جميع الأشخاص يستخدمون لغات مختلفة في التعبير، حيث يستخدم البعض كلمة رُهاب حتى يصفو الخوف والارتعاش الطبيعي، الذي ينتج عن الخوف من أي شيء، حيث أنّ هذا مفهوم خاطىء، فمن هنا جاءت أهمية التمييز بين الخوف والرهاب بأنواعه والعلاج النفسي لكلا الحالتين.
الفرق بين الرهاب والخوف
تبدأ غالباً حالة الخوف من الشهور الأولى، فيكون أول مخاوف الطفل بأن يخاف من الانفصال عن والديه أو عمّن يحب، يظهر ذلك من خلال بكاء الطفل الصغير عندما تبتعد أمه عنه، حيث تتطور مراحل الخوف وفقاً لتطورات الفرد في حياته، فكلما كبر الطفل زادت مخاوفه، فمثلاً الخوف من الحقن، من الممكن أن يتزايد عند الطفل، فعندما يصل الطفل إلى عمر سنوات يكون خوفه من الحقن أكبر من خوفه من الحقن في الأشهر الأولى من عمره، يعود السبب في ذلك الى نمو الإدراك لدى الطفل.
يعود أساس الرُّهاب إلى الخبرات السلبية التي من الممكن أن يكون الطفل قد مر بها من قبل في صغره، كذلك قد تكون بسبب ذكرى سيئة قد تعرض لها الفرد وهو كبير أيضاً، من الممكن أن تكون هذه الخبرات وراثية أيضاً، من جانب آخر من الممكن أن تتزايد هذه المخاوف إذا تعرَّض الإنسان لحادث مخيف، مثل عضة كلب، التعرض لحادث سير.
مثلاً يقوم الفرد بترسيخ فكرة الخوف من الكلاب في ذهنه؛ لأنّها ترتبط بالأذى وتسبب له القلق، فيبدأ المخ بشكل تلقائي بتفسير هذا القلق على شكل خوف شديد، ثم يأتي الإرهاب الحقيقي مع بعض الأعراض مثل صعوبات في التنفس والتعرُّق، مع وجود حاجة ملحَّة للهروب من الوضع الذي يسبب ذلك الشعور، في بعض الأحيان يصاحب ذلك خوف وشيك من الموت.
إذا كان أي شخص يعاني من الرُهاب الحقيقي، فيمكن معالجته والتغلب عليه، بدايةً يجب أن يكون متأكد أنَّ العلاج مهم ومفيد؛ لأنّ تجاهل هذه المشكلة لن يفيد في حلها، بل هو يزيد الأمر سوءاً، حيث أكدت الدراسات والأبحاث إلى أنَّ المخاوف الأكثر صعوبة تؤدي بالشخص إلى أن يتجنب الأشياء التي يخاف منها، بالتالي تتفاقم المشكلة ويزداد الخوف والهلع.