إنّ الشخصية التي تمتاز بالصبر والتأني والقدرة على تحمّل العقبات وتجاوزها، تحاط بهالة من التواضع والحكمة والديمومة، فانماط الشخصية التي نتعامل معها تختلف من شخص ﻵخر، إلا أن الشخصية التي تتصف بفضيلة الصبر، هي شخصية قادرة على تجاوز أصعب المهام في طريقها لتحقيق النجاح.
ما أبرز التحديات التي تواجهنا؟
بغض النظر عن نمط الشخصية، فإنّ أبرز التحديات التي تواجهنا جميعاً، هو هذا المجتمع المتقدّم الذي نعيش في ظلّ إيقاعه المتسارع، فنحن أسرى لرسائل متتالية منه، لا نكاد نخرج عن مضمون هذه الرسائل التي تتحدّث عن السرعة والتعجّل وعدم التأخير، إلا أنّ الأمر لا يتوقّف عند تلك الرسائل، بل يمتدّ لخبراتنا الحياتية كذلك، وكلّ هذه الأمور تؤثر على نمط شخصيتنا وصبرنا.
إنّ كل ما نقوم به في المنزل أمور نقوم بها بكبسة زر، وفي العمل نجد كل التشجيع لمن هو قادر على القيام بعدة مهام في وقت واحد، بل وفي الرياضة نجد الكلّ يبحث عن خطط لتسريع إيقاع اللعبة، وحتّى في الخطب نجد أن إيقاع السرعة والاختصار هو المطلوب، فماذا نفعل مع كلّ هذا التسارع، لو كنّا فعلاً بعدم القدرة على الصبر، ولا نحتمل الانتظار في طابور أو العمل في ظروف عمل متوترة، الحلّ هو أن نمتاز بالصبر والتواضع وقوة التحملّ للوصول إلى النجاح المطلوب.