الخدمات التي تقدم للأطفال الموهوبين ولأسرهم

اقرأ في هذا المقال


الأطفال الموهوبون والنوابغ

يعد الأطفال الموهوبون والنوابغ من الأصول الثمينة في المجتمع، حيث يحملون قدرات ومواهب غير عادية في مجالات مختلفة كالعلوم، الرياضيات، الفن، والقيادة. نظرًا لاحتياجاتهم الخاصة التي قد تكون مختلفة عن الأطفال العاديين، توفر الحكومات والمؤسسات التعليمية مجموعة متنوعة من الخدمات لدعم تطورهم وتعزيز إمكاناتهم. هذه الخدمات لا تقتصر فقط على الطفل، بل تمتد أيضًا لدعم أسرهم في فهم احتياجاتهم ورعايتهم بشكل أفضل.

إن آباء الموهوبين يحتاجون إلى مساعدة في إدراك مدى قدرة أبناءهم وطبيعتهم، وفي أكثر الأحيان يحتاجون للمساعدة في تقبل حقيقة حالة أطفالهم دون توتر أو فخر زائد عن الحدّ، ويحتاج الآباء إلى أن يكونوا على وعي باحتمالات ومخاطر استغلال الذكاء من جهة وإهمال أو رفض الطفل من جهة أخرى.

الخدمات التي تقدم للأطفال الموهوبين ولأسرهم

1- خدمات التشخيص والتقييم: إنَّ توضيح قدرات الأطفال الموهوبين والمتفوقين الكلية، اللغوية، الاجتماعية، الإبداعية، الحركية، الفنية، وغيرها، وتعيين المدخلات السلوكية لهم بواسطة الأدوات العلمية المُخططة كالمقاييس والاختبارات، يُعَدّ الأساس الأولي لتحديد الاحتياجات التعليمية، ومن ثمَّ تعيين البرامج التربوية الملائمة لخصائصهم والمُحققة لهذه الاحتياجات.

2- خدمات المعلومات: إنَّ رسم خطط للرعاية النفسية، الدراسية، والخدمات المماثلة بالنسبة للموهوبين والمتفوقين وتشخيصها، يجب أن تقام على أساس قاعدة من البيانات والمعلومات الشاملة والواضحة، فيما يخصّ الجوانب الشخصية والنفسية، التعليمية، الاقتصادية، والاجتماعية لهم، على أن يراعى وجود مصادر متعددة مختلفة لاكتساب هذه المعلومات سواء من الطفل نفسه أو والديه أو أقرانه أو معلميه، وباستخدام وسائل متعددة كالمقابلات الشخصية، دراسة الحالة، الاستبيانات، وغيرها.

3- الخدمات الإرشادية: تنادي الاتجاهات المتطورة في البرامج التربوية والمناهج الدراسية إجمالاً بأهمية احتوائها على نهج وبرامج إرشادية، لمساعدة الطلاب على تفهم ذواتهم، السيطرة على المشكلات الدراسية والانفعالية، والتنبؤ بإمكانياتهم واستثمارها من أجل تحقيق أهدافهم والوصول إلى الانسجام النفسي.

4- البرامج التعليمية المتخصصة

أحد أهم الخدمات التي تقدم للأطفال الموهوبين هي البرامج التعليمية المتخصصة التي تهدف إلى تنمية مهاراتهم العقلية وتطوير مواهبهم. هذه البرامج قد تشمل مناهج دراسية متقدمة، صفوفًا خاصة، أو برامج إثرائية تركز على جوانب محددة من اهتمامات الطفل، مثل الرياضيات المتقدمة، العلوم، أو الفنون.

ومن الأمثلة على البرامج:

  • البرامج الإثرائية: تُقدم للأطفال الذين يظهرون قدرات استثنائية في مجالات محددة مثل الرياضيات أو العلوم. تتيح لهم هذه البرامج الوصول إلى مواد دراسية أكثر تعقيدًا وفرص بحثية متقدمة.
  • الصفوف المتقدمة: توفر للأطفال الموهوبين بيئة تعلم متقدمة تشمل مشاريع طويلة الأمد، فرصًا لاستكشاف مواضيع جديدة، وزملاء يشاركونهم نفس القدرات.

5- الاستشارات النفسية والاجتماعية

الأطفال الموهوبون قد يواجهون تحديات نفسية واجتماعية مرتبطة بمواهبهم، مثل الشعور بالعزلة، الضغوط العالية للتفوق، أو توقعات غير واقعية من الأهل والمجتمع. تقدم لهم خدمات الاستشارات النفسية والاجتماعية الدعم النفسي اللازم للتعامل مع هذه التحديات. يمكن أن تشمل هذه الخدمات جلسات مع مختصين نفسيين، برامج تعزيز الثقة بالنفس، أو ورش عمل لتنمية المهارات الاجتماعية.

أهمية الدعم النفسي: يساعد الدعم النفسي في تخفيف الضغوط على الطفل، ويعزز من صحته النفسية، مما يمكنه من الاستفادة القصوى من موهبته دون أن يشعر بالإرهاق أو الضغط.

6- الدعم المالي والمنح الدراسية

لتشجيع ودعم الأطفال الموهوبين وأسرهم، تقدم العديد من المؤسسات والحكومات منحًا دراسية وبرامج دعم مالي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى تعليم عالي الجودة. هذا الدعم يمكن أن يساعد الأطفال على متابعة تعليمهم المتقدم في المدارس المتخصصة أو الجامعات المرموقة.

ومن الأمثلة على الدعم المالي:

  • منح دراسية: تُقدم لأطفال الموهوبين لمتابعة التعليم في مدارس وجامعات خاصة توفر بيئة تعليمية تتناسب مع احتياجاتهم الفريدة.
  • التمويل الإضافي: لدعم البرامج الإضافية التي يحتاجها الطفل، مثل الأنشطة الصيفية أو المعسكرات التعليمية التي تعزز مهاراتهم.

7- الورشات والبرامج التوجيهية للأسر

تواجه أسر الأطفال الموهوبين تحديات خاصة في تربيتهم وفهم احتياجاتهم الفريدة. لذا، توفر المؤسسات العديد من الورشات والبرامج التوجيهية التي تهدف إلى تزويد الأهل بالمعرفة والأدوات اللازمة لدعم أطفالهم. هذه الورش قد تغطي موضوعات مثل كيفية دعم الطفل الموهوب نفسيًا، إدارة وقتهم بين الدراسة والأنشطة الإثرائية، وطرق تحفيزهم دون الضغط عليهم.

أهمية توجيه الأسر: يساعد توجيه الأسر في فهم كيفية التعامل مع الطفل الموهوب بشكل سليم وتقديم الدعم اللازم له في تحقيق أقصى استفادة من مواهبه.

8- الأنشطة اللاصفية والنوادي الخاصة

تشمل الخدمات الموجهة للأطفال الموهوبين أيضًا توفير أنشطة لا صفية تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم. نوادي العلوم، الروبوتات، الفن، والرياضيات تعتبر أماكن ممتازة لهؤلاء الأطفال لمتابعة شغفهم وتطوير مهاراتهم في بيئة داعمة. مثل هذه الأنشطة تقدم للأطفال فرصًا للتفاعل مع أقرانهم الموهوبين وتبادل الأفكار والتجارب.

من الأمثلة على الأنشطة اللاصفية:

  • نوادي الروبوتات والعلوم: حيث يمكن للأطفال الموهوبين تجربة بناء الروبوتات أو المشاركة في مشاريع علمية مثيرة تعزز من إبداعهم.
  • المسابقات الأكاديمية: مثل الأولمبياد العلمي أو مسابقات الرياضيات التي تتيح لهم التنافس على مستوى دولي وتحفيز نموهم الفكري.

9- إرشاد وتوجيه الموهوبين نحو المستقبل

بمجرد اكتشاف موهبة الطفل، يتعين على الأسرة والمدرسة العمل معًا لتوجيهه نحو تحقيق نجاح مستقبلي في مجال موهبته. هذا يشمل إرشاده نحو المسارات التعليمية المناسبة والتخطيط للمستقبل المهني. توفر برامج الإرشاد المهني فرصة للأطفال لاكتشاف المجالات التي يمكن أن تكون مناسبة لهم بناءً على مواهبهم واهتماماتهم.

أهمية الإرشاد المهني: يتيح للأطفال الموهوبين اتخاذ قرارات مستنيرة حول مستقبلهم التعليمي والمهني، ويجنبهم الشعور بالضياع أو الحيرة في اختيار مجالات العمل المناسبة لهم.

تعتبر الخدمات المقدمة للأطفال الموهوبين وأسرهم جزءًا أساسيًا من استثمار المجتمع في مستقبله، من خلال توفير التعليم المتخصص، الدعم النفسي، التوجيه المهني، والأنشطة الإثرائية، يمكن مساعدة الأطفال الموهوبين على تحقيق إمكاناتهم الكاملة. علاوة على ذلك، فإن دعم أسرهم يعزز من قدرتهم على فهم احتياجات أطفالهم والتعامل معها بشكل فعال، مما يضمن تطوير شامل ومستدام لقدرات الأطفال الموهوبين.


شارك المقالة: