العلاقة بين الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يبدو أن هناك احتمال ضئيل للإجماع على الوضع الأخلاقي للأشخاص الذين يعانون من الإعاقات المعرفية الشديدة في علم النفس، هناك خلافات حادة حول كيفية أو حتى ما إذا كان يمكن تأسيس الحالة الأخلاقية للبشر، وحول الوزن الذي يجب إعطاؤه لقناعاتنا الأخلاقية الأقوى والأكثر اعتبارًا، والحسابات التي تؤسس الحالة الأخلاقية الكاملة في حيازة الفرد للسمات النفسية تستبعد حتماً جزءًا من الإنسانية، ويبدو أن لها آثارًا على معاملة البشر المستبعدين التي لا يقبلها سوى القليل منا.

العلاقة بين الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس

لماذا يُعتقد أن الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية مرتبطان بشكل كافٍ لضمان إدخال منفصل؟ والسبب هو أن الأفراد ذوي الإعاقات المعرفية خدموا كحالات اختبار في المناقشات حول الأهمية الأخلاقية في علم النفس لامتلاك مثل هذه السمات الفكرية مثل الوعي الذاتي والعقلانية العملية.

إذا كان جزء كبير من البشر يفتقر إلى الوعي الذاتي والعقلانية العملية، فإن هذه الصفات لا تستطيع في حد ذاتها التمييز بين الطريقة التي يتعامل بها البحث النفسي التجريبي مع البشر المتقدمين معرفيا من الطريقة التي يتعامل بها مع الحيوانات غير البشرية، إذا لم يتمكن من التجربة أو استبعاد وإيذاء البشر الذين يفتقرون إلى هذه الصفات فإن الافتقار إلى هذه الصفات وحده لا يمكن أن يكون ما يبرر التجارب على الكائنات الحية بجميع أشكالها.

بالنسبة للجزء الأكبر لم يكن الفلاسفة من علماء النفس الذين نظروا في هذه الادعاءات الخاصة بالإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس معنيين في المقام الأول بالمعاملة أو الوضع الأخلاقي للبشر المعاقين إدراكيًا مثلاً، ولقد سعوا إلى تحدي الممارسات القائمة تجاه الأجنة أو الحيوانات، أو الأسباب المنطقية لمثل هذه الممارسات، لكن هذه الادعاءات لها آثار عملية كبيرة على البشر المعوقين معرفيا.

إذا كان هناك مبرر لمعاملة الكائنات الحية بطرق معينة يعتمد إلى حد ما على حيازتهم أو افتقارهم للصفات الفكرية، فقد يكون من المقبول معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة المعرفية بطرق تجعل من غير المقبول علاج البشر غير المعوقين إدراكيًا، ومنها أصبح هذا المعنى وهو نوع من رد الفعل النفسي الفلسفي الناجم عن المناقشات حول حقوق الحيوان وغيرها موضوع جدل مستمر في الأخلاق التطبيقية.

غالبًا ما يقارن علماء النفس الذين يشككون في الوضع الأخلاقي للبشر ذوي الإعاقات المعرفية الأكثر أهمية بالكائنات التي يُزعم أن لديها قدرات معرفية متشابهة أو أكبر، حيث يجد بعض النقاد هذه المقارنات غير ضرورية ومسيئة، ويؤكد البعض منهم الذين أجروا مثل هذه المقارنات على التناقضات مثل أنه تُستخدم أعداد كبيرة من الشمبانزي وغيرها من الرئيسيات الأعلى في أبحاث مؤلمة ومميتة غالبًا لصالح البشر.

على الرغم من وجود اعتراضات قوية على برامج بحث وأبحاث محددة عن الرئيسيات، إلا أن هناك اتفاقًا واسعًا على أن معظم أبحاث الرئيسيات مقبولة إذا كان لديها القدرة على المساهمة بشكل كبير في صحة الإنسان، وإذا تم تقليل الأضرار والمخاطر على الحيوانات، في المقابل لا يمكن تسجيل الأشخاص ذوي الإعاقة المعرفية في الأبحاث التي قد تكون ضارة إلا إذا كان من المحتمل أن يستفيدوا منها، وخطر الضرر ضئيل للغاية، أي إنهم يتمتعون بهذه الحماية حتى لو لم يكونوا أكثر قدرة من الرئيسيات غير البشرية على فهم أهداف البحث أو الموافقة على المشاركة.

ليس من المستغرب أن يكون هناك خلاف حول كيفية تعريف الإعاقة المعرفية أو الذهنية حيث تستخدم هذه المصطلحات بالتبادل مع التجاهل ما لم تكن ذات صلة على وجه التحديد، الاختلافات الواضحة بينهما في الاتساع والتركيز، فهناك تعريفات قياس نفسي ووظيفية متنافسة، تستند على التوالي إلى الانحرافات المعيارية عن متوسط ​​الدرجات في اختبارات الذكاء وعلى قيود مهمة في كل من الأداء الفكري والسلوك الإنساني التكيفي، والذي يغطي العديد من المهارات الاجتماعية والعملية اليومية.

بالنسبة للإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس ينظر علماء النفس في الأفراد الذين تم تعريفهم على أنهم معاقون إدراكيًا من الناحية الوظيفية؛ لأن اهتمامهم ينصب على الأهمية الأخلاقية، إن وجدت لغياب الوظائف المعرفية الحرجة أو تقييدها بشكل كبير، من المرجح أن يتم التقاط هذه القيود عن طريق الاختبارات الوظيفية أكثر من الاختبارات السيكومترية، على الرغم من أننا نناقش لاحقًا، قد يفشل الأول وكذلك الأخير في اكتشاف القدرات المعرفية الفكرية الهامة، وعدم الافتراض أو يتم فحص ما إذا كان الأفراد ذوو الإعاقات الذهنية الشديدة أو العميقة المعرَّفة نفسيًا معاقين وظيفيًا بهذه الطريقة.

صفات الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس

يركز علماء النفس في الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس على البشر الذين يعانون من إعاقات معرفية جذرية أي الإعاقات في الوظيفة والقدرة الذهنية التي تحد أو تمنع تطوير سمة أو أكثر من السمات التي يُعتقد أنها تمنح الوضع الأخلاقي الكامل، فمن بين تلك الصفات هي وعي الذات ككائن ممتد زمنياً، والعقلانية العملية المتمثلة في القدرة على التحكم في أفعال الفرد من خلال التفكير في كيفية التصرف.

ومن صفات الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس القدرة على تقديم الطلبات الأخلاقية والاستجابة لها، ومنها يتم الاختصار إلى الوعي الذاتي أو العقلانية العملية دون وضع أي افتراضات حول مركزية أو علاقة السمتين، هذه السمات بالإضافة إلى السمات الأخرى في الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس التي يُعتقد أنها مطلوبة للحصول على الوضع الأخلاقي الكامل، يمكن امتلاكها من قبل مجموعات فرعية مختلفة من البشر، والعلاقة بين هذه الصفات هي مسألة خلاف كبير.

تعتبر فئة الإعاقة المعرفية الجذرية نصية حيث لا يبدأ علماء النفس افتراض أن أي إنسان محدد يقع في هذه الفئة، أو حتى أن بعض البشر يفعلون ذلك، فمنهم من جادل بأنه لا يوجد سبب لافتراض أن أي إنسان يعاني من إعاقة معرفية جذرية، بالمعنى الذي نستخدمه لهذا المصطلح، وأن وجود مثل هؤلاء البشر محتمل جدًا؛ نظرًا للطبيعة المستمرة للتطور العصبي للأطفال والرضع، فمن المحتمل جدًا أن يكون بعض البشر معاقين جذريًا لأن نموهم قد توقف أو توقف عند بعض النقاط، حيث لم يكتسبوا بعد القدرات الأخلاقية ذات الصلة.

ينشأ عدم اليقين كصفة في الإعاقة المعرفية والحالة الأخلاقية في علم النفس هذا جزئياً من الافتقار إلى الوضوح والإجماع حول ما يمكن اعتباره دليلاً كافياً على الوعي الذاتي والآخر والعقلانية العملية، ولحل هذا السؤال من الضروري ليس فقط مواجهة الغموض التفسيري في عمل استنتاجات حول محتوى العقول الأخرى، ولكن القضايا المفاهيمية حول ما يعنيه امتلاك وظائف معرفية حرجة.

أثيرت قضايا مماثلة في الجدل حول الوعي ولكن هناك أيضًا خلاف حول ما إذا كانت أنواع الأدلة المقدمة ضد القدرات المعرفية أو ضدها لها نفس الأهمية في تقييم القدرات المعرفية للبشر؛ السبب الرئيسي لتقييد الدخول إلى الإعاقة المعرفية الجذرية مثل سبب حصرها في الإعاقة المعرفية هو جدلي.


شارك المقالة: