القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس في أن الموضوعية هي غياب الالتزامات المعيارية والمثالية الخالية من القيمة، فإذا كانت الموضوعية في مجال وجود المعرفة التجريبية، وإذا كانت الاختلافات حول الأحكام القيمية لا يمكن تسويتها بالاستراتيجيات التجريبية، فلا مكان للقيم في العلم وما يجعل هذا الحدس أكثر دقة.

القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس

تعبر القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس عن المثالية الخالية من القيمة، والتي تعبر عن مجموعة من المراحل التي قد تؤثر فيها القيم على العلم، من حلال اختيار مشكلة البحث العلمي، وجمع الأدلة المتعلقة بالمشكلة، وقبول فرضية أو نظرية علمية كإجابة مناسبة للمشكلة على أساس الأدلة، وتكاثر وتطبيق نتائج البحث العلمي.

يتفق معظم علماء النفس على أن دور القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس مثير للجدل فقط فيما يتعلق بالأبعاد الخاصة بجمع الأدلة المتعلقة بالمشكلة، وقبول فرضية أو نظرية علمية كإجابة مناسبة للمشكلة على أساس الأدلة، ومن المقبول عالميًا أن اختيار مشكلة البحث غالبًا ما يتأثر بمصالح علماء النفس الفرديين والمجتمع ككل.

قد يجعل هذا التأثير العلم أكثر سطحية ويبطئ تقدمه على المدى الطويل، لكن له فوائد أيضًا من حيث تركيز علماء النفس على تقديم حلول لتلك المشكلات الفكرية، التي يعتبرها المجتمع ملحة وقد تحسن بالفعل حياة الناس، وبالمثل من الواضح أن انتشار وتطبيق نتائج البحث يتأثران بالقيم الشخصية لمحرري المجلات والمستخدمين النهائيين لها، ولا يمكن فعل الكثير حيال ذلك.

يدور الجدل الحقيقي في القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس حول ما إذا كان جوهر التفكير العلمي في جمع الأدلة وتقييم النظريات العلمية وقبولها ويكون خاليًا من القيمة، وينبغي أن يكون كذلك، ومع ذلك لا تتوقف المشكلة عند القيم المطلوبة لسد الفجوة بين النظرية والأدلة، هناك تعقيد آخر وهو أن هذه القيم يمكن أن تتعارض مع بعضها البعض.

البساطة والدقة في القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية

عند النظر في المشكلة الكلاسيكية المتمثلة في ملاءمة دالة رياضية لمجموعة بيانات، غالبًا ما يكون للباحث الاختيار بين استخدام دالة معقدة مما يجعل العلاقة بين المتغيرات أقل بساطة، ولكنها تناسب البيانات بشكل أكثر دقة، أو افتراض علاقة أبسط أقل دقة، فالبساطة والدقة قيمتان معرفيتان مهمتان ويتطلب تداولهما حكمًا دقيقًا على القيمة من حيث القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية.

يميل علماء النفس إلى اعتبار حمل القيمة بهذا المعنى حميدًا، حيث أن القيم المعرفية التي تسمى أحيانًا القيم المعرفية أو التأسيسية مثل الدقة التنبؤية والنطاق والتوحيد والقوة التفسيرية والترابط مع النظريات المقبولة الأخرى التي تؤخذ على أنها مؤشر على حقيقة النظرية، وبالتالي تقدم أسبابًا لتفضيل واحدة نظرية على أخرى.

يدعي علماء النفس أن القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس من حيث الدقة والبساطة أن تحدد الالتزامات المشتركة للعلم، أي معايير التقييم النظري التي تميز النهج العلمي ككل، ومنها لاحظ أنه ليس كل شخص يقدم نفس قائمة القيم المعرفية والاختلافات الذاتية في الترتيب وتطبيق القيم المعرفية لا تتلاشى، وهي نقطة موضحة بشكل قاطع.

في معظم وجهات النظر لا تتعرض موضوعية العلم وسلطته للتهديد من خلال القيم المعرفية والسياقية، ولكن فقط من خلال القيم غير المعرفية أو السياقية، فالقيم السياقية هي القيم الأخلاقية والشخصية والاجتماعية والسياسية والثقافية مثل المتعة والعدالة والمساواة والحفاظ على البيئة الطبيعية والتنوع.

وإن أسوأ حالات الاستخدامات غير السليمة لهذه القيم تتضمن صورًا زائفة للتفكير العلمي حيث أدى اقتحام القيم السياقية إلى أجندة علمية غير متسامحة وقمعية مع عواقب معرفية واجتماعية مدمرة.

يمكن القول إن القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس أكثر تكرارًا هي الحالات التي يكون فيها البحث متحيزًا تجاه مصالح الأفراد، ومن الواضح أن تحيز التفضيل الذي عرَّف على أنه انتهاك للمعايير التقليدية لمجتمع البحث بهدف الوصول إلى نتيجة معينة، ضار من الناحية المعرفية، خاصة بالنسبة للقضايا الحساسة عالية المخاطر مثل الأفكار الخاصة بالصدق والبساطة.

الفكرة الأساسية للقيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية

تتمثل الفكرة الرئيسية في القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس من خلال مجموعة من الأطروحة أو الفرضيات والتي تتمثل من خلال ما يلي:

1- المثالية الخالية من القيمة

تتمثل المثالية الخالية من القيمة بأنه يجب أن يسعى علماء النفس لتقليل تأثير القيم السياقية على التفكير العلمي، على سبيل المثال في جمع الأدلة وتقييم وقبول النظريات العلمية، وفقًا للمثالية الخالية من القيمة تتميز الموضوعية العلمية بغياب القيم السياقية والالتزام الحصري بالقيم المعرفية في جمع الأدلة المتعلقة بالمشكلة، وقبول فرضية أو نظرية علمية كإجابة مناسبة للمشكلة على أساس الأدلة من العملية العلمية.

لكي تكون حرية القيمة مثالية معقولة في القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس، يجب ألا تكون هدفًا بعيد المنال ويمكن تحقيقه على الأقل إلى حد ما، ويتم التعبير عن هذا الادعاء من قبل فرضيات القيم المحايدة.

2- القيمة المحايدة

في أطروحة القيمة المحايدة يمكن لعلماء النفس على الأقل من حيث المبدأ جمع الأدلة وتقييم أو قبول النظريات دون إصدار أحكام قيمة سياقية، حيث أنها على عكس المثالية الخالية من القيمة فإن القيمة المحايدة ليس معياريًا، وموضوعه هو ما إذا كانت الأحكام التي يتخذها علماء النفس، أو يمكن أن تكون خالية من القيم السياقية.

وبالمثل يميز علماء النفس مكونات أو جوانب رئيسية للعلم الخالي من القيمة تتمثل في عدم التحيز والحياد والاستقلالية، حيث تتمثل الحيادية بأن النظريات يتم قبولها أو تقييمها فقط بناءً على مساهمتها في القيم المعرفية للعلم مثل الحقيقة أو الدقة أو القوة التفسيرية.

وهذا يستبعد تأثير القيم السياقية، والحياد يعني أن النظريات العلمية لا تقدم بيانات قيمة حول العالم فهي معنية بما هو موجود ، وليس بما يجب أن يكون.

بينما تعتبر الاستقلالية العلمية هي أن جدول الأعمال العلمي يتشكل من خلال الرغبة في زيادة المعرفة العلمية، وأن القيم السياقية ليس لها مكان في المنهج العلمي، ويمكن دمج هذه الأفكار الرئيسية في القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس للعلم الخالي من القيمة مع بعضها البعض، أو استخدامها بشكل فردي.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية في علم النفس تتمثل حول الأحكام القيمية التي لا يمكن تسويتها بالاستراتيجيات التجريبية فقط.

2- تتمثل القيم المعرفية والسياقية في الموضوعية العلمية بمجموعة من الأفكار الرئيسية وأهمها وجود المثالية الخالية من القيمة والقيمة المحايدة.

المصدر: العدالة الاجتماعية التاريخ والنظرية والبحث، محمود عبد الحميد الخيال، 2019.علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلولالوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009المنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020


شارك المقالة: