الشك الذاتي المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من الممكن أن يوجّه مفهوم الشك إلى النفس على أشياء كثيرة، حيث يمكن للمرء أن يشك في الدوافع الإنسانية الخاصة به، أو في كفاءته لقيادة السيارة، يمكن للمرء أن يشك في أنه على مستوى التحدي المتمثل في محاربة مرض خطير، حيث يعتبر موضوع الشك الذاتي المعرفي في علم النفس من أخطر المواضيع التي تهدد استقرار الذات؛ لأن الفرد يشك بقدراته أو يقوم بإلغائها من الأساس مما يستدعي انعدام الصحة النفسية والتخلص من الرفاهية.

الشك الذاتي المعرفي في علم النفس

يعتبر الشك الذاتي المعرفي في علم النفس هو الحالة الخاصة بالفرد حيث ما نشك فيه يعتبر هو قدرتنا على تحقيق حالة مواتية معرفيًا لتحقيق المعتقدات الحقيقية، وذلك بالنظر إلى قابليتنا للخطأ الواضح فإن الشك الذاتي المعرفي يبدو أمرًا طبيعيًا للانخراط فيه، ولا يوجد بالتأكيد أي إشكالية منطقية حول الشك في كفاءة شخص آخر في الحكم علينا، ومع ذلك عندما نوجه مثل هذا الشك إلى أنفسنا، يبدو أن عدم الاتساق يُهدد الشخص نفسه؛ لأن المرء يستخدم حُكمُه هو لإجراء تقييم سلبي لنفسه وقدراته.

بعض طرق الشك الذاتي المعرفي في علم النفس تتمثل في أننا في حالة معرفية مواتية يسهل فهمها وتعتبر غير إشكالية، مثل العالم الفلسفي سقراط الذي كان واثقًا من أنه لا يعرف إجابات لأسئلته الأكثر أهمية، فكان يعتقد أنه ليس لديه الإجابات أو النوع الصحيح من الفهم الصحيح للإجابات، والتي ستكون مطلوبة لمعرفة ماهية على سبيل المثال التقوى والفضيلة والعدالة.

قاده هذا الإدراك إلى تجنب تأييد أو تصديق إجابات معينة على أسئلته، ودفعه إلى التجول في المدينة ليسأل الآخرين عن إجاباتهم وإبداء ملاحظات محرجة حول ردودهم، على الرغم من ذلك فإن جرمه لم تكن اللاعقلانية المعرفية بل إنه كان يشك في نفسه في أنه يعرف الإجابات، وانعدام الثقة في إجابات معينة يتناسبان معًا بشكل منطقي، علاوة على ذلك كما قال سقراط لمحاوريه فإن اعترافه بأنه لا يعرفه كان له تأثير مفيد في تمكينه من معرفة ذلك، فإذا كان متأكدًا من أنه يعرف بالفعل فلن يكون لديه الدافع للبحث عن الإجابة.

ليست كل شكوك الذات المعرفية تعتبر بَنّاءة بشكل واضح، حيث كان من الممكن أن يأمل سقراط في العثور على إجاباته في المستقبل جزئيًا لأن شكوكه لم تكن موجهة إلى كلياته لاكتساب المعرفة، وكانت الأمور التي يعتقد أنه جاهل بها محددة ومحصورة، جعله هذا واثقًا من أدواته وما زال يمتلك الكثير من المعرفة للعمل معها في البحث عن إجاباته، أي أن الشك الذاتي المعرفي في علم النفس يعتبر في معظم الأوقات من المفاهيم التي تساعد الفرد بالتقدم والتنويع المعرفي.

على سبيل المثال كان من الممكن لسقراط أن يكون على يقين من أنه لا يعرف ما هي الفضيلة ومع ذلك واثق من أنها كانت شيئًا مفيدًا للروح، في المقابل تأمل العالم رينيه ديكارت في كتابه في تخليص نفسه من كل المعتقدات ليعيد بناء صرحه للإيمان من الصفر، حتى يتجنب كل احتمال لأصول خاطئة، لقد فعل ذلك من خلال إيجاد سبب للشك في سلامة ملَكته، على سبيل المثال في الإدراك الحسي.

بدلاً من إلقاء الشك على معتقداته التجريبية واحدًا تلو الآخر، كان يشك ديكارت في المصداقية ومصدرها وهذا من شأنه أن يغطيهم جميعًا بالريبة والشك، مما يؤدي إلى تخفيف السيطرة على المعتقدات الإدراكية الأساسية في ذهنه، ومنها كان شك ديكارت المعرفي في الذات متطرفًا في تقويض الثقة في هيئة تشكيل الإيمان، وفي النطاق الواسع للمعتقدات التي أصبحت بالتالي موضع شك.

كما في حالة سقراط فإن وجود حالات معتقده تتوافق مع بعضها البعض بشكل منطقي؛ لأنه أقنع نفسه أنه ربما يحلم مما قوض ثقته في أنه في وضع يسمح له بمعرفة أن لديه قدرة، ومنها توضح حالات سقراط وديكارت أن الأحكام المتعلقة بحالة الفرد المعرفية وقدرته يمكن أن توفر أسبابًا لتعديل معتقدات المرء حول الطريقة التي تسير بها الأمور.

حيث تكثر الحالات الأقل دراماتيكية التي يمكن فيها رؤية مطالبة العقلانية بنوع من التوافق بين معتقدات المرء معتقدات الدرجة الأولى ومعتقدات المرء حول معتقدات المرء أي معتقدات الدرجة الثانية في الانتهاك.

أهم التساؤلات حول الشك الذاتي المعرفي في علم النفس

يمكن تنظيم الأسئلة حول الشك الذاتي المعرفي في علم النفس في خمسة أسئلة شاملة تتمثل في هل يمكن للشك نفسه أن يكون حالة وجود حالة اعتقاد والتشكيك في أنه من الصواب امتلاكه، أو أن يكون عقلانيًا؟ والسؤال الثاني يتمثل في ما هو مصدر سلطة المعتقدات من الدرجة الثانية في الشك الذاتي المعرفي في علم النفس؟

3يتمثل السؤال الثالث في الشك الذاتي المعرفي في علم النفس في هل هناك قواعد عامة لتقرير المستوى الذي يجب أن يفوز في شد الحبل بين التمييز بين جزئيان من الحقائق التي تستدعي الشك؟ إذا كان الأمر كذلك فما هو مبررهم؟ بينما يتمثل السؤال الرابع في ما هي علاقة المطابقة التي يهدف هذا الحكم إلى تحقيقها؟

أخيراً يتمثل السؤال الخامس من الشك الذاتي المعرفي في علم النفس في إذا كان عدم التوافق بين المستويات يمكن أن يكون عقلانيًا عندما يكتسب المرء سببًا للشك لأول مرة، فهل يُسمح أيضًا بشكل عقلاني بالبقاء في حالة تقسيم المستوى المعروفة أيضًا باسم تأثير أكراسيا المعرفية المتمثل في عدم الانتهاء بما بدأ به الشخص، حيث يكون الصراع المتشكك في الذات محفوظة؟

نماذج الشك الذاتي المعرفي في علم النفس

يمكن تقسيم مناهج نمذجة الشك الذاتي المعرفي في علم النفس حول قدرة الفرد على الحكم والأسئلة المتعلقة به إلى أربعة أنواع وهي متداخلة ومتكاملة وتعتبر متسقة، تتمثل إحدى المقاربات النموذجية في الشك الذاتي المعرفي في علم النفس في رؤية الذات المُشكِكة في الذات على أنها تصديق عبارات قاطعة غير مبالية من الناحية المعرفية حول علاقة معتقداتها بالعالم.

النموذج الآخر هو من خلال المبادئ الشرطية، الذي يسأل ما هي مصداقية الموضوع في المواقف التي يجب أن تعطى أن لديها مصداقية خاصة في كل المواقف المشابهة لكنها تعتقد أنها قد تكون غير ملائمة معرفيًا أو معرضة للخطر.

بينما تتمثل الطريقة الثالثة في تفسير الشك الذاتي المعرفي في علم النفس بشأن حكم الفرد على أنه مسألة احترام الأدلة المتعلقة بالنفس والأدلة الأعلى مرتبة، أخيراً يربط النهج الرابع بين الترتيب الأول والترتيب الثاني باستخدام فكرة أنه يجب أن نطابق ثقتنا في المواقف ذات السلوكيات المشابهة مع الموثوقية المتوقعة لدينا.


شارك المقالة: