أظهرت الدراسات العديد من الروابط بين الفصام وذكاء الأشخاص، حيث يتم تنشيط منطقة معينة في الدماغ بشكل مفرط عند الأشخاص الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية، هذه المنطقة ذاتها تقوم بتنشيط إنجاز الفعل الإبداعي في العادة، أمّا أحدث الدراسات في مجال علوم الأعصاب فقد أشارت إلى وجود أساس وراثي وجيني واحد للذكاء والجنون في الوقت ذاته.
الذكاء ومرض الفصام
أكدت العديد من الدراسات أنّ الأشخاص الذين يمتلكون مستوى ذكاء عالي، يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض الفصام أو ما يسمّى بانفصام الشخصية، خصوصاً الذين لديهم قابلية وراثية للإصابة بهذا المرض، يرى أستاذ المخ والأعصاب بجامعة فيرجينيا الأمريكية، أنّ النتائج المتوصل إليها تتحدى الدراسات السابقة التي تشير إلى أنّ الأذكياء هم الأكثر عرضة للإصابة بالاختلال العقلي، فإذا كنت شخص ذكي جداً، فإنّ الجينات الخاصة بمرض انفصام الشخصية، لن يكون لها تأثير عليك.
يعد مرض الفصام نوع من أنواع الاضطراب العقلية، يؤثر هذا المرض على 3 مليون شخص بالغ في جميع أنحاء العالم، غالباً ما يبدأ في سن المراهقة المبكرة، يبدأ بالهلاوس والضلالات، كما يصاحبه أفكار شاذة وحركة جسم غير منتظمة، ما تزال الأسباب الحقيقية للفصام غير واضحة حتى الآن إلا أن العلماء أشاروا إلى دور الاضطراب العائلي، حيث إنّ 1% من السكان لديهم انفصام الشخصية.
يحدث الفصام عند حوالي 10% من الأشخاص الذين يعانون منه من أحد الأقرباء، مثل أحد الوالدين أو الأخوان أو الأخوات ممّن يعانون من هذه الحالة، في هذه الدراسة تم عمل تقييم للارتباط بين الذكاء ومخاطر مرض الفصام بين عامة الناس وبين من لديهم استعداد وراثي للاضطراب، قام الباحثون بتقييم مستويات الذكاء في المرحلة العمرية ما بين 18 إلى 20 سنة.
قام الباحثون باستخدام مقياس كوكس لقياس مستويات الذكاء، كذلك لقياس تأثير الذكاء على مرض الفصام بين جميع الأشخاص والأقارب من الدرجة الأولى، الذين يعانوا من هذه الحالة المرضية، فقد أظهرت النتائج التي وصل إليها الباحثون، أنّ الأشخاص الذين لديهم انخفاض في معدل الذكاء، كانوا أكثر عرضة لتطور مرض الفصام عن الذين لديهم معدل ذكاء مرتفع، كانت هذه العلاقة أقوى بين المشاركين الذين لديهم تاريخ وراثي لهذا الاضطراب، خصوصاً بين الأقرباء من الدرجة الأولى.