الفرق بين الفرد ذو الاحتياجات الخاصة والفرد العادي

اقرأ في هذا المقال


الفرق بين الفرد ذو الاحتياجات الخاصة والفرد العادي:

أوضحت العديد من الدراسات الحديثة أن الفرق بين الفرد ذو الاحتياجات الخاصة والفرد السوي ليس كبيرة لدرجة إهمال ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم الاهتمام بهم، إن الفرق بينهما يكون في درجة الصفة التي حصلت فيها الإعاقة، فذوي الاحتياجات الخاصة مثلهم مثل الأشخاص العاديين تماماً له مشاعر وأحاسيس ويفكر ويتعاطف مع ويتفاعل معهم حسب شدة إعاقته.

ومن جانب آخر فإن الإعاقة تترك جانب نفسية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم ، مما يولد لدى الفرد ذو الاحتياجات الخاصة حاجات خاصة وأحاسيس متقلبة تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ولذلك كله نجد أن معظم علماء التربية وعلم النفس المحدثون يميلون إلى استعمال مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة بدلاً من مفهوم المعوقين، ويؤكدون بشدة على أهمية الاهتمام بهذه الفئات من أفراد المجتمع والمحيطين بهم من أجل  تعديل اتجاهاتهم نحو أنفسهم ونحو الآخرين.

وبالإضافة إلى إعداد الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ليقوموا بدور فعال تجاه رعاية أنفسهم والاعتماد على الذات والمساهمة في خدمة المجتمع، وإن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ليس جديدة في حد ذاته، كما اهتم الخلفاء الراشدون لذوي الاحتياجات الخاصة فنجد (عمر بن عبد العزيز) رضي الله عنه يأمر بحرص على ذوي الاحتياجات الخاصة وتخصيص مرافق لكل كفيف، وخادم لكل مقعد.

دور المجتمع في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة:

يوجد العديد من الأدوار التي يقوم بها المجتمع من أجل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، للوصول بهم إلى الأفضل سواء أكانت من جانب اجتماعي أو رعاية صحية وطبية أو توفير فرص تعلم مناسبه وملائمة تناسب قدراتهم وإمكاناتهم.

1-  الدور الأول الرعاية الاجتماعية:

وتتمثل الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من الأمور ومنها، أن ينظر إليهم أفراد المجتمع نظرة عادية لا تشير إلى الشفقة، ومساهمة الأثرياء في تقديم المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، والاهتمام بالتوسع في إقامة المؤسسات التربوية الخاصة بكل فئة منهم، والإعداد المهني لهم استعداداً للإستقلال والإعتماد على النفس وتكوين الأسرة، والإعداد الاجتماعي الذي يساعد الفرد ذو الاحتياجات الخاصة على التكيف والصحة النفسية.

2-  الدور الثاني إتاحة فرص التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة:

إن تعلم الفرد ذو الاحتياجات الخاصة وتأهيله مهنياً يسهم في عدة أمور ومنها زيادة خبراته في الحياة، والتقليل من الشعور بالدونية، وتنمية قدراته العقلية وانفتاح العقل لكثير من أمور الحياة، وإتاحة فرص المنافسة الشريفة بينه وبين زملائه العاديين مما يحقق له الثقة بالنفس واحترام الذات، والقدرة على معاصره التقدم العلمي وسهولة استعمال التقنيات الحديثة.

وأيضاً الدمج التربوي لذوي الإعاقات البسيطة في الصفوف العادية، مع العلم أن الدمج التربوي يرتكز على ثلاثة محاور هي، مرونة البرامج الدراسية في الصفوف العادية من حيث ملائمة المناهج الدراسية لحاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يدرس ذوي الاحتياجات الخاصة نفس المناهج الدراسية العادية بجانب برامج إضافية خاصة بهم، واستعمال أساليب التقييم المستمر التي توفر البيانات عن مدى نجاح البرنامج.

والتخطيط الواعي والمنظم لتنفيذ عمليات الدمج التربوي للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال التأكد من قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج في الصفوف العادية، وإعداد ذوي الاحتياجات الخاصة نفسية للاندماج مع العاديين و تعريفهم بكيفية التعامل مع الكتاب ومع الدرس ومع المعلم ومع الزملاء داخل الصفوف، وتهيئة الطلاب العاديين لتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة بينهم وتوجيههم لكيفية التعامل معه.

تعديل أساليب وطرق التدريس بما تتناسب مع حالات الإعاقة التي تكون موجودة لدى الفرد ذو الاحتياجات الخاصة، وتطوير المحتوى الدراسي المقرر حتى يتمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من فهمها واستيعابها، وإعداد وتدريب المعلمين المتخصصين في هذا المجال على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وطرق تدريسهم، وأهمية استعمال غرفة المصادر من أجل تحقيق التقدم المطلوب والمرجو من الفرد ذو الاحتياجات الخاصة.

3-  الدور الثالث الرعاية الصحية والطبية:

وتتمثل الرعاية الصحية والطبية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في الكشف الطبي على ذوي الاحتياجات الخاصة لتحديد نوع الإعاقة ونوع الخدمات الطبية اللازمة، وتوفير الأجهزة الطبية التي تساهم في تقديم العون ذوي الاحتياجات الخاصة في التغلب ولو جزئية على حالة الإعاقة التي تكون لدى الفرد سواء أكانت كراسي متحركة أو سماعات طبية.

والإعداد البدني لذوي الاحتياجات الخاصة من حيث تنمية قدراته ولياقته البدنية أو تنشيط العضو المتأثر بالإعاقة لرفع درجة كفاءته إلى أكبر قدر ممكن، والمتابعة الصحية المستمرة لحالة الفرد ذو الاحتياجات الخاصة والكشف الدوري للفرد ذو الاحتياجات الخاصة كل فترة.


شارك المقالة: