الحدود في نظرية العلاج الأسري البنائي

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحدود في نظرية العلاج الأسري البنائي

في نظرية العلاج الأسري البنائي، تشير الحدود إلى القواعد غير المعلنة التي تحدد كيفية تفاعل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض. وهي تعني الحواجز النفسية والعاطفية التي تفصل بين الأفراد أو مجموعات الأفراد داخل الأسرة، مثل بين الوالدين والأبناء، وبين الأشقاء. تساعد هذه الحدود على الحفاظ على خصوصية الأفراد، وتحديد الأدوار والمسؤوليات، وإدارة العلاقات داخل الأسرة.

الحدود ليست مادية، لكنها تؤثر بشكل كبير على كيفية شعور الأفراد بالأمان والراحة في تفاعلاتهم اليومية، فعلى سبيل المثال، الحدود المناسبة تتيح لأفراد الأسرة التعبير عن مشاعرهم وآرائهم بحرية، بينما الحدود غير المناسبة يمكن أن تعرقل التواصل وتؤدي إلى ظهور مشكلات داخل الأسرة.

الحدود في نظرية العلاج الأسري البنائي

تعبر الحدود عن المسافة الموضوعة بين أفراد الأسرة، أي مقدار تقاربها من بعضها البعض أو مقدار تباعدها عن بعضها، ومقدار ترابط أفراد العائلة انفعالياً، وكيف يتصل كل من أفراد الأسرة اتصالاً منفتحاً مع أشخاص غيرهم، وعندما يعمل نظام الأسرة ووظائفها بشكل حسن فإنَّ الحدود تتسم بأنَّها واضحة.

وتتسم الحدود بأنَّها من أحد عوامل سوء الأداء، إذا كانت مُختلة وفظَّة الطبع، وتتسم بالمبالغة في الاقتراب والابتعاد بما يخص الحدود بخاصية التشابك أو التباعد.

التباعد: تعتبر الحدود بين أفراد الأسرة جامدة وفظَّة الطبع، يوجد مسافة متباعدة بين أفراد العائلة، ويعتبر الاتصال بين أفراد العائلة محدوداً، ويكون التعاون في المدرسة أو البيت مُعقَّد أو قليل، ويفضل الأطفال في العائلات المتباعدة استخدام ممارسات سلبية أكثر من غيرهم، ويلجأون لاستخدام أسلوب العزو في سلوكهم لأسباب خارجية بمقابل عزوه لأسباب داخلية بشكل أكثر من غيرهم، وإن لم يحدث تغير ملائم معهم فقد يتعرضون للأذى والخطر، وذلك نتيجة حدوث تعارض بين القوانين والأنظمة فيما بعد.

التشابك: تعتبر الحدود بين أفراد الأسرة قريبة كثيراً، لا يشعر الشخص باستقلاليته أو بالذاتية، تعتبر الفروق الفردية مستحيلة، ومن الممكن أن يُعبّر الأشخاص عن أحاسيس تعكس الحماية المفرطة التي تقيد الأشخاص، ويتعرض الأطفال في العائلات المختلطة للمشاكل الانفعالية بشكل أكثر.

أهمية الحدود في العلاقات الأسرية

تلعب الحدود دوراً محورياً في تنظيم العلاقات الأسرية وضمان استقرار الأسرة. فهي تساعد على:

1. الحفاظ على التوازن بين القرب والاستقلالية

تسمح الحدود المرنة للأفراد بالحفاظ على التوازن بين الشعور بالارتباط العاطفي مع الأسرة وبين تحقيق الاستقلالية الشخصية. هذا التوازن يتيح للأفراد بناء علاقات صحية داخل الأسرة، حيث يشعر الجميع بالدعم دون الشعور بالاختناق أو السيطرة.

2. تعزيز الخصوصية والاحترام

تساعد الحدود الواضحة على ضمان احترام خصوصية كل فرد في الأسرة، مما يعزز الشعور بالاحترام المتبادل. على سبيل المثال، الحدود المناسبة تعني أن للوالدين دوراً قيادياً في تربية الأبناء، لكن دون تجاوز خصوصياتهم، والعكس صحيح.

3. تيسير التكيف مع التغيرات

الحدود المرنة تجعل الأسرة أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات مثل انتقال الأبناء إلى مرحلة البلوغ، أو التغيرات المالية، أو انتقال أحد الأفراد للعيش بعيداً. هذا التكيف يساعد الأسرة على الحفاظ على استقرارها العاطفي والنفسي خلال الأوقات الصعبة.

4. تعزيز التواصل الفعال

عندما تكون الحدود واضحة، يكون من السهل على أفراد الأسرة التواصل بفعالية والتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم دون خوف من الانتقاد أو التدخل. هذا يعزز من قوة العلاقات بين الأفراد ويقلل من النزاعات وسوء الفهم.


شارك المقالة: