الفرق بين الذهان الوظيفي والعضوي

اقرأ في هذا المقال


من الصعب تحديد حدود الذهان بوضوح من فئة الاضطرابات العقلية الأقل حِدّة والمعروفة باسم العصاب؛ لأن العصاب قد يكون شديد أو معاق أو غير منظم في آثاره لدرجة أنه يشكل بالفعل ذهان، ومع هذا يُظهر المرضى الذين يعانون من أمراض ذهانية معروفة إحساس مضطرب بالواقع وعدم تنظيم في الشخصية التي تميزهم عن العصابين.

الفرق بين الذهان الوظيفي والعضوي

إن الأعراض الرئيسية المحددة للذهان هي الهلوسة والأوهام، الهلوسة هي تصور حسي يختبره الشخص المصاب فقط، لا يشاركها الآخرون، على سبيل المثال قد يسمع الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة صوت يأمرهم بالانتحار أو إيذاء أنفسهم، ولكن لا يمكن لأي شخص آخر سماع هذا الصوت.

والوهم هو اعتقاد لا يمكن تصديقه للآخرين، عادة ما يكون للاعتقاد الذي يعبر عنه الشخص المصاب أساس ضئيل في ماضي الشخص المصاب، ويمكن لأي شخص أن يعاني من الهلوسة والأوهام أو أحدهما، غالبًا ما تكون الهلوسة والأوهام ناتجة عن اضطراب أو تغيير في وظائف المخ.

يمكن تقسيم الذهان إلى فئتين: عضوي ووظيفي، يتميز الذهان العضوي بأنه يعود إلى أسباب عضوية مثل وجود خلل بوظيفة غير طبيعية للدماغ ناتجة عن خلل جسدي واضح، والذي يكون في أغلب الحالات مرض عضوي في الدماغ، ومع ذلك فإن وظيفة الدماغ المتغيرة التي تسبب الهلوسة والأوهام ترتبط في كثير من الأوقات باضطرابات نفسية معينة، والتي يتم تصنيفها على أنها ذهان وظيفي.

الذهان الوظيفي

لا يعود هذا النوع إلى أي سبب عضوي أو تشريحي، الفصام هو من أنواع الذهان الشائعة وأكثرها خطورة وإعاقة، وتظهر أعراض الفصام عادةً لأول مرة خلال سنوات المراهقة أو بداية حياة البلوغ، وتتمثل الأعراض الأولية في وجود الهلوسة والأوهام، والكلام والسلوك غير المنظم، ونقص التعبير العاطفي، ونقص ملحوظ في الطاقة.

ومن أجل إجراء تشخيص نهائي لمرض الفصام، ينبغي أن تكون هذه العلامات موجودة لمدة ستة أشهر على الأقل وينبغي أن تضعف قدرة الشخص على ممارسة أعماله، مسار المرض متغير يعاني بعض مرضى الفصام من نوبة حادة واحدة ثم يتعافون بشكل دائم؛ ويعاني آخرون من نوبات متكررة مع فترات من الهدوء بينهما؛ ولا يزال البعض الآخر مصاب بالذهان المزمن ويجب إدخالهم إلى المستشفى بشكل دائم.

والذهان الوظيفي يشمل الاضطرابات التي تحدث في المزاج، والتي تُعرف كذلك باسم الاضطرابات العاطفية وتتضمن الأمثلة الاضطراب ثنائي القطب والاضطراب الاكتئابي الأساسي، وتتميز اضطرابات المزاج بحالات من الاكتئاب الشديد والمطول، أو الهوس الشديد، أو الدورات المتناوبة لكلا من هذه الاضطرابات المزاجية. ويمكن للاكتئاب وحده أن يكون ذهانيًا إذا كان شديد ومسبب للإعاقة بدرجة كافية، وخاصة إذا كان مصحوب بأوهام أو هلوسة أو جنون العظمة.

ويصعب علاج الذهان الوظيفي، والعلاجات الدوائية هي النهج الأكثر شيوعًا ونجاحًا، ومن الصعب تطبيق التحليل النفسي والعلاجات النفسية الأخرى، التي تستند إلى تطوير نظرة المريض إلى صراعاته العاطفية الأساسية المفترضة على مرضى الذهان.

الذهان العضوي

يمكن أن تؤثر العديد من الحالات الطبية على وظائف المخ وتسبب أعراض الهلوسة والأوهام، على سبيل المثال الخرف هو فقدان تدريجي للقدرات الفكرية، مثل التذكر والتفكير والانتباه والإدراك، وفي الغالب ما تكون حالة مزمنة الهذيان الذي يحدث عادةً في مرضى الخرف هو حالة وعي مشوشة وغامضة وعادة ما تكون حالة مؤقتة فقط.

والخرف هو المتلازمة الرئيسية في الذهان العضوي الأكثر شيوعًا وانتشارًا، وهو مرض الزهايمر، يعاني الشخص المسن المصاب بهذا المرض من الارتباك المزمن وفقدان الذاكرة وقد يعاني من جنون العظمة أو تغيرات أخرى في الشخصية، ويصبح فقدان الذاكرة بعيد المدى بشكل متزايد، ويصبح المريض خامل بشكل تدريجي.

وتؤدي الاضطرابات في تدفق الدم إلى الدماغ بسبب تصلب الشرايين الدماغي إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض مرض الزهايمر، وتشمل الحالات الطبية الأخرى المتعلقة بالذهان مرض الغدة الدرقية ونقص الفيتامينات والصرع ومرض والتهاب الدماغ، ويمكن أن تسبب اضطرابات النوم أو الحرمان الحسي المطول إلى الهلوسة والأوهام.

وفي النهاية يمكن القول، بأن هؤلاء المرضى يعتقدوا في كثير من الأحيان أنه لا يوجد شيء خاطئ معهم، على الرغم من الأدلة الملموسة على عكس ذلك، ويتضح من سلوكهم المشوش أو الغريب، وقد يحتاج مرضى الذهان دخول المستشفى؛ لأنهم لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم أو لأنهم قد يشكلون خطر على أنفسهم أو على الآخرين.


شارك المقالة: