العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تعريف العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي:

العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي: هي العملية التي يؤدي من خلالها إدراك أو تجربة عنصر أو شخص أو حدث أو موقف إلى زيادة إمكانية الوصول إليه وإمكانية الوصول إلى المواد والسلوكيات ذات الصلة، حيث تعتبر بمثابة التأسيس وهي ظاهرة لها تأثير هائل في حياة الناس اليومية، ومع ذلك لا يدرك الناس عادة طريقة عملها وتأثيرها.

تعتبر العملية التمهيدية مهمًا بشكل خاص في علم النفس الاجتماعي بسبب التعقيد المتأصل في معالجة المعلومات الاجتماعية وعندما تتوفر العديد من التفسيرات والخيارات السلوكية، يمكن أن تقيد إمكانية الوصول التي يحددها التمهيدي الاستدلالات والإدراك والعمل.

كيفية عمل العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي؟

يعتمد فهم علماء النفس للتهيئة العملية التمهيدية على فكرة تخزين المعلومات في وحدات أو مخططات في الذاكرة طويلة المدى، والتي يمكن زيادة مستويات تنشيطها أو تقليلها، حيث أنه عندما يتم زيادة تنشيط المخطط يصبح الوصول إليه أكثر سهولة، أي أنه من المرجح أن يدخل في الوعي أو السلوك المباشر.

استفاد البحث النفسي التمهيدي من فكرة التوصيلية القائلة بأنه عندما يتم تنشيط المخططات بشكل متكرر معًا، تتشكل الروابط بينها، وبالتالي إنشاء شبكات في العقل، حيث يمكن أن ينتشر التنشيط عبر هذه الشبكات بحيث يتم أيضًا زيادة تنشيط المخططات المرتبطة في الشبكة بعد تنشيط مخطط واحد، هذه أداة مفيدة للغاية؛ لأنها تساعد في إعداد العقل لما من المحتمل أن يصادفه بعد ذلك، أو قد يتعين عليك التفكير فيه قريبًا.

عندما يُنظر إلى قطة على سبيل المثال سيتم تنشيط مخطط القطة، وسينتشر التنشيط إلى المفاهيم المتعلقة بالقطط مثل مثل مواء القطة وخدش القطة، يعني هذا التنشيط أنه يمكن الوصول إلى المعلومات التي يحتمل أن تكون مهمة بشكل أكبر وأوسع، مما يمكّن الأشخاص من التصرف تجاه القطة بطريقة مناسبة.

من المنهج التجريبي لن يتم التحقيق في العملية التمهيدية هذه من خلال مراقبة السلوك الإنساني المدرك تجاه القط، ولكن عن طريق اختبار إمكانية الوصول إلى المخطط ذي الصلة باستخدام تقنيات مثل التعرف على الكلمات أو مهام القرار التجريبي، على سبيل المثال أظهرت الأبحاث أن قراءة كلمة خبز ستؤدي إلى العناصر المرتبطة بها مثل الزبدة، ولكن ليس العناصر غير ذات الصلة مثل السيارة، تؤكد التجارب من هذا النوع أن التحضير يزيد بالفعل من تنشيط المخططات المرتبطة.

أنواع العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي:

تتمثل أنواع العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- التكرار:

في أبسط مستوياتها يمكن أن تنطبق العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي على كلمة واحدة أي قراءة كلمة مرة واحدة ستزيد من سرعة التعرف على هذه الكلمة لاحقًا، ويُعرف هذا التأثير باسم تمهيد التكرار ويحدث لأنه بمجرد تنشيط المخطط فإنه يتطلب طاقة أقل لإعادة تنشيط البناء في مناسبة لاحقة.

علاوة على ذلك إذا تم تنشيط المخطط بشكل متكرر، يمكن أن يصبح الوصول إليه مفرطًا، ويتم تقليل معدل تقليل تنشيطه، هذا النمط هو الأمثل؛ لأنه يحافظ على المخططات التي يتم مواجهتها بشكل متكرر نشطة لفترة أطول، بحيث يسهل الوصول إليها إذا لزم الأمر مرة أخرى.

2- الدلالي:

تتمثل العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي بالترابط عندما يزيد من تنشيط المعرفة ذات الصلة، يمكن تصنيف هذا التأثير وفقًا لنوع الارتباط الذي انتشر من خلاله التنشيط، على سبيل المثال من خلال المكونات الإدراكية المشتركة أو السمات الصوتية أو العلاقات الدلالية، مثال على العملية التمهيدي الدلالي سيكون استجابة ميسرة للكلمة المفقودة بعد عرض الكلمة الأكثر.

هاتان الكلمتان متشابهتان من الناحية الإملائية، على الرغم من أنهما ليسا متشابهين أو لهما معاني متشابهة، فقد يحدث تمهيد صوتي بين الكلمتين كريه ومجرفة لأنهما يتناغمان على الرغم من أنهما لا يتشاركان الصفات الإدراكية أو الدلالية، التأسيس بين الكلمات التي تنتمي إلى نفس الفئة الدلالية هو التمهيد الدلالي، مثل بين الطفل والحفاض أو الورقة والزهرة.

يعد التمهيد الدلالي هو النوع الذي تتم دراسته غالبًا في علم النفس الاجتماعي لأنه يسمح للباحثين بالتحقيق في الروابط الدلالية بين المخططات، على سبيل المثال أظهر بحث الأفكار النمطية أن الناس يستجيبون بسرعة أكبر لكلمات مثل الدفء والاهتمام بعد عرض صور نمطية للمرأة على الرجال أكثر من الرجال، حيث يشير هذا إلى أن الناس قد طوروا روابط بين النساء وهذه السمات روابط مخزنة في الذاكرة الدلالية.

3- العملية التمهيدية السلبية:

جميع التأثيرات الموصوفة سابقًا تتعلق بتأثيرات التيسير وزيادة التنشيط للمفاهيم المتعلقة بالرئيسية، ومع ذلك في بعض الحالات يمكن أن يؤدي التحضير أو التمهيد إلى تقليل تنشيط مخطط معين، مما يؤدي إلى نشر التثبيط بدلاً من التنشيط، وقد ينشأ هذا التأثير من الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع المخطط الذي يتنافس على الانتباه، على سبيل المثال قد يؤدي صنع القهوة إلى إعداد مخططات الحليب والسكر، ولكن ليس من العملي فعليًا أن يظهر كلاهما في نفس الوقت في السلوك.

الحل هو لأي مفهوم أساسي أكثر تنشيطًا لتقليل تنشيط المخطط المنافس أو منعه بشكل جانبي، قدمت أبحاث القوالب النمطية أمثلة على هذا التأثير، مما يدل على الافتتاح السلبي عندما ينتمي الشخص المستهدف إلى فئتين نمطيتين تحتويان على معلومات متنافسة، فمثلا قد ينتمي الشخص إلى فئة الأم وهي سمات أولية مثل الرعاية ونكران مفهوم الذات، ولكن أيضًا يكون عضوًا في فئة المحامي، وربما يكون بمثابة تمهيد لسمات معاكسة.

للتفاعل بشكل فعال مع هذا الشخص يجب على المدرك إصدار حكم بشأن السمات التي يجب توقعها، من حيث أنه إذا تم تنشيط الصورة النمطية الأم بدرجة أكبر من خلال الإشارات السياقية، فسيتم منع الصورة النمطية للمحامي، كما هو الحال مع تأثيرات التيسير يمكن أن يحقق التمهيد السلبي نهايات مفيدة وتحضيرية، ثم سيتم منع الصورة النمطية للمحامي.

كما هو الحال مع تأثيرات التيسير الاجتماعي يمكن أن يحقق التمهيد السلبي نهايات مفيدة وتحضيرية، ثم سيتم منع الصورة النمطية للمحامي، كما هو الحال مع تأثيرات التيسير الاجتماعي، يمكن أن يحقق التمهيد السلبي نهايات مفيدة وتحضيرية.

عواقب العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي:

يمكن أن تؤثر العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي على الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الآخرين ويفسرون سلوكهم، حتى بدون وعي، على سبيل المثال بعد البدء اللاوعي بكلمات عدوانية مثل العدائية من المرجح أن يقوم المشاركين بتصنيف السلوكيات الغامضة مثل الدفعة المرحة على أنها عدوانية، في هذه الحالة تم تغيير الإدراك الاجتماعي للمشاركين من خلال زيادة إمكانية الوصول إلى السمات العدوانية، دون أن يكونوا على دراية بتجربة العملية التمهيدية في علم النفس الاجتماعي.

إن إعداد الفئات الاجتماعية له تأثير مماثل لتهيئة السمات الفردية لأنه يزيد من تنشيط جميع السمات الموجودة في شبكة الفئات، حيث أن ظاهرة زيادة إمكانية الوصول وتغيير الإدراك راسخة، ومع ذلك تشير الأبحاث الأكثر إثارة للجدل إلى أنه حتى السلوكيات الاجتماعية المعقدة يمكن تحضيرها وإنتاجها في سلوك دون وعي المدركين، وهي ظاهرة يشار إليها باسم الارتباط بين الإدراك والسلوك الإنساني.


شارك المقالة: