اقرأ في هذا المقال
- العواطف في العصور الوسطى في علم النفس
- أهم أعمال أفلاطون وأرسطو في العواطف في العصور الوسطى في علم النفس
- دور ابن سينا في تفسير العواطف في العصور الوسطى في علم النفس
كانت نظريات العواطف في العصور الوسطى تستند أساسًا إلى المصادر القديمة، حيث تضمنت التطورات الجديدة مناقشة العواطف من وجهة نظر علم نفس أعضاء هيئة التدريس في العالم ابن سينا، وإنتاج تصنيفات منهجية خاصة للعالم أرسطو وأفلاطون في القرن الثالث عشر، والدراسات التفصيلية للجوانب الطوعية واللاإرادية لردود الفعل العاطفية، بالإضافة إلى عمليات إعادة التقييم المتأخرة في العصور الوسطى من الانقسام الحاد بين العواطف والإرادة.
العواطف في العصور الوسطى في علم النفس
يتمثل التحليل النفسي الفلسفي للعواطف في العصور الوسطى في علم النفس بما قدمه أفلاطون وطوره أرسطو، حيث اشتهر أفلاطون بتقسيم الروح إلى ثلاثة أجزاء الجزء العقلاني، والجزء المفعم بالحيوية، والجزء الشهي، ثم استخدم أرسطو مصطلح العاطفة أيضًا.
في البداية كانت نظرة أفلاطون للعواطف سلبية في الأساس، باستثناء الحب في القدرة التعليمية للجزء المفعم بالحيوية في الحوارات والقوانين التي قدمها، حيث اعتبر العواطف ردود أفعال غير عقلانية للمستويات الدنيا للروح، والتي يسعى الجزء الشهي منها إلى اللذة الحسية وتجنب المعاناة والجزء الحماسي هو مقر تأكيد الذات والعدوان فيها.
كان جزء التفكير غير المادي موضوع المعرفة والإرادة العقلانية في العواطف في العصور الوسطى في علم النفس، حيث كان من المفترض أن يتحكم في الأجزاء العاطفية عن طريق تقليل نشاط الجزء الشهواني قدر الإمكان والتحكم في الاقتراحات التلقائية للجزء المفعم بالحيوية وتعويده على دعم السلوك الإنساني الجيد، ثم زود أفلاطون الأجزاء العاطفية بمقياس للتقييم المعرفي غير الفكري فيما يتعلق بالتمثيلات الإدراكية واعتبرها مصحوبة بمشاعر ممتعة أو غير سارة وما يرتبط بها من دوافع بدء العمل.
تمت مناقشة الجوانب المختلفة لأفلاطون المرتبطة بالحركات الديناميكية للنفس السفلى بشكل أكثر منهجية في نظرية أرسطو للعواطف كجزء من الحالة الإنسانية، حيث طور أرسطو نموذجًا مفصلاً لتحليل البنية النفسية للعواطف الواقعية، والذي تضمن أربعة جوانب أساسية، تتمثل في العنصر المعرفي وهو تقييم غير متعمد مثل اعتقاد أو وهم أن شيئًا إيجابيًا أو سلبيًا يحدث أو قد يحدث للموضوع أو لشخص آخر بطريقة تتعلق بالموضوع.
الجانب الثاني لتمييز العاطفة من جهة أرسطو هو العنصر العاطفي وهو شعور شخصي ممتع أو غير سار بشأن محتوى التقييم، بينما يتمثل الجانب الثالث في العنصر الدينامي السي وهو دافع سلوكي تجاه السلوك الإنساني الذي يصاحب عادة التقييم العاطفي، والجانب الرابع يتمثل في ان هناك تفاعلات فسيولوجية نموذجية مثل التغيرات في ضربات القلب.
بالنسبة للعنصر الأول من تفسير أرسطو للعواطف كانت تتمثل في أن جميع النظريات القديمة والوسطى تقريبًا معرفية، وربطت نوعًا من التمثيل التقييمي بالعاطفة كمكون رئيسي لها، في حين جادل علماء النفس باتباعهم علم النفس العقلاني المتمحور حول العقل، بأنه يكفي من الناحية النفسية التعامل مع العواطف على أنها أحكام قيمة خاطئة.
كان أكثر شيوعًا في العصور القديمة والعصور الوسطى اتباع وجهة نظر أفلاطون وأرسطو، اللذين ميزا بين القوة الفكرية غير العاطفية والأجزاء العاطفية السفلية من الروح، والتي تم القضاء عليها من قبل علماء النفس الرافضين لها، كان هذا هو الرأي السائد في العصور الوسطى حتى التصور لمشاعر القوة الفكرية للإرادة.
أهم أعمال أفلاطون وأرسطو في العواطف في العصور الوسطى في علم النفس
بخلاف نموذج التحكم لأفلاطون للعاطفة اقترح أرسطو أن التعليم قد يغير النزعات العاطفية بحيث تدعم تقييماتهم وميولهم العاطفية السعي وراء الحياة الجيدة بدلاً من تعطيلها، كان هذا أساس نظريته في الفضائل والتي تضمنت العادات العاطفية الجيدة للروح الحسية والعادات الحميدة للعقل العملي، كجزء من علم النفس الفلسفي طور أرسطو نظرية مدروسة حول كيفية تعاون الجزء العقلاني مع قوى الجزء الحسي للعواطف.
قدم أفلاطون وأرسطو بعض قوائم المشاعر وأكثرها شمولاً في بلاغة أرسطو والقوانين الأخلاقية، لكن لم يطوروا أي تصنيف منهجي للعواطف باستثناء اعتبار البعض من التأثيرات على الجزء الجذاب وبعض الجزء القابل للغضب؛ نظرًا لأن جانب الشعور يرتبط دائمًا بالتمثيل العاطفي، فقد ميز أرسطو أحيانًا المشاعر على أساس ما إذا كان التقييم العاطفي لطيفًا أم غير سار.
أنتج علماء النفس قوائم أطول بمشاعر معينة متضمنة في جميع الأنواع من العواطف، حيث تم اقتباس جزء معروف من الفلسفة النفسية هو العلاج الفلسفي للعواطف الموصوف في العديد من الأعمال والبحوث النفسية، يهدف العلاج النفسي الفلسفي للعواطف إلى اللامبالاة واستبعاد العواطف، كنتيجة لتعلم رؤية الأشياء وفقًا للمفهوم النفسي للواقع العقلاني دون التزامات تتمحور حول الذات فقط.
كانت المشاعر تُعتبر عادةً أحكامًا خاطئة حول قيمة الأشياء وردود الفعل السلوكية تجاهها، وغالبًا ما وصف الباحثين أنواع المشاعر بالإشارة إلى ردود أفعالهم النفسية الجسدية النموذجية، لكن المعتقدات الإيجابية حول ملاءمة هذه الحركات التعبيرية والأفعال المقابلة كانت تعتبر غير عقلانية، وكانت عناصر العلاج العاطفي معروفة في الغضب وبعض المصادر الثانية للمشاعر.
بصرف النظر عن الحركات الخاطئة الأولى لكل من افلاطون وأرسطو في العواطف في العصور الوسطى في علم النفس، كان الحب والرحمة من المشاعر المركزية في العصور الوسطى التي تم استخدامها لتفسير مشاعر الإنسان بالحزن على بؤس شخص آخر، وبسبب تأثير أعمال العواطف في العصور الوسطى في علم النفس أصبح التعاطف فكرة مركزية في العصور الوسطى ويوضح أن التعاطف هو عاطفة محايدة أخلاقياً خاصة عندما ترتبط بالصدقة.
دور ابن سينا في تفسير العواطف في العصور الوسطى في علم النفس
بالاعتماد على علم النفس الأرسطي والأفلاطوني الحديث، يميز ابن سينا بين وظائف الروح من خلال ربطها بقوى أو كليات خاصة، والأكثر صلة بهذا الصدد هي القوى الحسية والحواس الداخلية المتمثلة في الفطرة السليمة والتصور أو الاحتفاظ بالأحاسيس والتقدير والذاكرة والخيال أو الفصل والجمع بين الأشكال الحسية.
تعبر الحواس الداخلية التي طرحها ابن سينا عن قوى إدراكية غير حسية للروح الحسية للعواطف، حيث تنقسم القوة الحسية للروح الحسية إلى قوة قيادية وسلطة تنفيذية، الأولى منها هي مركز المشاعر، ومنها تعمل القوة التنفيذية من خلال الجهاز العصبي والعضلات، ويتم تحريكها بواسطة القوة المتحركة الآمرة والتي يتم تشغيل أفعالها من خلال التقييم الحالي للقوة التقديرية ويصاحبها تأثيرات جسدية بالإضافة إلى التغيرات السلوكية، بشرط أن يتم أيضًا تحقيق القوة التنفيذية التنفيذية.
إذا كان الفعل الآمر قويًا بما فيه الكفاية فإن السلطة التنفيذية تتحقق بالضرورة في الحيوانات أو السلوك غير البشري، ولكن ليس كذلك في البشر لأنهم يستطيعون منع اندفاع السلطة التنفيذية المتحركة بإرادتهم، فالإرادة هي القوة المؤثرة للروح الفكرية غير المادية، جنبًا إلى جنب مع العقل العملي يجب أن تتحكم في المشاعر.
تنقسم هيئة القيادة الحسية التي وضعها ابن سينا للعواطف إلى أجزاء شهيرة وسريعة الغضب، حيث أن ردود أفعال القوة الشهوانية هي رغبات في الأشياء التي تعتبر ممتعة، وردود فعل القوة الغاضبة هي رغبات لهزيمة الأعداء وصد الأشياء الضارة، ويتم التعرف على كائنات المشاعر على أنها ذات صلة عاطفية من خلال القوة التقديرية، بهذه القوة يدعو ابن سينا تمثيلات القوة التقديرية بما يعرف بالنوايا.