لمعرفة أبرز الطرق والأساليب لتربية الطفل المتفوق في الأسرة لا بد من معرفة طبيعة المشكلات التي تتعرض لها الأسرة عند وجود طفل متفوق فيها، فهناك العديد من الدراسات التي تثبت أنَّ أسرة الطفل المتفوق في الواقع تواجه العديد من المشكلات مع طفلها الموهوب.
الصعوبات التي تواجه أسر الطفل الموهوب
- عدم فهم الأسرة لدورها في تربية الطفل الموهوب، وجهلها بطرق التعامل المناسبة معه، حيث وضح ويسلون عن ذلك بقوله ” إنَّ أسرة الطفل المتفوق لا تدرك طريقة التعامل مع طفلها الموهوب الذي يحتاج إلى فهم عميق، وأساليب خاصة في التعامل، وأنَّها تتعامل معه على أساس معايير الطفل العادي، لذلك تشعر بالحيرة عندما لا تفلح معه هذه الأساليب في التربية”.
- بروز دور الطفل المتفوق كوالد ثالث في الأسرة، فقد قام العالم هانكي بدراسة استطلاعية حول آراء آباء الأطفال الموهوبين، دلت نتائج الدراسة أنَّ الآباء عبروا عن غموض دورهم كآباء عند التعامل مع الطفل الموهوب، وعوائق تحديد الفرق بين دور الوالدين والأبناء المتفوقيين في الأسرة، كما أبدوا ترددهم في طريقة التعامل مع الطفل المتفوق كطفل أم راشد، ممَّا أدى إلى شعورهم بالقلق والخوف بسبب صعوبة الفصل بين دورهم كآباء ودور الطفل المتفوق؛ لأنَّ الطفل المتفوق لديه مقدرة لفظية مرتفعة، يتكلم إلى والديه وكأنَّه حكيم صغير، كثير النقاش، وقوي الحِجَّة والبرهان، ممَّا يجعل الآباء يشعرون بالارتباك أمام الطفل الراشد.
- وجود طفل متفوق في الأسرة قد يؤدي إلى الزام أفراد الأسرة إلى القيام بتعديلات خاصة في حياتهم، وبذل الكثير من الجهد، المال، والوقت في سبيل توفير مستلزمات الطفل الموهوب، وتبدو الأسرة وكأنَّها تدور في عالم الطفل الموهوب خوفاً على موهبته من الضياع.
- إنَّ تواجد طفل متميز في الأسرة يُسبّب نوع من الخلاف بين الوالدين، عندما يقومان بطريقة مختلفة في المعاملة، كأن يشجع ويُحمّس أحد الوالدين النتائج ويشجع الآخر العمل والجِدّ، ممَّا يجعل الطفل يلجأ لأسلوب المكر بذكاء وفطنة مع الوالدين، ممَّا يصبح اهتمامهما به أكثر، والتنافس بينهما أقوى من أجل تحقيق كل رغباته.
- إنَّ أسرة الطفل المتفوق تتعرض لمشكلة الشعور بالانسجام المعرفي؛ بسبب الاختلاف بين صورة طفلها المتفوق النمطية، التي تجعل الطفل وكأنَّه مدهش الميزات، مبدع في مختلف المجالات، منفصل اجتماعياً، وبين صورته الواقعية رغم عدم تشابهه مع العاديين في مجال موهبته فهو عادي في الكثير من الأمور، وطفل في الدرجة الأولى، له احتياجاته مثله مثل باقي الأطفال الآخرين في مثل سنه، وهذا الاختلاف بين الصورتين يشكل نوعاً من الارتباك والقلق لدى الآباء، ويتعرضون لصعوبات في طرق التعامل مع طفلهم.