اقرأ في هذا المقال
- ما هو العنف
- أسباب العنف في سن المراهقة
- ما هي أشكال العنف
- طرق علاج العنف عند المراهقين
- تأثيرات العنف في سن المراهقة
- طرق الوقاية من العنف في سن المراهقة
أصبح العنف من أهم الأسباب المُؤدية للوفاة للمراهقين في الدول المتقدمة، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية، تيار التربية يمتد منذ مرحلة الطُّفولة إلى مرحلة المراهقة وما بعدها، فالأسباب التي تؤدي إلى نمو العُنف لدى المراهق تشكل مراحل متوالية، منها الذي يتعلق بالعوامل الطبيعية، منها ما يتعلّق بالعوامل النفسية، لا نستطيع الجزم أنَّ سبب ما بعينه يؤدي إلى السُّلوك العنيف لدى المراهق. إنّ ظاهرة العنف لدى المراهقين أصبحت مُنتشرة بنسبة مرتفعة، باتت تهدِّد استقرارهم وحياتهم وحياة المُحيطين بهم.
ما هو العنف
هو سلوك مؤذي للآخرين، سواء كان جسديّاً، نفسياً، لفظياً، فالعنف له آثاره السيئة في حياة الفرد والمجتمع على حد سواء، له أشكاله وأيضاً له بدائل، توصل الرسالة التي يُراد إيصالها، إذ لن تصل رسالته إلَّا في مظاهرها وصورها السلبيّة السيئة.
أسباب العنف في سن المراهقة
- التنشئة الخاطئة للأبناء: عندما تتمّ تربية المراهق وهو صغير على مفاهيم خاطئة وعادات وأعراف مغلوطة، فإنّ ذلك يؤدي إلى بلورة شخصيته بشكل خاطىء، حيث يتبنّى أفكار تخالف فطرته وتعاليم دينه السّمحة.
- مشاهد العنف: تعرض القنوات التلفزيونية مشاهد عنيفة والتي قد تسبب تعلق المراهق بتلك المشاهد واستساغتها؛ حيث يراها أمراً اعتيادياً ومألوفاً، قد يمارسها في لحظة من اللحظات ضد أهله أو مع مجتمعه بشكل عام.
- الفقر والجهل والبطالة: التي تنتشر في كثير من المجتمعات؛ فالمُجتمعات التي ينتشر فيها الفقر ينتشر فيها العنف، الذي تسوغه بعض النُفوس الضعيفة من أجل سد الحاجات، يتزايد الأمر في ظل وجود الظُّلم والسياسات الظالمة، من قبل الدّولة والتي لا تأبه للإنسان الفقير ولا تعمل على تأمين احتياجاته، تعمّق الطبقية في المجتمع، أيضاً يؤدّي الجهل والبطالة إلى زيادة ظاهرة العنف في المجتمعات بشكل كبير.
ما هي أشكال العنف
- العنف الجسديّ: يُمكن للعنف الجسدي أن يتخذ عدّة أشكال مثل، الصفع، الضرب، اللكم، الركل، سحب الشعر، تقييد شخص ما، رمي الأشياء على الشخص.
- العنف النفسيّ: يتمثّل في الإهانة، التخويف، الرفض، العزلة، الاستغلال، رفع الصوت، التقليل من قيمة الشخص أو إنجازاته، قول بعض العبارات مثل، أنت حصلت على هذا العمل بفضلي، قد تؤدّي هذه الأفعال إلى الهلاك جسداً وروحاً.
- العنف الكلاميّ: إنّ التعنيف الكلاميّ الذي قد يتعرّض له شخص ما أمام مجموعة من الأشخاص أو في مدرسته بين أقرانه، تفقده ثقته بنفسه والتي هي أساس الوجود، يعتبر هذا الشكل الأكثرَ انتشاراً من بينِ الأشكالِ الأُخرى للعنف.
- العنف الجنسي: ذلك بالاعتداء على الآخرين جنسيّاً، إمّا عن طريق التحرّش اللفظيّ، الجسديّ، وصولاً إلى جرائم الاغتصاب.
طرق علاج العنف عند المراهقين
- العقاب المنطقي: عن طريق إبعاد المراهق عن المكان الذي يُمارس فيه العنف، أخبره أنّه بإمكانه العودة إليه إذا شعر أنّه مُستعد للانضمام للآخرين، لكن دون أن يُلحق بهم الأذى.
- المحافظة على الهدوء: يجب على الأهل تجنُّب التعامل مع المراهق العدواني بالعنف، الصراخ، الضرب، لأنّ ذلك يزيد العنف، يساعده على ابتكار طرق جديدة لعدوانيّته.
- إيجاد البدائل: يكون إيجاد البدائل عن طريق الانتظار إلى أن يهدأ المراهق، ثمَّ الحديث معه عن سبب الانفعال الذي قام به، هناك طرق عديدة يُمكنه من خلالها ضبط نفسه، التعبير عن عدم موافقته، أيضاً يجب أن تكون هذه الطُّرق أكثر إيجابية من العنف والعدوانية، أن تكون نتائجها مرضيةً للمراهق والأهل في نفس الوقت؛ ذلك لتشجيع المراهق على مُمارستها في كل مرَّة يشعر فيها بالغضب.
- الاعتذار: إذ يجب تعويد المراهق على الاعتذار في كلّ مرَّة يبدي فيها تصرُّفاً غير لائق، يؤذي فيها من حوله.
- المكافأة وتعزيز الجانب الإيجابي: يجب تحفيز المراهق والقيام بمكافأته في كل مرَّة يُحسن فيها التصرُّف، عدم التركيز على الجانب السلبي لديه، إهمال هذا الجانب، عدم إبداء أيّ أهمية تجاهه، مع محاولة تعزيز الجانب الإيجابي.
- مراقبة التلفاز: يجب على الأهل وضع حدود للبرامج التي يشاهدها المراهق، خاصَّةً إذا كانت تشجِّع على العُنف، أيضاً يجب تقليل عدد ساعات مشاهدة المراهق للتلفاز، محاولة محاورته، معرفة وجهة نظره حول التصرفات التي يشاهدها.
- مراقبة سلوك المراهق: يفضّل أن يراقب الوالدان المواقف التي يكون فيها المراهق عدوانياً، محاولة معرفة الأسباب التي دفعته للعُنف، البحث عن حلول لها، ذلك للحد منها وإيقافها.
- استشارة الطبيب: يستدعي الأمر في بعض الأحيان إلى تدخُّل الطبيب أو المرشد النفسي؛ لمعالجة العدوانية الزائدة عن حدها عند بعض المراهقين، حيث إنّ منهم من يحتاج إلى علاج نفسي؛ لأنّ تصرفهم بهذه الطريقة يكون في الغالب نابع عن ردَّة فعل لموقف أو تصرف ما.
تأثيرات العنف في سن المراهقة
1- التأثيرات النفسية:
- القلق والاكتئاب: المراهقون الذين يتعرضون للعنف أو يمارسونه قد يعانون من مشاعر القلق والاكتئاب.
- انخفاض تقدير الذات: يمكن أن يؤدي العنف إلى تدهور الثقة بالنفس والشعور بالدونية.
2- التأثيرات الأكاديمية:
- تدهور الأداء الأكاديمي: العنف يمكن أن يؤدي إلى تراجع الأداء الدراسي والتغيب عن المدرسة.
- الانسحاب من المدرسة: قد يؤدي التعرض للعنف إلى ترك المدرسة بشكل نهائي.
3- التأثيرات الاجتماعية:
- الانعزال الاجتماعي: قد يعاني المراهقون من صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين.
- السلوك الإجرامي: العنف في سن المراهقة قد يكون مقدمة للسلوكيات الإجرامية في المستقبل.
طرق الوقاية من العنف في سن المراهقة
1- التوعية والتعليم:
- برامج التوعية: تقديم برامج توعية للمراهقين حول مخاطر العنف وكيفية التعامل معه.
- التربية الإيجابية: تعزيز أساليب التربية الإيجابية التي تركز على التواصل المفتوح والدعم العاطفي.
2- الدعم النفسي والاجتماعي:
- التدخل المبكر: تقديم الدعم النفسي للمراهقين الذين يظهرون سلوكيات عدوانية أو يعانون من مشكلات نفسية.
- بناء شبكات الدعم: تعزيز العلاقات الإيجابية بين المراهقين وأقرانهم وأسرهم ومعلميهم.
3- السياسات المدرسية الفعالة:
- سياسات مكافحة التنمر: وضع سياسات واضحة لمكافحة التنمر والعنف في المدارس.
- تعزيز الانضباط: تعزيز الانضباط في المدارس وتقديم بيئة آمنة وداعمة للطلاب.
4- التوجيه والإرشاد:
- المرشدون التربويون: توفير مرشدين تربويين في المدارس لتقديم الدعم والمساعدة للمراهقين.
- جلسات الإرشاد: تقديم جلسات إرشاد فردية وجماعية للمراهقين لتعزيز الوعي الذاتي والمهارات الاجتماعية.
العنف في سن المراهقة يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب تدخلًا شاملاً ومتكاملًا من الأهل، والمدرسين، والمجتمع. فهم الأسباب والعوامل التي تسهم في سلوكيات العنف وتبني استراتيجيات فعالة للوقاية منه يمكن أن يسهم في خلق بيئة صحية وآمنة للمراهقين، مما يعزز من نموهم وتطورهم بشكل سليم.