السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي:

السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي: هو عبارة عن أشكال متعددة من الاستجابات وردود الفعل الخارجة من التصرفات المشابهة، يقوم بأدائها العديد من الأفراد، وذلك استجابة لعامل أو مثير محدد، ويعتبر السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي من الأمور التي لا تعتبر تقليدية، وهو غير مألوف من قبل، أي أنه من الأمور التي لا تخضع لمعايير وأسس واضحة.

تعتبر التوقعات والتنبؤات في حالة السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي كامنة وغير محددة، ومن الممكن أن تكون متعارضة، من حيث أنها قد تترك الموقف غير واضح وغير محدد بشكل معين، ويظهر السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي في أشكال مختلفة، مثل التقاليد وتكوين نظرة واحدة أو آراء محددة.

يعتبر السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي نمط وشكل معين من السلوك الاجتماعي، بحيث لا يلتزم به الأفراد بقواعد وأسس الحياة اليومية المستمرة، بل يستجيبون للمواقف والأحداث والظواهر والآراء بشكل غير سابق وغير تقليدي، مثل الحركات الاجتماعية.

أنماط السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي:

يتكون السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي من العديد من الأفراد الذين يوجد لديهم تصرفات وخصائص وسمات وأفكار متشابهة، بحيث يبدأ السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي بالحشد أو بمجموعة مؤقتة من الأفراد ترتبط معاً بتجارب وخبرات مشتركة.

تتمثل أنماط السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- السلوك الجمعي السببي:

يتمثل بالتصرفات التي يجتمع من خلالها العديد من الأفراد بهدف تحقيق الكثير من القرارات والخيارات التي لا يمكن أن يتم التوصل إليها بشكل فردي، أي أن تكون هذا السلوك الجمعي تكون ذات أسباب تكمن خلفها، وأهمها تحقيق المصالح المشتركة، مثل السلوك الجمعي في الفريق المهني في العمل.

2- السلوك الجمعي التقليدي:

يتمثل بالسلوك الجمعي الذي يهدف إلى تكوين مجموعات ذات جداول عمل منظمة ومرتبة بشكل يقوم على معايير وأسس معتاد عليها سابقاً، وتهدف مثل هذه الأنماط من السلوك الجمعي إلى أن يتم توارث وتناقل العديد من العادات والقيم والأخلاق بين الأفراد وبين الأجيال بشكل حقيقي ولا تزييف فيه.

3- السلوك الجمعي العاطفي:

يتمثل في العديد من الأفراد الذين يتشابهون بالانفعالات والعمليات المعرفية العاطفية، فتتمثل في الاتجاهات الخاصة للعديد من الأفراد الذين توجد لديهم طموحات خاصة ومرتفعة، ومنهم من يرغب بالإبداع والابتكار، وهؤلاء الأفراد يحكمهم العاطفة والانفعالات السريعة مثل الذكاء والتفاعل المشترك.

4- السلوك الجمعي العدواني:

يتمثل هذا النمط من السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي بالأفراد الذين يجتمعون على السوء، وتكون لديهم أهداف وطموحات عدوانية وسلبية تجاه المجتمع وتجاه الآخرين، ويتمثل مثل هؤلاء الأفراد بالعصابات وجماعات التخريب والاختلاس.

وجهات النظر حول السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي:

ركزت نظريات السلوك الجماعي المبكرة على لاعقلانية الجماعة وفي نهاية المطاف، رأوا السلوك الذي انخرطت فيه بعض الجماعات باعتباره السلوك العقلاني للكائنات المنطقية، بحيث يمكننا ذكر وجهات النظر الخاصة بالسلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- منظور القاعدة الناشئة:

بنى عالما الاجتماع رالف تيرنر ولويس كيليان على أفكار سوسيولوجية سابقة وطورا ما يعرف بنظرية القاعدة الناشئة، ويعتقدون أن المعايير التي يمر بها الناس في حشد ما قد تكون متباينة ومتقلبة، ويؤكدون على أهمية هذه المعايير في تشكيل السلوك الجمعي، وخاصة تلك المعايير التي تتغير بسرعة استجابة للعوامل الخارجية المتغيرة.

تؤكد نظرية القاعدة الناشئة أنه في هذا الظرف، يدرك الناس ويستجيبون لحالة الجمع من خلال مجموعة المعايير الفردية الخاصة بهم، والتي قد تتغير مع تطور تجربة الفريق، ويعكس هذا التركيز على المكون الفردي للتفاعل منظورًا تفاعليًا رمزيًا.

تبدأ العملية الخاصة بالسلوك الجمعي عندما يجد الأفراد أنفسهم فجأة في وضع جديد، أو عندما يصبح الموقف الحالي فجأة غريبًا أو غير مألوف، وبمجرد أن يجد الأفراد أنفسهم في موقف لا يخضع للحكم من قبل المعايير الموضوعة مسبقًا، فإنهم يتفاعلون في مجموعات صغيرة لتطوير إرشادات جديدة حول كيفية التصرف.

وفقًا لوجهة نظر القاعدة الناشئة، لا يُنظر إلى الحسود على أنها مجموعات غير عقلانية ومندفعة وغير خاضعة للرقابة، وبدلاً من ذلك، تتطور المعايير ويتم قبولها بما يناسب الموقف، بينما تقدم هذه النظرية نظرة ثاقبة حول سبب تطور المعايير، فإنها تترك طبيعة المعايير غير محددة، وكيف يتم قبولها من قبل الجمهور، وكيف تنتشر بين الحشد.

2- وجهة نظر القيمة المضافة:

يُعد التصنيف الدقيق للسلوك الجمعي من قبل نيل سميلر، والذي يُطلق عليه نظرية القيمة المضافة، منظورًا داخل التقليد الوظيفي قائمًا على فكرة أن العديد من الشروط يجب أن تكون في مكانها الصحيح حتى يحدث السلوك الجمعي، وكل حالة تضيف إلى احتمالية حدوث السلوك الجمعي.

3- وجهة نظر التجميع:

تم تطوير وجهة نظر التجميع في السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي، وهو نظام آخر لفهم السلوك الجمعي الذي ينسب الفضل إلى الأفراد في الحشود ككائنات عقلانية، على عكس النظريات السابقة، تعيد هذه النظرية تركيز الانتباه من السلوك الجمعي إلى العمل الجماعي.

وتذكر أن السلوك الجمعي هو تجمع غير مؤسسي، في حين أن العمل الجماعي يقوم على مصلحة مشتركة، وركزت نظرية McPhail بشكل أساسي على العمليات المرتبطة بسلوك الحشود، بالإضافة إلى دورة حياة التجمعات، وحدد العديد من الأمثلة على السلوك الجمعي المتقارب.

شروط حصول السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي:

تتمثل شروط حصول السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي، من خلال ما يلي:

1- من أجل حصول السلوك الجمعي من خلال هذه النظرية هو المواتية الهيكلية، والتي تحدث عندما يكون الناس على دراية بالمشكلة ولديهم فرصة للتجمع، بشكل مثالي في منطقة مفتوحة.

2- يشير هذا الشرط إلى توقعات الناس بشأن عدم تلبية الموقف الحالي الذي يحصل بالوقت الراهن، مما يسبب التوتر والضغط للعديد من الأفراد في القيام بالسلوك الجمعي المطلوب.

3- يجب نمو وانتشار الاعتقاد والتنبؤ المعمم، حيث يتم تحديد المشكلة بوضوح وتنسيب إلى شخص أو مجموعة معينة.

4- يشير هذا الشرط إلى تحفيز وتشجيع العوامل المسببة للسلوك الجمعي، وتساعد على ظهورها في علم النفس الاجتماعي ومجالات الحياة المختلفة.

5- يتوجب التعبئة من أجل العمل، عندما يظهر القادة والإداريين لتوجيه الحشد من الموظفين إلى العمل والإنجازات الخاصة بالعمل وتحسين مستويات الإنتاجية وحل المشكلات والأزمات التي تعترضها وتحد من السلوك الجمعي.

6- يتعلق هذا الشرط بعمل الوكلاء والعملاء، وتسمى بالرقابة الاجتماعية، وهي الطريقة الوحيدة لإنهاء حلقة السلوك الجمعي من حيث الحصول بشكل إيجابي يخدم المصلحة المشتركة بين الجميع والمجتمع الخاص بهم.


شارك المقالة: