروحي ولكن أيضًا نظام دعم للطلاب في جميع مراحل حياتهم هذا الشعور بالانتماء أمر حاسم من أجل سعادتهم.

العلاقة بين الثقافة والتعليم في النظام التربوي:

يمكن تعريف الثقافة على أنّها  عبارة عن تراث اجتماعي لمجتمع أو مجتمع منظم وهو نمط من الاستجابات التي تم اكتشافها واختراعها عندما تفاعلت المجموعة وهي مزيج من المعتقدات والعادات والأديان والفنون بينما التعليم هو عملية نقل المعرفة أو اكتساب المعرفة، يمكن للثقافات أن يكون لها تأثير كبير على التعليم كما أن التعليم له تأثير أيضًا على ثقافات المجتمع.

لدى المجتمع ككل مجموعة واسعة من الثقافات الموجودة معهم وذلك لأنّ المجتمع الأكبر يتكون من العديد من المجتمعات الصغيرة ذات الثقافة المختلفة، يعتمد استقرار الثقافة على مدى تشابه المجتمع، أنّ ثقافة مجتمع ما قد تقدر التعليم الذي يمثل النجاح في الحياة سيعتمد على مدى تعليم الطالب جيدًا، وقد يكون هذا مختلفًا تمامًا عن بعض الثقافات لأنها قد لا تقدر التعليم كثيرًا وقد يكون للتعليم تأثير منخفض جدًا.

صحيح أنّ التعليم له تأثير كبير جدًا على ثقافة المنظمة، أحد الأمثلة الجيدة هو عندما يواجه المجتمع مشكلة كبيرة ويجد طريقة للتعايش معها، عندما يكون أحدهم متعلمًا جيدًا يمكنه التوصل إلى وسيلة لحل المشكلة بطريقة أسهل بكثير وتحسين مستوى معيشة المجتمع على المدى الطويل، وهذا لأنهم تعلموا طرقًا أخرى في معالجة نفس المشكلة من خلال التفاعل والتعليم هذا هو العكس تمامًا عندما يكون المجتمع مغلقًا تمامًا أمام أي شخص من خارج ثقافته فلن يتمكن من الاستفادة من التعليم.