يعتبر العنف النفسي من أشكال العنف التي قد لا تكون مرئية بشكل واضح، ولكنها تترك آثارًا عميقة على الضحايا، وخصوصًا على النساء والفتيات، إنّ هذا النوع من العنف يمكن أن يكون أكثر خطورة من العنف الجسدي في بعض الحالات، حيث يستهدف الضحية عاطفيًا ونفسيًا، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية طويلة الأمد على حياتها وعلاقاتها.
تجليات العنف النفسي
يتمثل العنف النفسي في إيذاء الشخص عبر الكلمات أو الأفعال التي تستهدف القيمة والكرامة الشخصية.
يمكن أن يشمل ذلك التهديدات، والتجاهل، والتحكم المستمر، والسخرية، ونشر الشائعات، والانتقادات المستمرة.
يتسبب هذا النوع من العنف في شعور الضحية بالذنب والعجز، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي لصورتها الذاتية وثقتها بنفسها.
الآثار النفسية والعاطفية: تترتب على العنف النفسي آثارًا نفسية وعاطفية كبيرة على النساء والفتيات. يشعرن بالقلق والاكتئاب بشكل متزايد، مما يؤثر على جودة حياتهن العامة. يمكن أن يؤدي هذا الضغط النفسي إلى عواقب خطيرة مثل انعدام الإرادة، والعزلة الاجتماعية، والتفكير في الانتحار.
الآثار على العلاقات: يتداخل العنف النفسي مع العلاقات الشخصية والاجتماعية للنساء والفتيات، يمكن أن يؤدي إلى تدني مستوى الثقة في العلاقات مع الشريك أو الأفراد المحيطين، تتأثر القدرة على بناء علاقات صحية ومستدامة بشكل سلبي، ويمكن أن يتسبب في دوران دائرة من العنف داخل العلاقات.
التأثير على التطور الشخصي والمهني: يؤثر العنف النفسي على تطور النساء والفتيات من الناحية الشخصية والمهنية. قد تتعرض لإهمال تعليمي وفرص مهنية مهمة بسبب انشغالهن بمعالجة الآثار النفسية للعنف، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وضعف الأداء في العمل.
التصدي والتوعية: من المهم التصدي للعنف النفسي وزيادة الوعي حول هذا الموضوع، يجب توفير الدعم النفسي والعاطفي للضحايا، سواء من خلال الأهل والأصدقاء أو من خلال مؤسسات متخصصة، يجب أن تكون هناك جهود مستدامة لتعزيز الثقة بالنفس وتعزيز الوعي حول حقوق النساء والفتيات في بيئات مختلفة.
لا شك أنّ العنف النفسي يشكل تهديدًا حقيقيًا على النساء والفتيات، حيث يجرح بصمت ويتسبب في تداعيات وخيمة، ينبغي على المجتمع أن يعمل جاهدًا على الحد من هذا النوع من العنف من خلال التوعية والتعليم وتعزيز ثقة النساء وفتح الباب أمامهن للبحث عن الدعم والمساعدة التي يحتاجنها.