اقرأ في هذا المقال
يرسم كل إنسان في داخله صورة ذات شكل معين عن نفسه في جميع أركان حياته، تلك الصورة قد تكون سبباً من أسباب الفشل أو النجاح أو السعادة أو التعاسة و يكون كل ذلك بسبب التفكير.
ما هي الصورة الذاتية
الصورة الذاتية: هي فكرة الفرد عن ذاته والتصوّر الافتراضي الذي يحدث داخل العقل، بعد ذلك يمتدّ التأثير لبقية أجزاء الجهاز العصبي وصولاً إلى الأفعال التي توّلد لدينا العادات والتقاليد والقيم، فهي قناعات الفرد عن نفسه، أي لو سألتك من تكون أنت؟ عرّف عن نفسك؟ هنا تكون الإجابة هي صورتك الذاتية التي تراها داخل نفسك.
الصورة الذاتية هي تصور الفرد لنفسه، وهي تشمل جميع الأفكار والمشاعر التي يحملها الشخص تجاه نفسه. هذه الصورة يمكن أن تكون إيجابية، حيث يرى الفرد نفسه على أنه قادر وذكي وجذاب، أو سلبية، حيث يشعر الفرد بالنقص والضعف وعدم الكفاءة. الصورة الذاتية تتكون على مر الزمن، وتتأثر بالعديد من العوامل مثل التجارب الشخصية، والتربية، والتفاعل مع الآخرين، والرسائل المجتمعية.
لماذا الصورة الذاتية هي مفتاح التغيير
لأنَّ العقل الذي يقوم بتوجيه كل الأفعال ويتحكّم بنظام الإنسان العصبي الذي يحفظ فيه هذه الأفعال ويسيطر على النظام الذي تخزن فيه كل القيم والعادات على شكل استجابات ذهنية عصبية، تتحكم فيه قوانين عديدة من أهمها قانون التطابق.
بمعنى أنَّ العقل لا بدّ أن يتوافق ما في داخله مع الصورة الشخصية للفرد عن نفسه، فإذا كانت الصورة الشخصية للشخص عن نفسه الكسل والإحباط والفشل فسوف يتطابق العقل مع هذه الصورة، وسوف يرسل هذه الأوامر إلى الجهاز العصبي نظراً لهذه الأوامر، وسوف ينتج عادات سلبية وسيئة، ولكن إذا كانت الصورة الذهنية الشخصية للفرد عن نفسه انطباعات إيجابية مثل النجاح والنشاط والذكاء فسوف يتوافق ما في داخل العقل مع الصورة الشخصية الذاتية، وسينتج عادات إيجابية وحسنة تساعدنا على التقدّم والنجاح، إذاً فتغيير الصورة الذاتية هو المفتاح الحقيقي للنجاح والتقدم والتطور.
دور الفكر في تشكيل الصورة الذاتية
الفكر هو أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على الصورة الذاتية. الطريقة التي يفكر بها الشخص تجاه نفسه تلعب دورًا كبيرًا في كيفية رؤيته لذاته. إذا كان الشخص يميل إلى التفكير بشكل إيجابي، فسيكون لديه صورة ذاتية إيجابية. على العكس، إذا كانت أفكاره سلبية، فقد يطور صورة ذاتية سلبية تؤثر على حياته.
الفكر الإيجابي: التفكير الإيجابي يمكن أن يعزز الثقة بالنفس ويقوي الصورة الذاتية. عندما يركز الشخص على جوانب قوته وإنجازاته، فإنه يبني صورة ذاتية قوية ومتفائلة.
الفكر السلبي: الأفكار السلبية والمتشائمة يمكن أن تؤدي إلى صورة ذاتية ضعيفة. إذا كان الشخص يركز على نقاط ضعفه ويعتقد أنه غير قادر على تحقيق أهدافه، فإنه قد يشعر بالإحباط وعدم الرضا عن نفسه.
تأثير الصورة الذاتية على السلوك
الصورة الذاتية تؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد. الشخص الذي يحمل صورة ذاتية إيجابية يميل إلى أن يكون أكثر ثقة بالنفس وأكثر استعدادًا لمواجهة التحديات. على النقيض، الشخص الذي لديه صورة ذاتية سلبية قد يتجنب المواقف الصعبة، ويشكك في قدراته، ويكون أقل قدرة على تحقيق النجاح.
الثقة بالنفس: الصورة الذاتية الإيجابية تعزز الثقة بالنفس، مما يساعد الشخص على اتخاذ قرارات أكثر جرأة والمجازفة في مجالات جديدة.
الخوف من الفشل: الصورة الذاتية السلبية قد تؤدي إلى الخوف من الفشل، مما يجعل الشخص يتردد في اتخاذ خطوات نحو تحقيق أهدافه.
كيف يمكن تغيير الصورة الذاتية من خلال الفكر
يمكن للفرد أن يغير صورته الذاتية من خلال تغيير طريقة تفكيره. هذه العملية تتطلب وعيًا وإرادة لتطوير نمط تفكير جديد.
التعرف على الأفكار السلبية: الخطوة الأولى هي التعرف على الأفكار السلبية التي تؤثر على الصورة الذاتية. يمكن أن يشمل ذلك الانتباه إلى الحديث الذاتي السلبي أو التصورات غير الواقعية عن الذات.
تغيير الفكر: بعد التعرف على الأفكار السلبية، يجب العمل على تغييرها. يمكن القيام بذلك من خلال إعادة صياغة الأفكار السلبية بطريقة أكثر إيجابية وبناءة.
تعزيز الفكر الإيجابي: يمكن تعزيز الفكر الإيجابي من خلال التركيز على النجاحات والإنجازات وتقدير الذات. هذا يعزز من الصورة الذاتية ويجعلها أكثر إيجابية.
دور الدعم الاجتماعي والمجتمعي
الدعم من الآخرين يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تشكيل الصورة الذاتية، تفاعل الفرد مع الآخرين وكيفية تعاملهم معه يمكن أن يعزز من أفكاره الإيجابية أو السلبية عن نفسه.
الدعم الإيجابي:التفاعل مع الأشخاص الذين يقدمون الدعم والتشجيع يعزز من الأفكار الإيجابية ويقوي الصورة الذاتية.
النقد السلبي: التعرض للنقد السلبي المستمر يمكن أن يؤثر سلبًا على الصورة الذاتية ويعزز من الأفكار السلبية.
الفكر يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الصورة الذاتية، والتي بدورها تؤثر على سلوك الفرد وحياته اليومية. من خلال تطوير نمط تفكير إيجابي والعمل على تعزيز الصورة الذاتية، يمكن للفرد تحقيق نجاح أكبر والشعور بالرضا عن نفسه. المفتاح هو الوعي بأفكارنا والعمل على تغييرها عندما تكون سلبية، مما يؤدي إلى بناء صورة ذاتية قوية وإيجابية تساعدنا على تحقيق أهدافنا.