علامات الذكاء عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


يتمتّع المراهقون بالعديد من المزايا المُهمّة، التي تُساعدهم على تنمية مواهبهم المُختلفة، تقوية الشخصية التي يحلمون ببنائها، أيضاً هناك العديد من المراهقين المتميزين بالذكاء الظاهر والبارز، في حين أنّ البعض منهم لا يستطيعون اكتشاف ذكائهم بسبب عدم قُدرتهم على فهم العلامات الدَّالة على الذكاء.

الذكاء:

هو السرعة في الفهم والبديهة، نشاط فكري ومعرفي يقوم به العقل، ليس شرطاً أن يكون الذّكاء مُرتبطاً بالتحصيل الأكاديمي والمنهجي كما هو معروف عند الأغلب، فهناك جوانب أُخرى للذكاء مثل الذكاء الاجتماعي، اللغوي، الرياضي، فيتميّز كلّ شخص بنوِّع أو أكثر من أنواع الذّكاء، يشار إلى أنَّ كلمة الذّكاء في اللغة العربيّة تعود إلى المصدر “الذّكا” أي الجمرة المُشتعلة، بمعنى اشتداد الحرارة كلهب النار.

علامات تدل على ذكاء المراهقين:

التأقلم السريع:

يمكن للمراهق الذّكي أن يتأقلُم مع الظُّروف المُختلفة التي يتعرّض لها، إذ يُعتبر هذا الأمر من العلامات البارزة التي تُشير إلى نسبة عالية من الذكاء، فالتأقلُم يتطلّب الكثير من الدّقة وسُرعة البديهة، بالتالي فهو يتمتّع بالقدرة الكبيرة على السرعة في التصرُّف. 

القدرة على التكيّف:

غالباً ما يعاني المراهق من مشاكل مُرتبطة بقدرته على التكيُّف مع الحالة الجديدة التي يمرُّ بها، خاصَّةً التغيُّرات الجسدية والنفسيّة التي تحدث في سن المراهقة، إذ أنّ قدرة المراهق على فهمها والتكيّف معها تشير إلى وجود نسبة عالية من الذّكاء. 

المناقشة والحوار:

إنّ قدرة المراهق على التُّحاور مع الآخرين دون الحاجة إلى التعرّض للمشاكل والخلافات، تعد من الأمور التي تشير إلى وجود الذكاء، الذي يتمتّع به المراهق في هذه المرحلة، خصوصاً أنّ معظم المراهقين يتصفون بالانفعالية والعصبية الزائدة. 

اتخاذ القرارات الصحيحة:

غالباً ما يميل المراهقون إلى القيام بالكثير من الأعمال التي تؤذيهم، بحجَّة أنّهم يرغبون بتجربة بعض الأُمور الجديدة، ينتهي بهم الأمر بالإساءة إلى أنفسهم، بالتالي إنّ المراهق الذي يجيد التحكُّم باندفاعاته الشديدة ويضعها في الاتجاه المناسب لبناء مُستقبله، يُعتبر من المراهقين الأذكياء.

علامات الكبر في التفكير:

البعض من المراهقين تظهر عليهم علامات الذكاء الخارق، من خلال القيام ببعض التصرُّفات التي تجعل تصنيفهم ضمن فئة الكبار في السنّ، إذ يمكن أن يفكِّر بطريقة مناسبة لأعمار الأشخاص الأكبر من سنّه، هذا ما يجعله يتمتّع بذكاء حاد.

الوزن وعلاقته بالذكاء:

المراهق الذي يتمتّع بوزن طبيعي مناسب لطوله، يميل إلى كونه شخص ذكي، فكلّما تناسق الطول مع الوزن، كلّما كان المُراهق ذكياً. 

العزف على الآلات الموسيقية:

إنّ القُدرة على تعلُّم الموسيقى، حفظ النوتات، أيضاً القدرة على العزف على أنواع مُختلفة من الآلات الموسيقية، تجعل المراهق ذكياً جداً، إذ تعتبر الموسيقى نوع من أنواع المواهب المُميّزة التي تطبع شخصية الأفراد، ذلك بسبب القُدرة الفريدة على تنسيق النوتات وسهولة حفظها.

الكتابة باليد اليسرى:

في حال كان ابنك المراهق أعسر فهذا يشير إلى ذكائه، إذ إنّ قدرته على الكتابة باليد اليسرى ليس بالأمر السهل، بل إنّها ميزة يستطيع دماغ الشخص الأعسر على التحكُّم بها، هذا ما يجعل المراهق الأعسر شخصاً ذكياً ويتمتّع بالقدرة الفكريّة والذّهنية المُناسبة. 

سرعة البديهة:

يقوم بعض المراهقين بمواكبة مختلف المواضيع والتعامل معها بكل سهولة، دون التفكير في كل ما يريدون قوله، خصوصاً إذا كانوا يُجيدون التحدُّث والتواصل مع الآخرين، هذا ما يجعلهم من الأشخاص الأذكياء الذين يلتقطون الكثير من المعلومات، يحفظونها، يجيدون استخدامها في المواقف الضّرورية والأساسيّة. 

هل تتغير نسبة الذكاء في مرحلة المراهقة؟

في السابق كان يُعتقد أنّ المقياس العام للذكاء (قوة الدماغ)  يكون ثابتاً عبر السنين، لكن وجدت دراسة جديدة من قبل العلماء في جامعة لندن ومركز العلوم العصبيّة للتربية، أنّ معدّل الذكاء لشخص ما يمكن أن يرتفع أو ينخفض خلال سنوات المراهقة، إذ أنّ هذه التغيُّرات ترتبط  في بنية الدماغ.
اختبر الباحثون أكثر من ثلاثين مراهق أصحاء، كانت أعمارهم ما بين 12 إلى 16سنة، ثمَّ قاموا بإعادة الاختبار بعد أربع سنوات لنفس المُراهقين، في كل اختبار  قاموا بتصوير الدماغ  باستخدام الرنين المغناطيسي، بالتالي تمّ العثور على تغييرات كبيرة في درجات معدّل الذكاء بين الاختبارين،  فتحسَّن الذكاء لبعض المراهقين بمقدار 20 نقطة مقارنة مع الأشخاص من نفس العمر، بينما في حالات أُخرى انخفضت  درجات ذكائهم بنسبة مماثلة، فقام الباحثون بتحليل أشعة الدّماغ؛ لمعرفة ما إذا كان هُناك أيّ شيء له صلة بدرجات معدّل الذكاء عند المراهقين.
وُجد أنّ الاختلافات التي لوحظت يمكن أن تعود إلى تطور الدِّماغ لدى المراهقين بوقت مبكِّر أو متأخِّر، لكن مُمكن أنّ يكون التعليم قد لعب دوراً في تغيير معدّل الذَّكاء، هذا له آثار على كيفية تقييم التلاميذ.

المصدر: سيكولوجية المراهقة، أحمد محمد الزعبيالمراهقة والعناية بالمراهقين، محمد محمود عبدللهالثورة الفكرية لدى المراهقون، غسان دمعة يعقوب


شارك المقالة: