الخيال ودوره في الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


غالباً ما يملك الشخص تصورات عن حياته أو ذكريات عن ماضيه قد يشوه الواقع غير المقبول، إضافة إلى الأحلام التي تحسن كثيراً من الحالة النفسية والقدرة على تقبل المستقبل، من الممكن أن ترى لوحة جميلة ولكن لا تنجذب لها ويكون السبب في ذلك أنَّ إطارها لا يُظهر محاسنها، هكذا حياتنا إذا أحطناها بإطار من الاكتئاب واليأس.

يلعب الخيال دور كبير في الربط بين المشاعر والذِّكريات، فيتبدّل الإطار ليكون مليئ بالفرح والأمل فيكون التحوُّل بالمشاعر العميقة، فإنَّ التعمُّق بالخيال في المشاعر القديمة التي تمَّ دفنها أو الأحداث أو في المشاعر الحالية، التي قد تمر بك مرور الكرام، تعمل على تنشيط القلب مرَّة أُخرى، كما أنّ ذلك يجعلك تتقبل الماضي بفرحه وحزنه.

الخيال

هو قدرة الفرد على تشكيل صور وأحاسيس عقلية بدون استخدام الحواس الخمسة، غالباً ما يكون مصاحب للإبداع، يستخدم الخيال كمفهوم للتعبير عن قدرة الأفراد على التفكير الإبداعي من خلال تخيل سيناريوهات وقصص خيالية ولوحات فنية، كما أنَّ المُبدعون مثل الفنانون والكُتَّاب وغيرهم يتميزون بامتلاك خيال قوي ونشيط في علم النفس.

يمكن تعريف الخيال أيضاً بأنَّه قدرة الفرد العقلانية على تجسيد الأحاسيس التي تكون غير موجودة على أرض الواقع، حيث يعتبر الخيال من أهم الأشياء التي تكوِّن وعي الإنسان، كذلك تزداد تلك القدرة عادة عند الأطفال، حيث أنّها تشكل الجزء الكبير من تطورهم العقلي والعاطفي، لذلك يستخدم الأطباء غالباً العلاج بالألعاب في هذا السِّن معتمدين على خيال الأطفال؛ من أجل التغلُّب على المشاكل النفسية ومساعدتهم على التأقلم بالحياة.

دور الخيال في الصحة النفسية

يلعب الخيال في الصحة النفسية أدوار كثيرة ومهمّة، فقُدرة الأفراد على تخيُّل الأشياء التي لم تحدث بالفعل، تساعد بشكل كبير في حل المشكلات النفسية مثل القلق والتوهُّم، إضافةً إلى أنَّه يستخدم في العلاج النفسي.

ينصح الطبيب المرضى النفسيين بتخيُّل نهايات مفرحة ونتائج إيجابية أو أماكن هادئة ومريحة؛ من أجل تقوية الحالة العاطفية والنفسية والعقلية، كذلك يتم دمج الخيال بتقنية التأمُّل، مثال على ذلك أن يتخيُّل المرضى أماكن آمنة ومريحة من أجل التخلص من الخوفوالاكتئاب.

يفتح الخيال أبواب العقل على أفكار جديدة ومتعددة، كذلك أماكن مليئة بالسحر والجمال، يرفع القدمين من أرض الواقع إلى سماء الحكايات، يسمح للبعض بترويض قلقهم واكتئابهم وربمّا الذهان؛ لإنتاج أفضل الفنون والاستمرار في الحياة والعيش بقوة وحكمة.


شارك المقالة: