إنّ أبرز أعراض التوحد في بداية الطفولة هي إنّ الطفل لا يستجيب للأشخاص الذين يحيطون به، حيث يفقد التركيز في أي مادة أو موضوع لوقت طويل، فالطفل ينمو بشكل طبيعي بعد أن يولد ويبدأ بعد السنتين من عمره ظهور علامات التوحد لديه، كما أنّ أطفال التوحد لا يستجيبون إلى نداء آبائهم عندما يدعونهم بأسمائهم لمرات عديدة، كذلك يفقد الطفل قابلية التركيز بالنظر إلى الأشخاص ولا يستطيع التواصل مع مشاعر وتفكير الآخرين؛ مثل الاستجابة للأصوات أو تعبيرات الوجه، فلذلك يفتقر للتعاطف مع الآخرين.
العلاقة بين أطفال التوحد واضطرابات الأكل
أكدت الدراسات أنّ الطفل الذي يعاني من سمات التوحد في سن السابعة، هو أكثر عرضة بنسبة 24٪ للإصابة باضطرابات الأكل عندما يصل إلى سن المراهقة، وجدت الدراسات السابقة أنّ اضطرابات التوحد وتناول الطعام من الممكن أن تحدث معاً، حيث يعاني من 20% إلى 30% من البالغين الذين يعانون من اضطرابات الأكل من التوحد، أيضاً وجدت الدراسات أنّ سمات التوحد في مرحلة الطفولة تأتي قبل السلوكيات التي تميّز اضطرابات الأكل، بالتالي يمكن أن تكون عامل خطر لتطوير اضطرابات الأكل.
إنّ الطفل المصاب بطيف التوحد في سن السابعة هو أكثر تعرّض من أقرانه لتفاقم أعراض اضطرابات الأكل في سن المراهقة، حيث أظهر المراهق الذي يعاني من اضطرابات الأكل مستوى أعلى من سمات التوحد في سنّ السابعة، ممّا يشير إلى أنّ السمات التوحدية سبقت اضطرابات الأكل؛ لأنّها حالة نادرة في سن السابعة، بالتالي قد يشكل التوحد عامل خطر لاضطرابات الأكل، فالطفل الذي أظهر صفات التوحد أعلى في سن السابعة، كان أكثر عرضة بنسبة 24% لسلوكيات الأكل المضطربة في سن 14.
أكد الباحثون أنّ الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد، قد يواجهون صعوبات في التواصل الاجتماعي وتنمية الصداقات، ممّا قد يسهم في ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق في سن مبكرة، تنجم الإصابة باضطرابات الأكل عن طرق مختلّة للتعامل مع هذه الصعوبات العاطفية، أما السّمات الأخرى للتوحد، فبالرّغم من عدم تضمينها في المقياس المحدد للسمات الاجتماعية للتوحد المستخدمة، فقد ترتبط باضطرابات الأكل أيضاً، مثل جمود التفكير والسلوكيات غير المرنة والمعالجة الحسية غير العادية والاتجاهات نحو السلوكيات المتكررة.