الضغوط النفسية لدى أسر ذوي الإعاقة العقلية

اقرأ في هذا المقال


إننا حالياً في عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي، إلا أن العقل لا يزال يمثل سراً خفياً، ويعد من أسرار خالق هذا الكون، وكلما وضح علماء الطب نقطة فيه ظهرت أمامهم نقطة أخرى تحتاج إلى شرح وتحليل، فضلاً عن أولئك الذين فقدوا هذه النعمة، حيث أن الإعاقة العقلية؛ فئة إذا ما أحسنّا مساعدة أسرهم على تقليل درجة مأساتهم من الضغوط النفسية؛ فإننا قد نتمكن من تأهيلهم نحو التكيف داخل المجتمع، مما قد يجلب الخير ويفيد ابنائهم من ثم المجتمع ككل.

الضغوط النفسية لدى أسر ذوي الإعاقة العقلية

هناك محاولات متواصلة تتصف بالجدية من قبل الأفراد الاجتماعيين وعلماء علم النفس، وذلك لمحاولة التقليل من شدة هذه الضغوط على الأقل، إن لم يكن هناك أمل في علاجها بشكل دائم، فعندما يسأل آباء الأفراد ذوي الإعاقة العقلية عن تجاربهم؛ تحدثوا بأنهم يتعرضون لضغوط وجدانية واجتماعية، فالأسر الذين يتلقون درجة عالية من المساندة الاجتماعية من الأزواج وأفراد الأسرة والأصدقاء كانوا يخبرون درجات أقل من الضغوط، ويشعروا بأن الصورة الاجتماعية كانت متأثرة بصورة عكسية بإنجاز أهداف الحياة.

أما فيما يخص أسر الأفراد ذوي الإعاقة العقلية فإن أسرهم يعانون من ضغوط نفسية، وكذلك ضغوط اجتماعية، فقد تتجه الأمهات للتعامل مع الضغوط من خلال العديد من الطرق الإيجابية أو السلبية، كما تبين أن الأمهات العازبات يواجهون درجة أعلى من الضغوط النفسية مقارنة بالأمهات المتزوجات.

وأيضاً فإن الأمهات ذات المستوى التعليمي المتدني لديهن ضغوط بنسبة أكبر مقارنة بالأمهات الأكثر تعليماً، لذلك تعاني أمهات الأفراد ا ذوي الإعاقة العقلية من الضغوط النفسية والاجتماعية بالمقارنة بالآباء؛ لأنهم يقضون الوقت مع أبنائهم أكثر من الآباء، بالإضافة إلى تحملهم عبء الفرد كاملاً، وفيما يخص دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة للأطفال ذوي الإعاقة العقلية، فقد أكد الأشخاص الاجتماعيون على أنهم من المحتمل أن يلعبوا الدور الفعال في تقوية العلاقات، ما بين المدرسة والأهل مثل المساعدة في تقليل عبء الضغوط الواقع على الأهل.

كذلك في نفس الجانب يمكن أن يلعب دور فعال في تقليل، مثل تلك الضغوط لدى أبناء الأسرة ذو الإعاقة العقلية عن طريق المساعدات الإرشادية الاجتماعية، وأكثر مكان يتأثر به الفرد ذو الاحتياجات الخاصة هي البيئة الأسرية، لذا فإن وجود فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة قد يغير من بنيان الأسرة، ومن تفاعلات أعضائها بعضهم ببعض من جهة، وتفاعلاتهم مع الفرد ذو الاحتياجات الخاصة من جهة أخرى، فقد يحس الوالدين بخيبة الأمل والغضب والإحساس بالذنب.

كما أن الأسرة غالباً ما يكون لديهما أحلام وتصورات بما سيكون عليه طفلهم المقبل، وما الذي ستجلبه عليهما هذة المرحلة الجديدة من الوالدية، ومع ذلك يصابون بالصدمة عندما يولد الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تختلف صورهم عن ذواتهم كآباء وأمهات، حيث تبين المسائل العادية المساعدة للفرد على النمو الإحباطات والمشاعر والعجز عند الأسرة، وقد يتطور ذلك إلى إحساسهم بالهم، في حين أن أمهات الأفراد ذوي الإعاقة العقلية أكثر معاناة من الإحساس بالضغوط النفسية والاجتماعية، بالمقارنة بالأسر؛ لأنهم يقضون مع أبنائهم أكثر من الآباء؛ لذلك فهم في حاجة إلى الخدمات الإرشادية النفسية والاجتماعية.

عادة ما يشعر جميع الأفراد بذوي الاحتياجات الخاصة؛ بسبب احتياجاتهم الانفعالية والاجتماعية والتعليمية والمالية المفروضة على الوالدين، وعادة ما تجعل هذه الاحتياجات والالتزامات غير العادية، وأهل الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة معرضون وبشكل كبيرة للضغوط النفسية إذا ما قورنوا بأهل الأسر العاديين.

أثر الضغوط النفسية والاجتماعية على أسر الفرد ذو الإعاقة العقلية

اضطراب علاقة الفرد الذي يعاني من الإعاقة العقلية مع أهلة تبين اختلاف الطفل عن الأطفال الآخرين، وتجنب الأهل المناسبات الاجتماعية تدمر حلم الأسر بأن يكون لديهم فرداً سليماً، وتعرض الأهل للإحباطات النفسية وكذلك تبين الإحراج في مواقف مختلفة، وتقدير الذات المتدني لدى الأهل وانخفاض الآراء في الأسرة وعدم تفاهمهم فيما يخص مستقبل وحياة هذا الطفل، وحاجة هذا الطفل إلى انتباه العائلة ورعايتهم بصورة أكبر.

وأيضاً ردود الفعل غير الإيجابية للمعارف تجاه الأهل، وسرعة التأثر بالنقد والحساسية الزائدة، وقلة المعارف والمعلومات عند الأسرة  فيما يتعلق بتنشئة الفرد المستقبل المجهول الذي سيواجهه هذا الفرد، وفقدان العلاقة الاتصالية مع الفرد، وقد تبين أن الضغط النفسي والاجتماعي الذي تتعرض له الاسرة؛ نتيجة إعاقة أحد أفراد الأسرة له تأثير على المرض الجسمي والعقلي والاضطرابات النفسية، وكذلك المزاج المكتئب والتكيف الاجتماعي والتوافق النفسي، وتعد في الدرجة الأولى أثر نفسي فسيولوجي لذا فإنهم في حاجة إلى تدخل إرشادي.

وكانت المشكلات الاجتماعية ظواهر غير إيجابية وغير محببه أو صعوبات تقلل من مجرى الأمور داخل المجتمع، وتأتي من ظروف لها تأثير على عدد كبير من الأشخاص تجعلهم يحصدون عادات غير مرغوبة، وبالتالي نستطيع القول أن أي مشكلة اجتماعية ضمن إطار خدمة الفرد تحتوي على جانب الضرر الاجتماعي الناتج عن المشكلة، وطريقة وقوع الضرر الاجتماعي، وطريقة التصدي لهذا الضرر.

كما أن عملية الإرشاد لا تقتصر على توفير الحماية، والتحقق من حصول الطفل على المتطلبات النقدية بل يتجاوز ذلك إلى الرعاية الاجتماعية، والتي تمكن الطفل من التأقلم مع ظل الإعاقة ومع الأهل والمجتمع بصورة تحقق تقدير الذات والتوافق، وإنها تقوم بتأهيل أفراد الأسرة في التأقلم مع ظروف الإعاقة، بالإضافة إلى التغلب على الضغوط الناتجة عنها.

والإنسان غالباً تعترضه الكثير من المشكلات في مجمل حياته، وهذه المشكلات تختلف من فرد لآخر، فمنها مشکلات اجتماعية ونفسية وعائلية وأكاديمية وبيئية وغيرها، وكل هذه المشكلات لها تأثير على الإنسان نفسية واجتماعية وشخصية ومهنية مما تطلب أهمية توافر الإرشاد بمختلف صوره الديني والاجتماعي والنفسي.

والإرشاد الديني الاجتماعي مدخل ضمن حيز الأهل؛ من أجل معالجة الإعاقة لدى الفرد من قبل أسرته لأنهم مقدمة لخطوات كثيرة من الضغوط والسعي الكثير والمحاولات؛ بهدف توفير أفضل فرص ممكنة للفرد؛ إلا أن صدمة الاكتشاف تجعلهم غير قادرين على التفكير بصورة سليمة، ويصبح في حاجة بالغة إلى من يرشدهم الى الطريق السليم؛ بهدف مساعدة أبنائهم وأنفسهم؛ مما يحتاج ضرورة الإرشاد الاجتماعي.

لذلك كانت الحاجة شديدة إلى الإرشاد الاجتماعي الديني لأهل الفرد ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع أولادهم لما تفرضه عليهم الإعاقة من مشكلات وضغوط نفسية واجتماعية، حيث تحتاج إلى الخدمات الإرشادية خاصة على شكل برامج مرنة، كما أن استعمال البرامج العلاجية الاجتماعية من جانب خدمة الشخص، وخدمة الجماعة مع الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وأهلهم له الدور الفعال في تقليل حدة المشكلات الاجتماعية التي يعانون منها.


شارك المقالة: