تظهر ظاهرة القيم المؤقتة، حينما يقول الآخرون بأنَّهم يؤمنون بشيء ما، لكنّهم في الحقيقية يقومون بفعل شيء آخر، حيث يقولون بأنَّهم يؤمنون بالصدق والصراحة، ولكنّهم يكذبون عندئذ إذا تيسّر لهم ذلك وكان الكذب يخدم مصلحتهم الشخصية، أو يبرّرون بذلك أكاذيب الآخرين، فالمرء يعرف بالشيء الذي يقوم على فعله، وليس بما يقوله.
ماذا نفعل تحت وطأة ضغط الظروف؟
بعض الأشخاص يتعرضون للتشويش بسبب عواطفهم، ويعتقدون أنَّه ما دامت نواياهم طيبة ومخلصة، فلا ضير على أفعالهم مهما كانت نتيجتها، فهم يعتقدون أنَّهم إذا تمنّوا شيئاً ما، فيعقدون حسن النيّة بذلك بعيداً عن النوايا السلبية السيئة، فما يُعرِب عن حقيقة شخصيتنا الداخلية، هو فقط ما نقدم عليه حين نضطر للاختيار، وخصوصاً تحت وطأة الضغط.
من أجل نجاحنا وسعادتنا، لا بدّ وأن نكون أمينين، دون أي مجال للتهاون مع كلّ شخص نعرفه أو نتعامل معه، سواء في حياتنا الشخصية، أو في مسارنا المهني، فما من شيء سوف يكسبنا مساندة الآخرين، على نحو أسرع من اكتسابنا لسمعة المرء ذو الشخصية والنزاهة والصدق والأمانة، وفي الوقت نفسه فما من شيء سوف يدمّر سمعتنا، ويعوق تقدمنا المهني أسرع من اكتسابنا لسمعة المرء الذي لا يُعتَمد عليه، ولا يثق فيه الآخرون.