الفرق بين النظرية البنائية والنظرية السلوكية في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


إن النظريات الحديثة في التدريس التربوي ترى بأن عملية التعلم بصورة حقيقية لن تتم من خلال بناء الشخص المتعلم على ما سمعه أو قام بحفظه عدة مرات وعدة أيام مع المدرس التربوي، وتؤكد النظرية البنائية أن الشخص المتعلم يقوم على بناء معارفه ومعلوماته الداخلية من خلال التأثر بالبيئة والمجتمع المحيطان به وبناءً على اللغة أيضاً.

ما هو الفرق بين النظرية البنائية والنظرية السلوكية في التدريس التربوي؟

إن لكل شخص متعلم طريقة خاصة في فهم واستيعاب المعرفة والمعلومة وليس كما يريد المعلم التربوي، ولذلك إن بذل الجهد الكبير من قبل المدرس التربوي من أجل إيصال المعارف والمعلومات وبناءها للشخص المتعلم ليس مجدي وفعال بقدر ما يريدها عقل الشخص المتعلم نفسه.

هناك العديد من الاختلافات الجوهرية بين النظرية السلوكية والبنائية في التدريس التربوي، وتتمثل هذه الفروق والاختلافات من خلال ما يلي:

1- إن الاختلاف واضح بين هاتين النظريتين في التدريس التربوي، حيث إن النظرية السلوكية تَعتَبر أن التعليم هو عبارة عن عملية نقل للمعارف والمعلومات إلى الشخص المتعلم، بينما أن التعلم من وجهة نظر النظرية البنائية في التدريس التربوي ترى أنه لم يبدأ عند هذه النقطة، وإنما أنه يبدأ بعد هذه النقطة، أي أن عملية التعلم تحدث بعد وصول المعارف والمعلومات إلى الشخص المتعلم، ويقوم هو بالقيام على تكوين المعنى الذاتي للمعرفة.
 
2- إن النظرية السلوكية تقوم بالعناية بسلوك الشخص المتعلم الظاهري، بينما تعتني النظرية البنائية في العمليات المعرفية الموجودة داخل الشخص المتعلم.
3- إن دور المدرس التربوي في النظرية السلوكية هو القيام على تحضير وتهيئة البيئة التعليمية؛ من أجل تشجيع الأشخاص المتعلمين على تعلم السلوك المحبب والمطلوب، بينما يقوم المعلم التربوي في النظرية البنائية في التدريس التربوي على تحضير وتهيئة البيئة التعليمية من أجل جعل الشخص المتعلم يقوم على بناء معارفه من تلقاء نفسه.
4- يوجد اختلاف بين هاتين النظريتين وجميع النظريات الأخرى المتبعة في التدريس التربوي، من حيث إجراءات التقويم، فبعضها يقوم على التركيز على الاختبارات المعيارية، والآخر على الاختبارات محكية المرجع، أو تقوم على استعمال الأسئلة المفتوحة.


شارك المقالة: