الذكر والأنثى في الإرشاد النفسي:
من الطبيعي أن يقع الذكور في بعض المشاكل التي تحتاج إلى علم الإرشاد النفسي، وهذا الأمر يجعل من الإناث أيضاً عرضة لبعض هذه المشاكل، ولا يوجد إحصائية صحيحة تثبت أنّ أحدهما يتفوّق على الآخر في هذا المجال، وهذا الأمر من شأنه أن يعطي بعض الخصوصية لكلّ جنس ضمن الأطر الصحيحة لعلم الإرشاد النفسي دون أي محاباة مع جنس على حساب آخر، وبالتالي فإن الإرشاد النفسي بجوهره الصحيح لا يختلف باختلاف الجنس.
ما أبرز الفروق بين الجنسين في الإرشاد النفسي؟
1. طبيعة الشخصية:
تختلف طبيعة الشخصية لدى الذكور عنها لدى الإناث وذلك بسبب التركيبة الجسمانية وطبيعة الهرمونات، والاندفاعية، وفسيولوجيا الجسم، حيث أنّ هذه العوامل تجعل من طريقة التعامل مع الإناث تأخذ جانباً أكثر حذراً وأكثر خصوصية منه لدى الذكور، على الرغم من أنّ علم النفس بصورة عامة وعلم الإرشاد النفسي بصورة خاصة يقومان على مبدأ السرية التامة وعدم البوح بأسرار المسترشد مهما كلّف الأمر.
2. طريقة التفكير:
إنّ طريقة تفكيرنا واحدة إلّا أنّ هناك بعض الفوارق التي تميّز الذكر عن الأنثى، وهذه الفوارق لا بدّ وأن يكون المرشد النفسي مطّلعاً عليها من خلال طريقة التفكير والتحليل والاستنتاج، وبالتالي فإنّ طريقة تعامل الأنثى مع المواقف التي تمرّ بها تختلف عن طريقة تعامل الذكر التي تميل إلى الخشونة أو المواجهة أو العنف.
3. العاطفة:
لا يمكن أن تكون العاطفة حكر على جنس دون آخر، ولكن العاطفة التي تمتلكها المرأة أكثر تأثيراً على صناعة القرار منها لدى الرجل، حيث أنّ الرجال يحتكمون في كثير من شؤون حياتهم إلى العقل والمنطق ويحاولون أن يحيدوا بالعطفة جانباً، على العكس من الإناث اللواتي تأخذ العاطفة لديهن حيّزاً كبيراً وخاصة في صناعة واتخاذ القرار.
وهذا الأمر من شأنه أن يساعد المرشد النفسي في وضع خطط استراتيجية تتناسب وطبيعة الذكر أو الأنثى، وأن يكون التحليل والاستنتاج مبنياً على بعض الأسس الخاصة بالعاطفة والعقل، وأن يتمّ الابتعاد عن الأحاسيس المفرطة في التعامل مع المسترشدين في مجال الإرشاد النفسي وخاصة العنصر النسائي لتكون العملية الإرشادية صحيحة وخالية من العيوب.