إنّ مرض الوسواس القهري من الاضطرابات العقلية الأكثير شيوعاً، قد يصاب به الرجال أو النساء في أي وقت، كذلك بصيب النساء أثناء الحمل أو بعد الولادة، لكن يمكن أيضاً أن تكون بعض النساء مصابات به قبل الحمل، يكون دور الحمل هنا بتحفيز هذا الاضطراب، يتضمن هذا الاضطراب عدة مراحل، مثل أفكار وصور تأتي للذهن وتسمى هذه المرحلة بالهواجس، ثم القلق كنتيجة لتلك الهواجس، يليها التصرفات للتخلص من هذا القلق وهو ما يعرف بالسلوك القسري.
تأثير الوسواس القهري على الحامل
غالباً ما يكون إنجاب طفل من الأمور المقلقة للأم ويمثل ضغط عليها، تمر الأمهات بمشاعر مختلفة في تلك الفترة، لكن يجب الشعور بالقلق عندما تزداد هذه المشاعر بشكل غير مقبول، كذلك الاعتقاد بأن هناك أذى سيصيب الطفل، هذه المشاعر من القلق يمكن أن يزيد من أعراض الوسواس القهري، كذلك قد تتداخل هذه الأعراض مع الحياة والأنشطة المختلفة للمرأة.
تظهر أعراض مرض الوسواس القهري في الحمل والولادة من خلال تفكير المرأة الحامل بأمور غير مرغوب فيها، فقد تأتي هذه الأفكار على شكل خوف من تلوث الأشياء أو الخوف من الجراثيم، يؤثر ذلك بأن يزداد خوف الأم من إصابة الطفل بأحد تلك الملوثات، أيضاً وجود تصور أو خيال بإيذاء شخص ما، فقد يصور للأم أنها ستؤذي طفلها سواء بدون قصد أو عن عمد، لكن هذا لا يعني أن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري سيصبحون عنيفين في تصرفاتهم أو عدم تعقيم قنينة الرضاعة الخاصة بالطفل جيدا.
إنّ الأم المصابة بهذا الاضطراب تقوم بتصرفات غريبة لتتخلّص من الهواجس والقلق، مثل أن تغسل يديها وتتعقم بشكل متكرر ومفرط، مما يستهلك الكثير من الوقت وتتعطل عن القيام بباقي الأعمال، كذلك أن تتأكد بشكل دائم من سلامة الطفل من خلال التأكد من أنه يتنفس.
غالباً ما تحاول المرأة الحامل المصابة بالوسواس القهري أن تتخلص من الهواجس عن طريق العد أو الحساب أو الصلاة أو أن تقول كلمات معينة بصورة متكررة لنقلل من القلق والهواجس، كما أنها تبتعد عن المواقف أو الأنشطة التي يمكن أن تزيد من الهواجس، مثل تغيير الحفاضات أو إخفاء السكاكين وأحياناً تبتعد عن قضاء وقت منفرد مع الطفل.