اقرأ في هذا المقال
- هل يؤثر تفكير العقل على أعضاء الجسم
- علاقة الفكر بالصحة
- تأثير طبيعة الأفكار في الدماغ البشري
- كيف يشكل التفكير حياتنا الصحية
إنَّ الجسد والعقل يكمّل كل منهما الآخر علماً أنَّ ما يزيد على 90% من الأمراض العضوية يرجع سببها إلى الفكر وهذا علمياً يسمى (سيكو، سومانك) ومعنى سيكو العقل، وسومو الجسد والمقصود هنا أنَّ العقل سيكو يفكر ويؤثر مباشرة على الجسد سومو.
هل يؤثر تفكير العقل على أعضاء الجسم
ما يفكر به العقل يؤثر مباشرة على كافة أعضاء الجسم الداخلية والخارجية، مثل تعبيرات الوجه وتحركات الجسد والأعضاء الداخلية له، وزيادة ضربات القلب وتغيّر في درجة حرارة الجسد وكيفية التنفس واختلاف ضغط الدم مِمَّا يؤثر بشكل مباشر على الكلى والكبد والطحال والمعدة والرئة.
علاقة الفكر بالصحة
لقد ساد الاعتقاد أنَّ سبب أمراض الجسد هو الجسد نفسه فقط، أي أنَّها تنشأ في الجسد وتنتهي فيه، ومع تطور الطب ظهر علم الطب النفسي في بداية القرن العشرين والذي انطلق خارج نطاق المحسوس والملموس ليتناول تأثير النفس البشرية وما تحويه من مشاعر وأحاسيس على الجسد.
تأثير طبيعة الأفكار في الدماغ البشري
أظهرت الدراسات قوة تأثر طبيعة الأفكار على الدماغ البشري وعلى جهاز المناعة، وهذا ما يفسر تكاثر الأمراض خاصةً في المناطق التي يكثر فيها الجهل والركود الفكري نسبة إلى المناطق التي يتمتع أهلها بنسبة لا بأس بها من الوعي.
فالعصبية مثلاً، والناتجة عن التوتر والفوضى الفكري بالدرجة الأولى، ترفع مستوى الأدرينالين والكورتيزول في الجسم مِمَّا يؤثر بشكل سلبي على جهاز المناعة.
كيف يشكل التفكير حياتنا الصحية
في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن العلاقة بين الفكر والحالة الصحية أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد في الماضي، حيث أن الأفكار والمعتقدات والتوجهات العقلية لها تأثير كبير على الجوانب المختلفة من صحتنا الجسدية والنفسية، يمكن للفكر الإيجابي أن يعزز الصحة والعافية، في حين أن الأفكار السلبية قد تؤدي إلى مشكلات صحية.
تأثير الفكر الإيجابي على الصحة
الفكر الإيجابي ليس مجرد حالة من الشعور الجيد؛ بل هو أداة فعالة يمكنها أن تؤدي إلى تحسين الصحة العامة. الأبحاث تشير إلى أن التفكير الإيجابي يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والقلق، ويحسن من وظائف الجهاز المناعي، ويزيد من مستويات الطاقة والتحفيز، مما يؤدي في النهاية إلى حياة أطول وأكثر صحة.
التحكم في الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية يمكن أن يعزز من قدرة الجسم على مواجهة الأمراض. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يمارسون التفكير الإيجابي بانتظام يمكنهم تحسين مزاجهم وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بصحة القلب والجهاز المناعي.
الفكر وتأثيره على الجهاز العصبي
العقل والجسم مرتبطان ارتباطًا وثيقًا عبر الجهاز العصبي. الأفكار السلبية والمشاعر المرتبطة بها مثل الخوف والغضب يمكن أن تسبب زيادة في هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. هذه الهرمونات، عند زيادتها لفترات طويلة، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وضعف الجهاز المناعي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
في المقابل، الأفكار الإيجابية والتحكم في الانفعالات يمكن أن يعزز من نشاط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي (Parasympathetic Nervous System)، الذي يرتبط بالراحة والاسترخاء، مما يساهم في خفض مستويات التوتر وتحسين صحة القلب.
دور العقلية في التكيف مع الأمراض
الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع المرض يمكن أن تحدد بشكل كبير نتائج العلاج. الأشخاص الذين يتبنون موقفًا إيجابيًا تجاه علاجهم ويثقون في قدرتهم على التعافي يظهرون عادةً تحسنًا أكبر مقارنةً بأولئك الذين يستسلمون للأفكار السلبية واليأس. العقلية الإيجابية يمكن أن تحفز الجهاز المناعي وتزيد من فعالية العلاجات الطبية.
التأمل واليقظة الذهنية
أحد الأساليب التي أثبتت فعاليتها في تعزيز الصحة العقلية والجسدية هو التأمل واليقظة الذهنية. هذه الممارسات تساعد في تهدئة العقل وتقليل التوتر، مما يؤدي إلى تحسين الصحة العامة. التأمل يمكن أن يساعد في تخفيض ضغط الدم، وتحسين جودة النوم، وتعزيز جهاز المناعة.
الفكر هو قوة ذات تأثير كبير على صحتنا، سواء كان تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا، فإن ما نفكر فيه وكيفية تفكيرنا يلعبان دورًا محوريًا في تحديد مدى صحة أجسادنا وعقولنا. عبر تبني التفكير الإيجابي، وممارسة التأمل، والتكيف بشكل إيجابي مع التحديات الصحية، يمكننا تحسين نوعية حياتنا والحفاظ على صحة أفضل. العقل ليس مجرد أداة للتفكير، بل هو جزء أساسي من الصحة العامة والعافية.