ليس من السهل علينا أن نقوم بقراءة النص والكلام غير المنطوق من خلال تعاملنا مع المحيطين بنا، فكل إيماءة ولفتة ونظرة يقوم بها غيرنا، بدءاً من تحريك الرأس وانتهاء بدعسة القدم تنبئ عن صاحبها الكثير، وتشكل الانطباع الأول الذي يعطي رأياً عامّاً عن شخصيته وهو الانطباع الذي يكون مؤثراً في الغالب وله التأثير الأكبر على طبيعة العلاقات.
لغة الجسد وتوافقها مع الكلام غير المنطوق:
إن التناسق الذي يقوم به البعض بين حركة الجسم التي تسمّى لغة الجسد وإيماءاته جزء من الكلام غير المنطوق، وما يصدر عن المرء من حركات لاسيما في اللقاء الأول يعطي انطباعاً عنه بمجرد النظر إليه، وهذه الانطباعات ترتبط غالباً بالشكل الخارجي والحركات الصادرة عن الشخص بدءاً من كلماته المنطوقة وصولاً إلى حركة عينيه وليس انتهاءاً بتلويحات اليدين.
إنّ معرفة لغة الجسد لا يتطلب متخصصاً في هذا المجال، فالتنبّه للكلمات التي ينطق بها من نتحدث معه أو لكلّ ما يصدر عنه من حركات، تجعلنا نتمكّن من فهمه وقراءته بشكل أفضل، وتزداد هذه المهارة بالممارسة وزيادة الوعي بفهم الشخصيات المختلفة، إذ أنّ الأشخاص الأكبر عمراً يملكون القدرة على فهم لغة الجسد أكثر من الصغار، لما يملكونه من خبرات كبيرة في هذا المجال، كما وأن لغة الجسد تُكتسب من خلال الممارسة، وليس صعباً أن يتم تطبيقها وتوافقها مع الكلام المنطوق إذا ما أحسنا الفهم.
عدم التوافق بين الكلام ولغة الجسد:
إنّ لغة الجسد غير المتوافقة مع الكلام، هي لغة تتعارض فيها الحركات وردود الأفعال مع الكلمات المنطوقة، فهي دليل واضح على اضطراب داخلي ممّا يجعل المستمع لا يثق فيما يقوله المتحدث، وفي هذه الحالة، علينا أن نكشف حقيقة المشكلة، فليس بالضرورة أن يعني ذلك كذب كل ما يقوله المتحدّث، بل قد يشير إلى مجاملته ﻷحد الأشخاص أو عدم رغبته في جرح الآخرين أو الإساءة إليهم أو عدم شعوره بالارتياح من جرّاء أمر ما، فلغة الجسد غير المتوافقة يجب أن تقرأ في شكل مجموعة، فهي تنقل ليس فقط التعارض بين ما يقوله المتحدث وما يفكّر به ولكن أيضاً ما قد نسمعه منه أو من غيره من الحضور.