اقرأ في هذا المقال
- السمات العامة للاستبطان في علم النفس
- مصادر السمات العامة للاستبطان في علم النفس
- أهداف التأمل في السمات العامة للاستبطان في علم النفس
يعتبر الاستبطان مفهومًا رئيسيًا في نظرية المعرفة، حيث غالبًا ما يُعتقد أن المعرفة الاستبطانية آمنة بشكل خاص، وربما حتى مُحصّنة ضد الشك المتشكك من قبل المنتقدين للمعرفة، ومنها غالبًا ما يُنظر إلى المعرفة الاستبطانية على أنها أكثر مباشرة من المعرفة الحسية، وتم الاستشهاد بكل من هذه السمات المفترضة للتأمل الذاتي لدعم الفكرة القائلة بأن المعرفة الاستبطانية يمكن أن تكون بمثابة أساس لأنواع أخرى من المعرفة.
السمات العامة للاستبطان في علم النفس
يُنظر إلى الاستبطان عمومًا على أنه عملية نتعرف من خلالها على حالاتنا أو عملياتنا العقلية الجارية حاليًا أو الماضية جدًا، ومع ذلك ليست كل هذه العمليات استبطانيه حيث يتوجب منا التعرف بجميع السمات الضرورية لتكون العملية استبطانيه.
قد يتطلب التفسير المقيد نسبيًا للتأمل الداخلي والاستبطان ليشمل الانتباه إلى الحالات العقلية المستمرة للفرد والكشف المباشر عنها، لكن العديد من علماء النفس يعتقدون أن الانتباه إلى الحالات العقلية أو اكتشافها المباشر أمر مستحيل وغير موجود في التأمل الذاتي.
لكي توصف العملية بأنها استبطانيه حيث يتم استخدام المصطلح عادةً في فلسفة العقل المعاصرة، يجب أن تفي بالحد الأدنى من الشروط الثلاثة التالية:
- الحالة العقلية: الاستبطان هو عملية تولد أو تهدف إلى توليد المعرفة أو الأحكام أو المعتقدات حول العقلية والأحداث أو الحالات أو العمليات، وليس عن شؤون خارج عقل المرء، على الأقل ليس بشكل مباشر، في هذا الصدد تختلف عن العمليات الحسية التي تقدم معلومات حول الأحداث الخارجية أو حول الجوانب غير العقلية لجسم الفرد.
- حالة الشخص الأول: الاستبطان هو عملية تولد أو تهدف إلى توليد المعرفة أو الأحكام أو المعتقدات حول عقل الفرد فقط وليس عقل أي شخص آخر، على الأقل ليس بشكل مباشر، أي عملية تولد بطريقة مماثلة معرفة بعقل الفرد وعقل الآخرين هي بهذا المعنى ليست عملية استبطان.
- حالة القرب الزمني: الاستبطان هو عملية تولد المعرفة أو المعتقدات أو الأحكام حول الحياة العقلية المستمرة حاليًا للفرد فقط، أو مباشرة الحياة العقلية، ضمن نافذة زمنية ضيقة معينة تسمى أحيانًا الحاضر الخادع على التجربة وتصور الوقت.
قلة من علماء نفس العقل المعاصرين قد يطلقون على العملية استبطانًا إذا لم تستوفي بعض صيغ الشروط الثلاثة، التي تعتبر بمثابة السمات العامة للاستبطان في علم النفس، فعلى الرغم من أنه في اللغة العادية قد يتم انتهاك حالة القرب الزمني في بعض الأحيان، على سبيل المثال في الحديث العادي قد نصف عملية التفكير في سبب تخلينا عن علاقة الشهر الماضي.
مصادر السمات العامة للاستبطان في علم النفس
تتمثل مصادر السمات العامة للاستبطان في علم النفس من خلال ما يلي:
1- المصدر المباشر
ينتج عن الاستبطان أحكام أو معرفة حول العمليات المعرفية العقلية الحالية للفرد بشكل مباشر نسبيًا أو فوريًا، حيث أنه من الصعب أن نوضح بالضبط ما تتضمنه المباشرة أو الفورية في السياق الحالي، لكن بعض الأمثلة يجب أن تجعل استيراد هذا المصدر واضحًا نسبيًا في السمات العامة للاستبطان في علم النفس.
تعتبر جمع المعلومات الحسية حول العالم ثم استخلاص النتائج النظرية بناءً على تلك المعلومات لا ينبغي، وفقًا لهذا المصدر اعتباره استبطانيًا حتى لو استوفت العملية الشروط الثلاثة في السمات العامة للاستبطان في علم النفس، حيث إن رؤية أن السيارة على بعد عشرين قدمًا أمامنا مثلاً ثم الاستنتاج من تلك الحقيقة حول العالم الخارجي بأننا نمر بتجربة حسية بصرية من نوع معين لا يعتبر، في هذه الحالة بمثابة استبطان.
2- مصدر حالة الاكتشاف
يتضمن الاستبطان نوعًا من التناغم أو الكشف عن حالة أو حدث ذهني موجود مسبقًا، حيث يكون الحكم أو المعرفة الاستبطانية عندما يسير كل شيء على ما يرام سببيًا وليس وجوديًا، ومنها تعتمد على الحالة العقلية المستهدفة، على سبيل المثال العملية التي تنطوي على خلق الحالة الذهنية التي ينسبها المرء لنفسه لن تكون استبطانيه، وفقًا لهذا المصدر.
لنفترض أن الفرد يقول لنفسه في حديث داخلي صامت أنه في حديث داخلي صامت دون أي فكرة مسبقًا عن الكيفية التي يخطط بها لإكمال الاقتباس المضمّن، الآن قد يكون ما يقوله صحيحًا، وقد يعرف أنه صحيح وقد يعرف حقيقته بمعنى ما بشكل مباشر، من خلال وسيلة لا يستطيع من خلالها معرفة حقيقة عقل أي شخص آخر.
بمعنى أنه قد يفي بجميع الشروط الخاصة بالسمات العامة للاستبطان في علم النفس ومع ذلك قد نقاوم وصف مثل هذا الإسناد الذاتي بالاستبطان، من خلال التشكيل الذاتي والتعبيري والشفافية، حيث تؤكد حسابات معرفة الذات على المدى الذي لا تنطوي فيه معرفتنا الذاتية في كثير من الأحيان على اكتشاف الحالات العقلية الموجودة مسبقًا؛ ولأن شيئًا مثل حالة الاكتشاف مقبول ضمنيًا أو صريحًا من قبل العديد من علماء النفس.
3- مصدر حالة الجهد
الاستبطان ليس دائمًا أي أنه يحدث باستمرار وبدون مجهود وتلقائي، حيث أننا نحن لا نتأمل في كل دقيقة من اليوم، ومنها يتضمن الاستبطان نوعًا من التأمل الخاص في الحياة العقلية للفرد والذي يختلف عن التدفق العادي غير الانعكاسي للفكر والفعل، وقد يراقب العقل نفسه بانتظام وباستمرار دون الحاجة إلى أي فعل انعكاس خاص من قبل المفكر.
على سبيل المثال على مستوى غير واعي قد يراقب الفرد أجزاء معينة من الدماغ أو أنظمة وظيفية معينة ما يجري في أجزاء أخرى من الدماغ و أنظمة وظيفية أخرى، وقد تفي هذه المراقبة بجميع الشروط في السمات العامة للاستبطان في علم النفس، لكن هذا النوع من الأشياء ليس ما يفكر فيه علماء النفس عمومًا عندما يتحدثون عن الاستبطان، ومع ذلك فإن هذا المصدر مثل شروط المباشرة والكشف غير مقبول عالميًا.
على الرغم من أن جميع التفسيرات النفسية التي طرحها مؤلفوها باعتبارها حسابات للسمات العامة للاستبطان في علم النفس لا تلبي جميع المصادر إلا أن معظمها يفي باثنين على الأقل منها من شروط السمات العامة؛ بسبب الاختلافات في الأهمية، فليس من غير المألوف أن يختلف المؤلفين الذين لديهم روايات مماثلة عن معرفة الذات في استعدادهم لوصف حساباتهم على أنها حسابات الاستبطان.
أهداف التأمل في السمات العامة للاستبطان في علم النفس
تختلف روايات الاستبطان فيما يعاملونه كأهداف مناسبة من عملية التأمل، حيث لا يوجد عالم نفس معاصر كبير يعتقد أن العقلية كلها متاحة ليتم اكتشافها عن طريق التأمل، على سبيل المثال العمليات المعرفية التي تنطوي عليها المعالجة البصرية المبكرة وفي الكشف عن الصوتيات تعتبر بشكل عام غير قابلة للاختراق عقلية.
يقبل العديد من علماء النفس أيضًا وجود المعتقدات أو الرغبات اللاواعية، بالمعنى الفرويدي تقريبًا للعالم سيجموند فرويد أتباعه من التلامييذ الفرويديين، والتي لا تتوفر بشكل استبطاني، على الرغم من أننا في الاستخدام العادي للغة الإنجليزية نقول أحيانًا إننا نتأمل عندما نفكر في سمات شخصيتنا الاستبطانيه.
والفئتان الأكثر شيوعًا من الحالات العقلية القابلة للاستبطان هي المواقف، مثل المعتقدات والرغبات والتقييمات والنوايا والتجارب الواعية، مثل المشاعر والصور والتجارب الحسية، وقد لا تكون هاتان المجموعتان منفصلتين كليًا أو حتى جزئيًا اعتمادًا على جوانب أخرى من وجهة نظرها، قد يعتبر عالم النفس بعض أو كل الخبرات الواعية على أنها تنطوي على مواقف، أو قد تعتبر المواقف أشياء يمكن أو يمكن أن تكون من ذوي الخبرة الواعية.
بعض المواقف يمكن استبطانها بأن جميع المواقف أو من حقيقة أن بعض التجارب الواعية قابلة للاستبطان مثل جميع التجارب الواعية، حيث تركز بعض تفسيرات السمات العامة للاستبطان في علم النفس على المواقف، بينما يركز البعض الآخر على التجارب الواعية، وأحيانًا يكون من غير الواضح إلى أي مدى ينوي علماء النفس أن تنطبق ملاحظاتهم حول استبطان نوع واحد من الهدف على النوع الآخر.