متى نحتاج التوجيه أو الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


متى نحتاج التوجيه أو الإرشاد النفسي؟

قد لا يهتم معظم العوام من الناس بالمصطلحات الخاصة بعلم النفس وما يتفرّع منه من إرشاد أو علاج أو توجيه نفسي، ولربّما يكون المختون في هذا المجال هم أكثر الأشخاص اهتماماً وتركيزاً في معرفة الفوارق فيما بينهم، وحتّى لا تختلط الأمور عليهم كثيراً عادة ما يقومون بوضع عدد من الاعتبارات التي تسهّل عليهم تمييز طبيعة الحالة وهل تحتاج إلى الإرشاد أو التوجيه أو العلاج، فما هي أبرز الفوارق بين الإرشاد النفسي والتوجيه؟

ما هي أبرز الفوارق بين الإرشاد النفسي والتوجيه؟

1. التوجيه وقائي بينما الإرشاد علاجي:

في صورة شبه يومية نستمع إلى توجيهات إرشادية على نطاق العمل أو على النطاق الاجتماعي أو النطاق الشخصي، ولكنّ هذا التوجيه يتمّ بصورة عامة أو خاصة ولا يقصد به شخص بعينه، فهو وقائي استباقي يحذّر من حدوث مشكلة تشير إليها بعض التنبؤات المستقبلية، مما لا يدع مجالاً للشكّ في أنّ التوجيه أمر شامل يمكن الحصول عليه من المرشدين النفسيين أو الموجهين النفسيين في مجال ما.

بينما الإرشاد النفسي يعالج مشكلة محدّدة بحدّ ذاتها، وربّما يكون العلاج فردياً ويحتاج إلى العديد من الجلسات الإرشادية والمقابلات التي من شأنها أن تحدد طبيعة المشكلة وكيفية العلاج، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من فرص علاج المشكلة كونها واقعة، ويحتاج المسترشد إلى التخلّص منها.

2. التوجيه أعم وأشمل من الإرشاد:

عندما يقوم الموجه بعرض بعض المشاكل العامة فهو يتحدّث عن الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية والعقائدية التي يعاني منها المجتمع، على غرار الإرشاد النفسي الذي يتنازل مشكلة نفسية بحدّ ذاتها ويقوم على محاولة معالجتها بصورة محدّدة.

3. التوجيه يركز على الجوانب النظرية بينما الإرشاد يركز على الجوانب العملية التطبيقية:

من خلال التوجيه يقوم الموجه بعرض بعض المشكلات النظرية التي من الممكن أن تحدث، و حدثت مع أشخاص على سبيل المثال، أما الإرشاد فهو يعالج قضايا ومشكلات حقيقية وقعت بصورة تطبيقية عملية، وهذه المشكلات لا بدّ وأن يتمّ حلّها بصفة شخصية وتحتاج إلى خطط واستراتيجيات خاصة للتعامل معها.

4. التوجيه يسبق عملية الإرشاد:

قد يقوم الموجّه الجيّد بعرض عدد من المشكلات التي يعاني منها المجتمع بصورة عامة، وهذا الأمر يساعد البعض على اكتشف أنّه يعاني من مشكلة نفسية حقيقية تحتاج إلى العملية الإرشادية، بحيث يقوم هذا الشخص بعد الاستماع إلى التوجيه النفسي محاولة الخضوع للعملية الإرشادية لمعرفة ما يعانيه من مشكلة حقيقية على أرض الواقع، وهذه المشكلة الإرشادية تعتبر مرحلة ثانية بعد عملية التوجيه، وفي هذا الوقت لا بدّ وأن يخضع هذا الشخص للعملية الإرشادية بصورة رسمية، ليتم عرض المشكلة التي يعاني منها بشكل خاص وسري أمام مسترشد ماهر قادر على حلّ المشكلة التي يعاني منها باستخدام خطط وحلول ذات فاعلية كبيرة على المستوى الإرشادي.

5. التوجيه لا يحتاج إلى مرشد أو طبيب نفسي على غرار الإرشاد النفسي فهو يحتاج إلى مختص:

من الطبيعي أن يقوم بعملية التوجيه شخص يملك الخبرة والمهارة في النصح والتوجيه، ويكون قادراً على ذكر مواضيع عامة يعاني منها المجتمع بصورة عامة وتحذير المجتمع منها، فقد يتناول موضوع الضغوطات النفسية وأثرها على المجتمع وعلى الفرد ذاته، بينما الإرشاد النفسي عملية تحتاج إلى مختصين مؤهلين ومدرّبين على كيفية التعامل مع المشكلات الإرشادية وقادرين على التواصل الفاعل مع المسترشدين مهما كانت شخصيتهم، ويملكون المهارة في إدارة العملية الإرشادية، ولا يتقف أمامهم أي معضلة وقادرين على استخدام خطط بديلة في التعامل مع المشكلات الإرشادية مهما كانت طبيعة المشكلة أو حجمها، فما يهمّهم هو إيجاد الحلول الإرشادية بصورة جديرة، كون التخصصية التي يمارسونها تساعدهم على إيجاد الحلول.

6. الوقت والجهد في التوجيه يختلف عنه في الإرشاد النفسي:

من خلال مقابلة واحدة أو كلمة أو محاضرة قد يقوم أحد المختصين بتوجيه توجيه وتحذير من قضايا اجتماعية معينة، وهذا التوجيه ينتهي بانتهاء وقت المقابلة ولا يحتاج إلى المتابعة أو إلى الخطط الاستراتيجية والخطط البديلة، على غرار العملية الإرشادية فهي تحتاج إلى تحضير مسبق وإعداد للأهداف بصورة مركّزة، ووضع بعض الخطط البديلة ليتم إدارة العملية الإرشادية بصورة دقيقة ناجحة، وهذه العملية تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد الذي يصل في بعض الحالات إلى ما يزيد عن العام الواحد وربّما أكثر حسب طبيعة المشكلة.


شارك المقالة: