الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الذاكرة في علم النفس:

تشير التطورات الأخيرة في العلوم والتكنولوجيا إلى الحاجة إلى توحيد تعريف الذاكرة وتوسيع نطاقها بشكل واضح وأكبر، فمن ناحية، أظهر البيولوجيا العصبية الجزيئية أن الذاكرة تعبر إلى حد كبير عن عملية كيميائية عصبية، والتي تشمل على التكييف وأي شكل من أشكال الخبرة المخزنة، ومن ناحية أخرى، دفعت تكنولوجيا المعلومات الكثيرين إلى الادعاء بأن الإدراك يمتد أيضًا، أي أنه يمكن تخزين الذاكرة خارج الدماغ.

في التعريف الموسع للذاكرة في علم النفس، فيعتبر الذاكرة أنها القدرة على تخزين واسترداد المعلومات، وهذا التعريف الجديد للذاكرة يعني أن كل شيء أصبح الآن شكلاً من أشكال الذاكرة، مع التشديد على أن الذاكرة التي لا تزال تتطلب التضمين، أي أنها تعتبر علاقة، حيث يتم دمج عملية بيولوجية أو كيميائية في أخرى، وتتغير كليهما بطريقة دائمة.

يمكن أن يساعدنا النظر إلى العمليات الطبيعية والبيولوجية للتأسيس في عملية التفكير وعلى كيفية حدوث دمج الذاكرة الداخلية والخارجية في الإدراك، كما يمكن للشخص مناقشة أنه إذا قبلنا أن هناك شيئًا مثل تخزين المعلومات خارج الدماغ وأن هذه العملية العضوية والديناميكية يمكن أيضًا أن تسمى “الذاكرة” فإننا نفتح الباب لعالم مختلف تمامًا ومتغير ومتطور؛ لأن العقل ليس ثابت وأن الدماغ والذاكرة التي يستخدمها عمل مستمر يستدعي للنظر بأن الشخص يتطور ويتغير.

تطرق علم النفس إلى مفهوم الذاكرة بشكل أكثر وصف وتحديد، وذلك عن طريق أحد عناصره وأقسامه والذي يعرف بعلم النفس المعرفي، والذي يعبر عن العلم الذي يتناول أساس المهام والأنشطة والوظائف الذهنية بمختلف أنواعها، ودرجاتها، مثل عملية الإدراك، والتذكر، والحفظ والمعرفة، والاستيعاب وغيرها، كما يعالج المادة المعرفيّة وما تتطلب من خطوات من المهام والأنشطة المعرفية، والذهنية، وذلك انطلاقاً من التفكير، وأشكاله، ودرجاته العليا؛ إلى المعالجات التي يقوم بها الدماغ من أجل إتمام الوظائف والمهام والأنشطة المختلفة مثل التخزين، والإنجازات، وغيرها، أي أنّه دراسة أساليب معالجة المعلومات، وحفظها، وأساليب استرجاعها لمواجهة الحياة اليومية والخبرات المختلفة.

أنواع الذاكرة في علم النفس:

1- الذاكرة الحسية: تسمح الذاكرة الحسية للأفراد بالاحتفاظ بانطباعات البيانات الحسية بعد توقف المنبه الأصلي لها، وأحد الأمثلة الأكثر شيوعًا للذاكرة الحسية هو الأضواء سريعة الحركة في الظلام، فإذا كان الفرد قد أشعل يومًا ما مصباحًا لامعًا في يوم معين أو شاهد حركة المرور تتدفق ليلاً، فهذا لأن الضوء يترك أثرًا، وهذا بسبب الذاكرة الأيقونية، التي تعبر عن المخزن الحسي البصري، ولا تشارك الذاكرة الحسية في الوظائف الإدراكية العليا مثل الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، ولا يتم التحكم فيها بوعي، بحيث تم دراسة نوعين آخرين من الذاكرة الحسية على نطاق واسع وهما:

  • ذاكرة الصدى: وهي المخزن الحسي السمعي.
  • الذاكرة اللمسية: وهي المخزن الحسي باللمس.

2- ذاكرة قصيرة المدي: يمكن تعريف الذاكرة قصيرة المدى أيضًا باسم الذاكرة العاملة، والتي تحتوي على عدد قليل من العناصر فقط التي تشتمل من عنصرين إلى سبع عناصر فقط، وتستمر لمدة ثواني معدودة فقط، ومع ذلك، يمكن نقل العناصر من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة البعيدة المدى عبر عمليات مثل التمرين، مثال على البروفة هو عندما يعطي شخص ما رقم هاتفه لشخص آخر شفهياً ويكرره لنفسه بشكل متكرر حتى يتمكن من كتابته، وإذا قاطع شخص ما هذا العمل بطرح سؤال مثلاً، فيمكنه بسهولة نسيان الرقم قبل كتابته ويشتت الانتباه؛ لأنه يتم الاحتفاظ به فقط في الذاكرة قصيرة المدى.

3- ذاكرة طويلة المدى: الذكريات بعيدة المدى هي كل الذكريات التي نحتفظ بها لفترات أطول من بضع ثوان، بحيث تشمل الذاكرة طويلة المدى كل شيء من ما تعلمناه عناويننا القديمة إلى ما ارتدناه للعمل بالأمس، وتتمتع الذاكرة طويلة المدى بسعة تخزين هائلة بشكل لا يصدق، ويمكن أن تستمر بعض الذكريات من وقت إنشائها حتى موتنا.

هناك أنواع عديدة من الذاكرة طويلة المدى والتي تتمثل في:

  • ذاكرة صريحة أو التقريرية التي تتطلب ذاكرة استدعاء واعية، وتتكون من معلومات يتم تخزينها أو استردادها بوعي، ويمكن تقسيم الذاكرة الصريحة إلى ذاكرة دلالية وذاكرة عرضية.
  • الذاكرة الإجرائية أو الضمنية التي لا تعتمد على تخزين المعلومات واسترجاعها بوعي، ولكن على التعلم الضمني، وغالبًا ما يتم استخدام هذا النوع من الذاكرة في تعلم مهارات حركية جديدة.

شارك المقالة: