تعدّ قضية العنف الجسدي من أهم القضايا الاجتماعية والنفسية التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد، إذ يترتب على العنف الجسدي تداعيات وآثار سلبية عديدة على الضحايا، منها تأثيره على تطوير الثقة بالنفس، تلك الثقة التي تعد أساساً لنمو الفرد وتحقيقه لإمكانياته الكامنة، فيما يلي تأثير العنف الجسدي على تطوير الثقة بالنفس.
تأثير العنف الجسدي على تطوير الثقة بالنفس
الإثراء النفسي للضحية: عندما يتعرض شخص ما للعنف الجسدي، تنكسر لديه صورته الذاتية وتأتي الشكوك والأوهام بسرعة إلى عقله، تجربة الإهانة والاعتداء تتسبب في تقليل إحساسه بالقيمة الذاتية وتعطيل قدرته على الاعتماد على نفسه، هذا الإثراء النفسي يؤدي إلى تراجع واضح في مستوى الثقة بالنفس والإيمان بقدراته.
التأثير على العلاقات الاجتماعية: العنف الجسدي لا يقتصر تأثيره على النفس فقط، بل يمتد ليؤثر أيضاً على العلاقات الاجتماعية للفرد، فالشعور بالضعف والخوف الذي ينتج عن التعرض للعنف يمكن أن يعيق القدرة على بناء علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين، تنخفض القدرة على التواصل والتفاعل بسلاسة، مما يؤثر على تطوير مهارات التفاوض وحل النزاعات وبالتالي يضر بتطوير الثقة بالنفس.
تقليل الطموحات والتحفيز: العنف الجسدي يتسبب في خفض الطموحات والأهداف المستقبلية للضحية، يفقد الشخص الثقة في قدرته على تحقيق أحلامه وتحقيق تطلعاته بسبب الإحساس بالضعف والعجز، تتلاشى الرغبة في تحمل المخاطر واستكشاف مجالات جديدة، مما يحد من فرص تطوره وتحقيق إنجازات جديدة.
تأثيره على القدرة على التحمل: العنف الجسدي يعمق الضعف النفسي ويؤثر على قدرة الشخص على التحمل في وجه التحديات والصعوبات، يصبح الفرد أكثر عرضة للتراجع أمام الصعاب، مما يؤثر على استمراريته في مواجهة المشكلات وتجاوزها، هذا التأثير يعوق تطوير الثقة بالنفس كونه يقوض القدرة على مواجهة التحديات بإيجابية وثقة.
إن تأثير العنف الجسدي على تطوير الثقة بالنفس لا يمكن تجاوزه أو تجاهله، يتعين على المجتمعات والأفراد العمل بجدية على منع ومعالجة هذا النوع من العنف وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا، من خلال تعزيز الثقة بالنفس وتقديم الدعم اللازم، يمكن للأفراد تجاوز تأثيرات العنف الجسدي وبناء مستقبل أكثر إشراقًا وثقة.
