اقرأ في هذا المقال
العلاقة بين الخبرات وما وراء المعرفة في علم نفس التعلم:
تعتبر مفاهيم ما وراء المعرفة من المفاهيم التي ترتبط وتعتمد على الخبرات، حيث يعتقد الفيلسوف التربوي جون ديوي أننا في الواقع نتعلم من التفكير في تجاربنا أكثر مما نتعلمه من التجارب الفعلية نفسها، وهذه الفكرة ليست جديدة بل أنها تعود ممارسة الفحص والتأمل في التجارب، أو ما وراء المعرفة، إلى عهد سقراط ولا يزال علماء الأعصاب يستكشفونها اليوم.
ما وراء المعرفة هو التفكير في الأساس وبوجه عام، حيث أنه يعبر عن قدرة دماغنا الرائعة على التقييم الذاتي وبناء الوعي بعمليات التفكير والتعلم الخاصة بنا، ويساعدنا هذا الوعي على بناء مهارات الكفاءة الذاتية والتنظيم الذاتي مع القدرة على إعادة تشكيل وجهات نظر نقاط قوتنا وضعفنا والتمييز بينها وتنميتها.
مع توسع معرفة المحتوى بشكل كبير، هناك إدراك متزايد لأهمية ما وراء المعرفة في علم نفس التعلم وخاصة التعلم الجامعي، ومن المؤكد أن طلاب الجامعات مثلاً يصلون إلى الحرم الجامعي ولديهم مفاهيم مسبقة وخبرات متعددة عن كفاءاتهم الكلية وإمكانية النجاح الأكاديمي، ليس فقط في السياق الأكاديمي، ولكن أيضًا في السياق الاجتماعي.
في كثير من الأحيان يدخل بعض الأفراد في حيرة من أمرهم حول كيفية تحسين التعلم لتحسين فرصهم في النجاح الأكاديمي، وعادة ما تستجيب المؤسسات التعليمية لهذا الالتباس من خلال تنظيم ندوات صيفية لتصحيح أوجه القصور الأكاديمية، حيث تركز معظم المؤسسات بشكل حصري على المحتوى والخبرات الموجودة على الرغم من أن بعضها يقدم استراتيجيات ما وراء المعرفية لتوعية الطلاب بأنماطهم الفردية في التفكير والتعلم.
يمكن أن تساعد الاستراتيجيات ما وراء المعرفية أيضًا الأفراد من وجهة نظر علم نفس التعلم على إدراك تجاربهم الخاصة، كيف شكلت هذه التجارب وكيف تؤثر التجارب الفردية على ردود الفعل على المواقف الجديدة التي يواجهونها كطلاب مرحلة معينة، وكلما زاد فهم الطلاب لكيفية تفكيرهم في تجاربهم ومعالجتها كانت لديهم فرصة أفضل لإلغاء قفل القواعد والاجتماعية.
إن إدراك تأثير الخبرات السابقة على طريقة تفاعل الأفراد في بيئة اجتماعية جديدة هو خطوة أولى حاسمة للشعور بالراحة والقبول في المراحل الخاصة بعلم نفس التعلم، والتوافق والتكيف النفسي مع العمليات المعرفية، ومنها فإن تنمية الوعي الذاتي بتجارب الأفراد النفسية والاجتماعية تزيد من الوعي بين هؤلاء الأفراد والعديد من الكفاءات التي يجلبونها بأنفسهم إلى المراحل التعليمية مثل التحفيز والمرونة والاعتماد على الذات.
يشير دانيال جولمان حول الذكاء العاطفي، على أهمية التعاطف المعرفي والعاطفي، نظرًا لأن الفرد يفهم وجهات النظر الأخرى، يمكنه وضع الأشياء في طرق يفهمها الزملاء، والجماعة الخاصة به، وإن التعاطف المعرفي جنبًا إلى جنب مع قراءة مشاعر شخص آخر بدقة، يساعد على التواصل الفعال ورفع الصحة النفسية.
يتعلم العديد من الأفراد في الواقع المزيد عن أنفسهم كطلاب يبحثون في علم نفس التعلم من خلال التفكير في تجاربهم السابقة أكثر من التفكير في التجارب نفسها، أي أن إدراك قيمة وجهات نظرهم المتنوعة للبيئة الأكاديمية والاجتماعية لمرحلة تعليمية لا يفيد فقط طلاب معينين، ولكن أيضًا غيرهم من الأقران وممكن التوسع للأساتذة.
أهمية التنظيم الذاتي في علم نفس التعلم:
في سياق علم نفس التعلم أدت الرقمنة إلى زيادة التركيز على الكفاءة الرقمية للطلاب بالتوازي مع ذلك، هناك تركيز إضافي في مدارس اليوم على قدرة الطلاب على الانخراط في التنظيم الذاتي، والذي يُعرَّف بأنه المدى الذي يكون فيه المتعلم مشاركًا نشطًا ما وراء المعرفة وتحفيزيًا وسلوكيًا في عملية التعلم الخاصة به.
ومنها يتطلب التركيز المشترك على الكفاءة الرقمية والتنظيم الذاتي مزيدًا من المعرفة حول العلاقة بين التعلم والتنظيم الذاتي في المجال الرقمي مقارنة بالتعلم التقليدي المستند إلى الورق، حيث يشير التنظيم الذاتي إلى قدرة الطلاب على تنظيم التعلم من خلال العمليات ما وراء المعرفية.
يتطلب التنظيم الذاتي القدرة على الانخراط في ما وراء المعرفة، أي الإدراك حول الإدراك الذاتي، وغالبًا ما يتم التمييز بين المراقبة وراء المعرفية، حيث تعكس الأفكار أو المشاعر ما وراء المعرفية جوانب من المعالجة المعرفية المستمرة والتحكم وراء المعرفي، حيث يتم استخدام ناتج مثل هذه المراقبة لتنظيم العمليات والسلوك المعرفي، ومنها تعد المراقبة وراء المعرفية شرطًا أساسيًا للتحكم ما وراء المعرفي والتنظيم الذاتي.
أصبح التنظيم الذاتي وما وراء المعرفة مفاهيم أساسية في مجموعة متنوعة من الدراسات حول علم نفس التعلم عبر الإنترنت والتعلم الإلكتروني واستخدام الوسائط الرقمية خاصة، حيث أن التنظيم الذاتي وراء المعرفي كان أحد المتنبئين للأفراد العاطفية والمعرفية.