استخدامات الحاسوب للمعوقين سمعيا

اقرأ في هذا المقال


بين في النصف الأخير من القرن العشرين، أن للحاسوب وتطبيقاته آثاراً هامة في تدعيم وتطوير البرامج التربوية، بحيث أتيحت فرصة للطلبة المعاقين سمعياً للوصول إلى المعرفة بطرق متعددة وفي ظروف مدرسية مختلفة، هذا وقد دعم وجهة النظر عدد من العلماء.

الحاسوب والمعوقين سمعيا

أكد العديد من العلماء على أن الأساليب التربوية الحديثة ساهمت كثيراً في إعطاء فرص للطلبة ذوي الحاجات الخاصة، ومنهم المعوقين سمعياً لمواجهة الواجبات المدرسية التي يواجهها الطالب العادي، حيث كانت هذه الواجبات تشكل عبئاً إضافياً لا يستطيع المعوقين سمعياً في الماضي مواجهته، وحتى فترة قريبة لم تكن الحواسيب ذات فعالية في عملية القراءة، خصوصاً في مجال برامج القراءة الشفهية.

فلم تكن الحواسيب مصممة لهذا النوع من البرامج، إلا أنه في الوقت الراهن أصبح بالإمكان تزويد الحاسوب ببرامج لها القدرة على تمييز صوت الطفل وتصحيح القراءة الشفهية، ويعتمد التعليم بواسطة الحاسوب للفرد ذو الإعاقة السمعية على المس الشاشة والتفاعل من خلال الشاشة من أجل تعلم مهارات قراءة الشفاه؛  ونتيجة لفقدان القدرة على السمع، تصبح حاسة البصر من أهم القنوات في عملية التعليم، إذ يعتمدون عليها بشكل أساسي في تعليم اللغة واكتساب مهارات القراءة والكتابة.

فالبرمجة التربوية تستخدم الأسلوب البصري المثير، مما يجعلها ناجحة جداً في تعليم مهارة القراءة المبكرة، فالبرامج المشاهدة نستطيع جذب انتباه الطالب أطول فترة ممكنة، فقد أثبتت البرمجة التربوية الجيدة أنها تستطيع تشجيع الأطفال لاكتشاف المزيد، فالبرامج تعطيهم الأدوات والاستراتيجيات اللازمة لاستيعاب مفاهيم المادة المطروحة.

ويقدم الحاسوب تغذية راجعة بصرية تمكنهم من معرفة صحة استجابتهم، وبالتالي تقودهم إلى التعلم الصحيح، وقد ينظم بالحاسوب برنامج يسجل بالإشارات الإلكترونية على الشاشة النموذج الصحيح، بحيث يستمر المعوق بالتدريب عليه ومشاهدة مخرجات عمله على الشاشة إلى أن يتقن النموذج الصحيح، ويعوض نقص السمع بالحصول على التغذية الراجعة البصرية.

واستخدم معلمو اللغة والقراءة في أحدى المدارس للصم الحاسوب في مهمتين، الأولى في تحليل القدرة اللغوية للتلاميذ، والثانية في تثبيت التعليم وتقييم المهارات، فالتعليم يكون من خلال الفهم والاستيعاب، واستخدام المعاني الذاتية في قياس اللغة مثل، موازنة الأعمال الكتابية والدروس ذات المعاني المتشابهة، وقد جاء هذا الاهتمام نتيجة لكثير من التطورات التكنولوجية والتربوية في مجال التربية الخاصة.

ولما لهذه الوسيلة من أهمية في توظيف الاستجابات التعليمية لتلبية الحاجات الفردية الخاصة بالمعوقين سمعياً، وذلك لربط استخدام الحاسوب وبرمجته بالمهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة باعتبارها وسيلة مساعدة في التدريب على التعلم القرائي وتطوير المهارات التدريبية التي تساعد على اكتساب اللغة، وإيجاد التفاعل مع البيئة بالطرق الكتابية بإدخال تهجئة الكلمات؛ مما يسهل الاتصال بين المعاقين سمعياً والعاديين.

فمعرفة القراءة والكتابة بواسطة الحاسوب تفيد الطالب لتعلم المهارات الأساسية، والاستيعاب القرائي وأفضل طريقة للقراءة هي قيامه بالقراءة لوحده والتعرف على مهارات حل الرموز والإدراك والاستيعاب القرائي، فالطريقة الغالبة لزيادة الطلاقة على أي مهارة تتضمن الممارسة والإكثار من القراءة، ولدى الحاسوب السيطرة الكاملة الفردية وتوجيه الممارسة للاستيعاب القرائي.

ويتضمن التحليل المعرفي للعمليات تمييز الكلمات، مهارة تحليل الكلمة لبعض الأصوات وعلاقتها في القدرة على التعلم للأطفال، يمكن أن تزداد بدرجة (%30) بعد (15) دقيقة من الممارسة في (10) أسابيع، كما أن توظيف الحاسوب مفيد جداً للمعوقين سمعياً؛ لأنه يتضمن قراءة الشفاه واللغة الصامتة ولغة الأصابع، ويستطيع كل من الحاسوب ونظام الأصوات تقديم أدوات التدريب النطقي بسهولة.

ويمكن استخدام الاتصال التلفوني عن طريق اللغة في تعليمهم، فهذه الوسيلة تعطي المعوق سمعياً الدافع القوي للتعلم، إضافة إلى اكتساب المهارات المعرفية وباستخدام برامج مطبوعة أو بواسطة تهجئة الكلمات، يمكن تسهيل عملية تفسير المفاهيم من خلال الحاسوب في التعليم.

ونظرا لأهمية حاسة البصر في تعليم المعوقين سمعياً، فقد برزت الحاجة إلى استخدام الحاسوب في تعليم مادة اللغة العربية لذوي الإعاقة السمعية، وقد ساعدهم البرنامج (CAI) التعليم الذاتي بمساعدة الحاسوب على اكتساب اللغة ومهارة القراءة وزاد من استيعاب ذوي الإعاقة السمعية لمادة القراءة، كما أنه أداة مساعدة ومثيرة لتفكير الطالب ذو الإعاقة السمعية.

وبالإضافة إلى تقديمه لتغذية بصرية راجعة عوضاً عن التغذية السمعية، فاستخدام الحاسوب كأداة تعليمية في مجال التربية الخاصة يضمن إعطاء الخبرة المناسبة في التعليم إذا تم استغلال هذا التطور التكنولوجي بالطريقة المناسبة لتعليم ذوي الإعاقة السمعية.


شارك المقالة: