من أهم الأمور التّي يجب على الفرد أن يضعها ضمن اهتماماته البحث عن عمل مُعين، واختيار ما هو مناسب له؛ وذلك ليكون فرد مُنتج وناجح وله مكانة في المجتمع، بحيث يكون الفرد الذّي ينتمي لعمل ويعتمد على نفسه ذو شخصية مستقلة.
بماذا يتأثر الاختيار المهني
يُعَدّ الاختيار المهني من أكثر الأمور الحساسة في حياة الفرد، بحيث يُبنى على هذا الاختيار مستقبل الفرد المهني بأكمله، فإذا كان اختيار سليم ومبني على قواعد سليمة فهذا يؤدي إلى نجاح الفرد في المهنة، وإذا كان اختيار خاطئ وغير سليم فهذا يؤدي إلى فشل الفرد في حياته المهنية وربما في حياته الاجتماعية.
يتأثر اختيار الفرد للمهنة بعدة عوامل، ومن الممكن التعرف عليها كما يلي:
- عوامل ذاتية: يقصد به قدرات الفرد ونسبة ذكائه والمهن التي يحبها أكثر.
- عوامل أسرية: هناك أولياء أمور يتبعون عادات معينة في تحديد مهنة أولادهم، فهناك ما يتبع توارث المهن، ومنهم من يتبع المهن القريبة المتاحة في المنطقة التّي يعيشون بها، وهذا يؤثر على الاختيار المهني الصحيح.
- عوامل شخصية: تتمثل بالحيرة والتردد عند الفرد، والدخول لبعض المهن من أجل الشهرة أو العوائد المالية.
- عوامل اجتماعية: تتمثل بالتأثر بالأصدقاء والأقارب وغيرهم من يعتبرهم الشخص قدوة له مثل المعلم.
العوامل المؤثرة في الاختيار المهني
يُعتبر الاختيار المهني من أهم القرارات التي يتخذها الفرد في حياته، حيث يُحدد هذا القرار مسار حياته المهنية والعملية، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى رضاه وسعادته. يتأثر الاختيار المهني بعدة عوامل متنوعة تشمل جوانب شخصية، اقتصادية، اجتماعية، وثقافية. فيما يلي سنستعرض أبرز العوامل المؤثرة في الاختيار المهني وكيفية تأثيرها على قرارات الأفراد.
1. الميول والاهتمامات الشخصية
الميول والاهتمامات الشخصية تُعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على الاختيار المهني. يميل الأفراد عادةً إلى اختيار مهن تتوافق مع اهتماماتهم وشغفهم. على سبيل المثال، الشخص الذي يهتم بالفنون قد يفضل العمل في مجالات التصميم أو الموسيقى، بينما قد يميل من يهتم بالعلوم إلى المهن الطبية أو الهندسية. يتطلب اتخاذ قرار مهني مستنير فهماً دقيقاً للميول والاهتمامات الشخصية.
2. المهارات والقدرات
تلعب المهارات والقدرات دوراً حاسماً في تحديد الخيارات المهنية المتاحة للأفراد. يتطلب كل مجال مهني مجموعة معينة من المهارات، مثل المهارات التقنية أو الإدارية. يتعين على الأفراد تقييم مهاراتهم وقدراتهم لمعرفة ما إذا كانوا مؤهلين للنجاح في مجال معين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الرغبة في تطوير مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية على الاختيار المهني.
3. القيم الشخصية
القيم الشخصية هي المبادئ والمعتقدات التي يعتنقها الفرد، وتؤثر بشكل كبير على قراراته المهنية. يفضل بعض الأشخاص العمل في بيئات عمل تعزز التعاون والمساواة، بينما يفضل آخرون البيئات التي تدعم الابتكار والتنافس. كما تؤثر القيم الشخصية على اختيار الفرد لمهن تتوافق مع أهدافه الحياتية، مثل مهنة تتيح له المساهمة في المجتمع أو تحقيق الاستقلال المالي.
4. الوضع الاقتصادي
يُعتبر الوضع الاقتصادي من العوامل المؤثرة بشكل كبير على الاختيار المهني. في كثير من الأحيان، يُحدد الوضع الاقتصادي للأفراد والعائلات مدى إمكانية متابعة دراسات أو تدريب إضافي، مما يؤثر على الخيارات المهنية المتاحة. قد يضطر البعض لاختيار مهن توفر دخلًا ماليًا ثابتًا بغض النظر عن مدى توافقها مع اهتماماتهم أو شغفهم. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التغيرات الاقتصادية مثل الركود أو الازدهار على الطلب على مهن معينة، مما قد يوجه الأفراد نحو مجالات مهنية ذات فرص عمل أكثر.
5. العوامل الاجتماعية
تلعب العوامل الاجتماعية دوراً مهماً في التأثير على الاختيار المهني. يمكن أن يتأثر الأفراد بتوقعات الأسرة والأصدقاء أو المعايير المجتمعية. في بعض الثقافات، قد يكون هناك تفضيل لمهن معينة، مثل الطب أو الهندسة، مما يؤثر على قرارات الأفراد. كما يمكن أن تؤثر العلاقات الشخصية والمهنية على التوجيه المهني، حيث قد يستلهم الأفراد من تجارب الأشخاص المحيطين بهم.
6. البيئة التعليمية والتوجيه المهني
البيئة التعليمية والتوجيه المهني يُعتبران من العوامل المؤثرة في الاختيار المهني. توفر المؤسسات التعليمية الفرص للأفراد لاكتشاف ميولهم وقدراتهم من خلال البرامج الدراسية والأنشطة المختلفة. كما أن وجود مستشارين مهنيين يقدمون توجيهًا وإرشادًا حول الخيارات المهنية المختلفة يمكن أن يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات مهنية مبنية على معلومات دقيقة ووافية.
7. تأثير التكنولوجيا
تغيرت طبيعة العديد من المهن بشكل كبير بفضل التقدم التكنولوجي. في بعض الحالات، استحدثت التكنولوجيا مجالات مهنية جديدة بالكامل، مثل البرمجة وتطوير التطبيقات. يعد فهم تأثير التكنولوجيا على المهن عاملاً مهمًا في الاختيار المهني، حيث يحتاج الأفراد إلى النظر في كيفية تأثير التكنولوجيا على استمرارية أو تطوير المهن التي يختارونها.
8. التوقعات المستقبلية وسوق العمل
تلعب التوقعات المستقبلية وسوق العمل دوراً كبيراً في الاختيار المهني. يجب على الأفراد النظر في الفرص المستقبلية للنمو والتطور في مجال معين، وكذلك الاستقرار الوظيفي. من المهم دراسة سوق العمل وفهم الاتجاهات الحالية والمستقبلية، بما في ذلك الطلب على مهن معينة والرواتب والمزايا المحتملة.
يُعد الاختيار المهني قرارًا مهمًا يتأثر بالعديد من العوامل المتنوعة. من الضروري أن يأخذ الأفراد في الاعتبار جميع هذه العوامل عند اتخاذ قراراتهم المهنية لضمان اختيار مسار مهني يناسب اهتماماتهم، مهاراتهم، وقيمهم، ويؤمن لهم الاستقرار المالي والرضا الوظيفي. باتباع نهج متوازن يأخذ في الحسبان جميع العوامل المؤثرة، يمكن للأفراد تحقيق النجاح والرضا في حياتهم المهنية.