يمكن تعريف اضطرابات الأكل بأنها أحد الأمراض النفسية الخطرة، التي غالباً ما تتضمن مشاكل فقدان الشهية العصبي والإفراط في تناول الطعام والتي قد تهدد حياة الفرد؛ خصوصاً إذا ارتبطت هذه الاضطرابات بالضيق الشديد والظروف الصحيّة المزمنة.
التمارين المفرطة
هي القيام بممارسة الرياضة أكثر من الموصى به، كما أنّها تعرف باسم التمرين التعويضي، حيث يطبّقه الشخص بهدف حرق السعرات الحرارية التي يأكلها أثناء الشراهة، حيث يشعر بأنّه مضطر لممارسة الرياضة مع شعوره بالاكتئاب إذا لم يستطع، حيث يحافظ على ممارسة التمارين الرياضية الروتينية، كذلك يقوم بتحفيز نفسه على ممارسة الرياضة في المقام الأول ليتحكم في وزنه أو شكله.
تعتبر التمارين المفرطة أحد الطرق التي يحاول بها الشخص المصاب باضطرابات الأكل أن يعوض نوبات الإفراط في تناول الطعام، إلّا أنّ العلاقة التي تربط الإفراط في ممارسة الرياضة والأكل هي علاقة مضطربة ومعقدة، حيث يسير إلى أبعد من الرّغبة البسيطة في أن يتخلّص من السعرات الحرارية أو خسارة الوزن، فقد يزيد النشاط البدني من خطر الحد من تناول الطعام والانخراط في تناول الطعام.
العلاقة بين التمارين المفرطة واضطرابات الأكل
أكدت العديد من الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط، تحدث في أغلب الأحيان عند الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل، فقد أكدت الدراسات أنّها تؤثر على حياة الفرد وأداء جسمه، كان قديماً يتم تحديد زيادة النشاط البدني كأنّه ميزة من مميزات مرض اضطراب الأكل، لكن لم يصبح هكذا بعد أن ظهر إفراط التمرين كإحدى أعراض فقدان الشهية العصبي، الذي يعتمد على تقليل كمية الطعام المتناولة.
أكدت الأبحاث أنّ نسبة 50% إلى 80% من المصابين باضطراب الأكل، يصابون كذلك بالتمارين المفرطة؛ ذلك بسبب محاولات الشخص الدائمة في فقدان السعرات الحرارية التي اكتسبها أثناء الإفراط في تناول الطعام بشكل كبير.
يوجد العديد من العوامل التي ترتبط باضطرابات الأكل، كالعوامل البيولوجية؛ مثل تقليل كمية تناول الطعام وإحداث خلل في السيروتونين، فهو يؤدي لحدوث اختلال في التوازن الكيميائي في الدماغ المرتبط بالاكتئاب والقلق، كذلك يوجد العديد من العوامل النفسية التي ترتبط باضطرابات الأكل، مثل القلق والصلابة والوسواس القهري، فهي تلعب دور في العلاقة بين الإفراط في ممارسة الرياضة واضطرابات الأكل.