من خلال سيرة القادة العضماء عبر التاريخ، وتبين أنَّ السرّ وراء شهرتهم وحسن قيادتهم، هو اتّسامهم بعامل مشترك شائع فيما بينهم، ألّا وهي صفة الشجاعة، فمعظم الفضائل التي نتّصف بها، ما كان لها أن تظهر للعيان لولا اتّسامنا بصفة الشجاعة والإقدام والقدرة على اتخاذ القرارات دون خوف أو تردّد.
ما الفرق بين الشجاعة والجُبن؟
عالمنا اليوم مليء بأناس لديهم أهداف سامية وطموحات كبرى، لكن هناك قلّة قليلة ممَّن يتحلّون بالشجاعة، والانضباط، وقوّة الإرادة لتنفيذ تلك الأهداف، والجانب الأفضل في ممارسة صفة الشجاعة، أنّه في كلّ مرّة نسلك سلوكاً شجاعاً، نشعر بأنَّنا أكثر قوّة، ويتحسّن شعورنا نحو ذاتنا، ونشعر بالمزيد من الثقة والكفاءة، وترتفع سعادتنا الداخلية.
وعلى النقيض من هذا ففي كلّ مرّة نتنازل في أمر يتعلّق بالشجاعة، فإنَّ تقديرنا لذاتنا ينخفض بشكل ملحوظ، حيث نشعر بأنَّنا أضعف وأقل قدرة وكفاءة، ولا نكنّ ﻷنفسنا من الحب والاحترام القدر الكبير، فيصبح عامل الخوف والجُبن هما العاملان الأكثر سيطرة على عقولنا وتفكيرنا ومشاعرنا، ونصبح حذرين بشكل مفرط، ممَّا لا يدع مجال للشك في نهايتنا الحتمية، ألا وهي بأن نصبح جبناء بالفعل، لا نملك القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، ولا نستطيع الدفاع عن وجهات نظرنا.