إنّ ما نتوصّل إليه من قناعات وحلول واستنتاجات ليست بالأمر المقدّس الذي لا يمكن المساس بمصداقيته، فنحن كبشر نخطئ ونصيب، ولا يوجد من وصل إلى درجة الكمال، وتبقى المدينة الفاضلة حلماً يستحيل أن يتم إيجاد سكانها، فكما أن آرائنا صحيحة فغيرنا يعتقد أيضاً بأنّ آراءه صحيحة أيضاً، فإذا تعنّت الكلّ برأيه سنقع في فخّ الشكوك وعدم تجديد الأفكار، وبالتالي عدم التطوّر.
هل يوجد ترابط بين أفكارنا التي نتوصل إليها وبين ما نؤمن بصوابه؟
إنّ النتائج التي نتوصّل إليها بأنفسنا ،تعتبر أكثر إقناعاً من الأفكار والآراء التي يخبرها غيرنا بها، والأراء التي تتبلور في عقولنا تدفع بشكل تلقائي كافة الآراء والأفكار التي تتشكّل خارجها، فهناك ترابط وثيق بين الأفكار التي نتوصّل إليها، وبين ما نقتنع بصحته ونؤمن بصوابه.
عندما نفكّر بأنفسنا ونقلّب الأفكار برأسنا، ستنتهي بنا الحال إلى نتيجة ذاتية نتبناها بكلّ إخلاص، وندافع عنها بشدّة مهما بدت ساذجة أو خاطئة لغيرنا، والنتائج الذاتية التي نتوصّل إليها بأنفسنا قد تكون إيجابية تعمل لصالحنا أو سلبية تعمل ضدّنا، غير أننا لا نفرّق غالباً بين الإثنين لوجودنا في موقف مزدوج يجعلنا بمثابة الخصم والحكم، وبالتالي يختلّ التوازن لدينا والنقد السليم.