الفرق بين الإدراك والعقل في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


كيف يمكننا تحديد جوانب تجربة معينة يتم تمثيلها بشكل مدرك، مثل تعارض معرفي بين الإدراك والعقل في علم النفس؟ أستكشف التكيف الإدراكي كأسلوب قائم على التجربة للتميز بين الإدراك والعقل، باختصار إذا أظهرت خاصية معينة تكيفًا فعندئذٍ نحن يجب أن نستبعد أن التأثير يمكن تفسيره من خلال تحول معرفي في حدود الفئة، وأنه نتيجة للتكيف مع السمات المرئية الأخرى منخفضة المستوى للمحفزات.

الفرق بين الإدراك والعقل في علم النفس

في ظاهر الأمر قد يبدو الفرق بين الإدراك والعقل في علم النفس واضحًا، أنهم ببساطة يلعب كل منهما أدوارًا مختلفة في حياتنا المعرفية، الإدراك هو ما يجعلنا على اتصال بنا في المحيط الحالي، بينما العقل هو ما يجعلنا قادرين على تكوين المعتقدات واتخاذ القرارات، على الرغم من الاختلاف الواضح ظاهريًا رسم خط صارم بين الإدراك والعقل وقد ثبت أن الإدراك صعب، حتى أن البعض يشك في وجود تمييز حقيقي على الإطلاق.

عند وضع أنفسنا في التجربة الإجمالية التي نتواجد فيها حاليًا، هل يمكننا تمييز ما نحن عليه بدقة وما يتصور التحدث، من ناحية من ما نحكم عليه معرفيًا على أساس ماذا نرى من جهة أخرى؟ السؤال هو كيف يمكننا تحديد في تجربة معينة، ما يساهم به الإدراك من جهة العقل من جهة أخرى، في هذه التجارب يقوم علماء النفس بالتحقيق في التكيف الإدراكي كطريقة تستند إلى التجربة والتمييز والتركيز على الرؤية، حيث يشير التكيف الإدراكي إلى أنظمة الإدراك الحسي والتعديلات كاستجابة للتغيير في المنبهات.

يتكيف النظام المرئي مع مجموعة متنوعة من جوانب مختلفة من مدخلاته، بما في ذلك الشكل واللون والسطوع، ولكن كان هناك أيضًا وجد تكيفًا مع ميزات المنبهات الأكثر تعقيدًا مثل الوجوه والسببية، في التكيف يمكن أن تنتج آثارًا لاحقة دراماتيكية، وأثر التكيف المعروف هو ظاهرة يسمى وهم الشلال، إذا أبقينا أعيننا على شلال لبعض الوقت فنحن سوف نتكيف مع الحركة التنازلية السريعة للمياه.

يمكن أن يساعدنا هذا التكيف والتوافق مع الآثار اللاحقة على التمييز بين الإدراك والعقل في علم النفس، حيث تم اقتراحه من العديد من عمليات التعليق، ولكن ربما بشكل مباشر من قبل نيد بلوك (2014) ومع ذلك فإن المناقشات الفلسفية للظواهر كلها موجزة للغاية، من حيث تفسير واضح لكيفية ولماذا يمكن استخدام التكيف للتمييز بين الإدراك والعقل مفقود في الأدب الفلسفي.

بينما تم التكيف على نطاق واسع تمت دراستها في علم النفس وتميل الدراسات إلى التركيز على حالات محددة من التكيف، وعلاوة على ذلك فإن غالبًا ما لا يكون التركيز الرئيسي لهذه الدراسات على الحدود بين الإدراك العقل، حيث أن الإدراك يتم بشكل منهجي متأثرًا بالعقل وهو أن التكيف هو تأثير معرفي، إذا تكيفت الحالات المعرفية أيضًا فسيكون التكيف لا يعتبر دليلاً على الإدراك.

تم التمييز بين الإدراك والعقل في علم النفس تقليديًا في كليهما فلسفة العقل وعلم النفس، حيث أن التمييز أيضا منسوج بعمق في مجتمعاتنا بمفهوم الفطرة السليمة للعقل، ومع ذلك يزعم وجود مجموعة متزايدة من الأدلة يوضح أن جميع أنواع الحالات المعرفية، بما في ذلك المعتقدات والأغراض والعواطف تتفاعل بشكل منهجي بطرق معقدة في توليد التمثيلات الإدراكية.

يتحدى التفاعل بين العمليات الإدراكية والمعرفية الافتراض بوجودها هو خط فاصل واضح بين الإدراك والعقل في علم النفس، وقد يقودنا إلى الشك ما إذا كانت الفئات تعكس تمييزًا حقيقيًا في العقل على الإطلاق، ومع ذلك رفض ما يسمى بالتغلغل المعرفي للإدراك، و يصرون على أن الإدراك والعقل مختلفان بشكل أساسي، الهدف من هذا الفرق هو إعطاء القارئ بعض الخلفية النظرية، ولإظهار كيف أن الموضوع الرئيسي لهذه الأطروحة وكيفية التمييز بين الإدراك والعقل يناسب الصورة الأوسع.

المفهوم الشائع للإدراك والعقل في علم النفس

من الناحية النظرية على الأقل يبدو أن لدينا فهمًا جيدًا لماهية الإدراك والعقل، وفي ظاهر الأمر يبدو أنهما ظاهرتان مختلفتان تمامًا، عادة ما نعتبر الإدراك شيئًا مثل الانفتاح أو الوعي بالخارج العالمية، حيث تقدم لنا التجربة الإدراكية ما نعتبره أشياء مستقلة عن العقل وخصائصها المعقولة، ونعتبر أيضًا أن الأشياء والخصائص التي ندركها هي التي تسببت في التجربة التي نمر بها من خلال تحفيز حواسنا.

تقليديا حواسنا يُعتقد أنها تشمل البصر والشم والمذاق والسمع واللمس، في بعض الأحيان ما ندركه لا يتوافق مع العالم الخارجي، نستطيع على سبيل المثال أن نرى شيئًا ما يكون في الواقع رماديًا، أو أزرق، أو يمكننا رؤية كائن، على سبيل المثال شجرة على أنه يحتوي على حجم مختلف عما هو عليه في الواقع، قد يكون لبعض الأوهام سلوكيات أكثر ضررًا عواقب أكثر من غيرها، مثل رؤية الذئب ككلب، أو رؤية بحيرة مغطاة بالجليد في حين أنها في الواقع لا تزال غير معتادة.

الوهم هو رؤية الشيء على أنه يمتلك الخصائص التي لا تملكها، هناك أيضا احتمال وجود هلوسة والخبرات الإدراكية كأشياء غير موجودة على الإطلاق، حيث أن الهلوسة شائعة المرتبطة بتناول السلوكيات السلبية والأمراض العقلية، والأشخاص المصابين بالفصام، على سبيل المثال في كثير من الأحيان الإبلاغ عن سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، عند الأوهام والهلوسة تحدث عادة ما نعتبر أن الإدراك قد ارتكب خطأ، وأن القدرة الإدراكية لديها فشل في أداء مهمته بشكل صحيح.

حقيقة أننا نعتبر الإدراك شيئًا يضعنا في اتصال مباشر إلى حد ما مع بيئاتنا الخارجية المباشرة، وأننا نعتقد أن شيئًا ما قد حدث خطأ عندما لا تتوافق تجربتنا الإدراكية مع العالم الخارجي، تعمل على التوضيح كيف نفكر عادة في الإدراك على أنه شيء يقدمه عند العمل بشكل صحيح والعالم لنا بهدف تقديمه بالطريقة التي هو عليه في الواقع، حيث يُقصد بالإدراك أن يلتقط تقريبًا قدرة التفكير والعقل، فالتفكير على عكس الإدراك من حيث أنه لا يشمل بشكل أساسي، ولا يقتصر على هنا والآن.

نمطية العقل في علم النفس

في نموذجية العقل (1983) يقدم جيري فودور الفكرة التي ينقسم إليها العقل من أنظمة متميزة وظيفيًا، بعضها يعرض نمطية، فعلى الرغم من أن نظرية فودور أكثر تعقيدًا وتقنيًا إلى حد كبير، اعتقد علماء النفس والباحثين أن صورته العامة تنسجم جيدًا مع صورتنا والفهم المشترك للعقل، حيث أن المفهوم المعياري للعقل ملتزم بتمييز واضح بين الإدراك والعقل في علم النفس، وقد سيطر الرأي على الدراسات حول التصور والإدراك للعقود الماضية، ولكن على الرغم من نجاحها في الكشف عن عمليات النظام البصري، فإن وجهة النظر مهددة من خلال أدلة واسعة النطاق على أن الحالات المعرفية بشكل روتيني وتتفاعل مع الإدراك.

يميز فودور في كتابه المؤثر بين أنظمة الإدخال وما يسميه مركزيًا، وأنظمة الإدخال هي الأنظمة الأساسية للإدراك، بينما الأنظمة المركزية تكمن وراء الإدراك، وتعتبر وظيفة أنظمة الإدخال هي معالجة المعلومات الناتجة من التحفيز القريب للأعضاء الحسية لجعلها في متناول الجهاز المركزي، بمعنى آخر تعمل أنظمة المدخلات لتمثيل العالم على أنه صنع في متناول الفكر، حيث أن حجة فودور الرئيسية هي أن أنظمة الإدخال، على عكس الأنظمة المركزية هي معياري.

لكي تكون أنظمة الإدخال معيارية بمعنى فودور يجب أن يكون لدينا عدد من الخصائص المشتركة من الناحية النظرية مثيرة للاهتمام، وفي وجود هذه الخصائص المشتركة تختار أنظمة الإدخال نوعًا طبيعيًا، حيث يُفهم النوع الطبيعي على أنه فئة من الظواهر التي تشترك في العديد من الخصائص المثيرة للاهتمام علميًا مهما كانت الخصائص التي تحدد الطبقة.


شارك المقالة: