اللاواقعية العلمية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يشمل مصطلح اللاواقعية العلمية في علم النفس أو معاداة الواقعية أي موقف يعارض الواقعية على طول واحد أو أكثر من الأبعاد الخاصة بالالتزام الوجودي بوجود واقع مستقل عن العقل، أو الالتزام الدلالي بتفسير النظريات حرفياً أو بالقيمة الاسمية، أو الالتزام المعرفي بالنظر إلى النظريات كمعرفة مؤثثة لكل من ما يمكن ملاحظته وما لا يمكن ملاحظته.

اللاواقعية العلمية في علم النفس

هناك العديد من الطرق المختلفة التي يتوقعها علماء النفس ليكون الفرد مضادًا للواقعية، والعديد من المواقف المختلفة توصف بأنها اللاواقعية العلمية في علم النفس، حيث أنه في التطور التاريخي للواقعية العلمية يمكن القول إن أهم سلالات اللاواقعية كانت أنواعًا مختلفة من التجريبية التي نظرًا لتأكيدها على الخبرة كمصدر وموضوع للمعرفة، يتم وضعها بشكل طبيعي ضد فكرة معرفة الأشياء التي لا يمكن ملاحظتها.

من الممكن أن يكون الفرد تجريبيًا بشكل أوسع وبطريقة تتوافق مع الواقعية العلمية على سبيل المثال يمكن للمرء أن يؤيد فكرة أن المعرفة بالعالم تنبع من التحقيق التجريبي ويؤكد أنه على هذا الأساس، ويمكن للمرء أن يستنتج بشكل مبرر أشياء معينة حول ما لا يمكن ملاحظته، ومع ذلك في النصف الأول من القرن العشرين ظهرت التجريبية في الغالب في شكل أنواع مختلفة من اللاواقعية العلمية في علم النفس.

حيث تتمثل اللاواقعية العلمية في علم النفس في الرأي القائل بأن النظريات هي مجرد أدوات للتنبؤ بالظواهر التي يمكن ملاحظتها أو تنظيم تقارير المراقبة، وفقًا لأفضل شكل تقليدي منها كفرضية تجريبية فإن المصطلحات غير المرصودة ليس لها معنى في حد ذاتها، وفُسرت بشكل حرفي في العبارات التي تتضمنهم ليست حتى مرشحة للحقيقة أو الزيف.

كان المؤيدون الأكثر تأثيرًا للاواقعية العلمية في علم النفس هم التجريبيين المنطقيين من علماء النفس أو الوضعيين المنطقيين، المرتبطين بشكل مشهور بمجموعة من الفلاسفة والعلماء؛ وذلك من أجل تبرير الاستخدام في كل مكان للمصطلحات التي قد تؤخذ على أنها تشير إلى ما لا يمكن ملاحظته في الخطاب العلمي.

فقد تبنوا دلالات غير حرفية وفقًا لها تكتسب هذه المصطلحات معنى من خلال ربطها بمصطلحات يمكن ملاحظتها أو بإجراءات معملية يمكن إثباتها من خلال النظريات العملية، حيث أدت الصعوبات التي لا يمكن التغلب عليها مع هذه الدلالات في النهاية إلى حد كبير إلى زوال التجريبية المنطقية ونمو الواقعية العلمية، والتناقض هنا ليس فقط في علم الدلالة ونظرية المعرفة.

فقد تمسك عدد من التجريبيين المنطقيين من علماء النفس أيضًا بوجهة نظر العالم إيمانويل كانط الجديدة القائلة بأن الأسئلة الوجودية تعتبر خارجية لأسس المعرفة التي تمثلها النظريات هي أيضًا بلا معنى ويتم اختيار أساس العمل فقط على أساس أسباب وجودية، وبالتالي رفض البعد الوجودي للواقعية العلمية لنقد دلالات تجريبية منطقية حول التجريبية المنطقية بشكل عام.

فرضية التجريبية في اللاواقعية العلمية في علم النفس

أعاد علماء النفس اختراع فرضية التجريبية في السياق العلمي في اللاواقعية العلمية في علم النفس، متهربين من العديد من التحديات التي تواجهها التجريبية المنطقية من خلال تبني دلالات واقعية، ويروا أن موقفهم من التجريبية البناءة أن هدف العلم هو الكفاية التجريبية.

حيث تكون النظرية مناسبة تجريبياً بالضبط إذا كان ما تقوله عن الأشياء والأحداث التي يمكن ملاحظتها في العالم صحيحًا، يعطي تعريفًا أكثر تقنيًا من حيث تضمين الهياكل التي يمكن ملاحظتها في النماذج العلمية.

بشكل حاسم على عكس التجريبية المنطقية تفسر التجريبية البناءة في اللاواقعية العلمية في علم النفس النظريات بالضبط بنفس الطريقة التي تفسر بها الواقعية العلمية، وترجع اللاواقعية العلمية للموقف كليًا إلى نظرية المعرفة الخاصة به، فهي توصي بالاعتقاد في أفضل نظرياتنا فقط بقدر ما تصف الظواهر النفسية التي يمكن ملاحظتها، ويكتفي بموقف لا أدري فيما يتعلق بأي شيء لا يمكن ملاحظته.

وهكذا يتعرف التجريبي البنّاء على الادعاءات حول ما لا يمكن ملاحظته على أنها صحيحة أو خاطئة في اللاواقعية العلمية في علم النفس، لكنه لا يشعر بالحاجة إلى تصديقها أو عدم تصديقها، وذلك في التركيز على الإيمان والثقة بمجال ما يمكن ملاحظته، فإن الموقف يشبه التجريبية التقليدية، ولهذا السبب يوصف أحيانًا بأنه شكل من أشكال التجريبية.

ففي فرضية التجريبية في اللاواقعية العلمية في علم النفس هناك أوجه تشابه مع فكرة الخيال، وفقًا لما هي الأشياء في العالم وتتصرف ولهذا السبب يوصف أحيانًا بأنه شكل من أشكال النظريات العلمية وتتصرف لهذا السبب بما يعرف أحيانًا بأنه من التجريبية البناءة.

الفرضية التاريخية في اللاواقعية العلمية في علم النفس

تم تسهيل انهيار البرنامج التجريبي المنطقي جزئيًا من خلال التحول التاريخي في نظريات العلم في الستينيات، حيث لعبت الفرضية التاريخية هيكل الثورات العلمية دورًا مهمًا في إنشاء اهتمام دائم في شكل من أشكال اللاواقعية العلمية في علم النفس حول المعرفة العلمية، لا سيما بين المهتمين بطبيعة الممارسة العلمية.

كان أحد المبادئ الأساسية للفرضية التاريخية في اللاواقعية العلمية في علم النفس هو أخذ تاريخ العلم وممارسته على محمل الجد من خلال تقديم أوصاف للمعرفة العلمية في الموقع، حيث جادل بعض علماء النفس بأن ثمار مثل هذا التاريخ تضيء نمطًا متكررًا في فترات ما يسمى بالعلم الطبيعي، وغالبًا ما تكون طويلة إلى حد ما التي تتخللها فرضيات أدت إلى العلم.

في الفرضية التاريخية في اللاواقعية العلمية في علم النفس تنبع الآثار المترتبة على الواقعية العلمية في هذه الصورة من توصيف المعرفة على جانبي الانقسام التاريخي لها، حيث كانت توجد فترات مختلفة من العلم الطبيعي غير قابلة للقياس مع بعضهما البعض، بطريقة تجعل العالم مختلفًا بشكل مهم بعد القياس.

ينطبق مفهوم عدم القابلية للقياس في اللاواقعية العلمية في علم النفس على  مقارنة بين النظريات المنطبقة خلال فترات مختلفة من العلوم الطبيعية، حيث أكد بعض علماء النفس أنه إذا كانت هناك نظريتان غير قابلتين للقياس فلا يمكن مقارنتهما بطريقة تسمح بالحكم على أن إحداهما متفوقة معرفيًا على الأخرى؛ لأن الفترات المختلفة للعلم الطبيعي تتميز بنماذج مختلفة والقيم وتقنيات حل المشكلات.

نتيجة لذلك يستخدم علماء النفس في فترات مختلفة من فرضية التاريخية من العلوم العادية عمومًا طرقًا ومعايير مختلفة  ويختبرون العالم بشكل مختلف عبر تصورات النظرية المحملة بالمعرفة، والأهم من ذلك تختلف فيما يتعلق بمعاني مصطلحاتهم، وفقًا لذلك يتم استنفاد معنى مصطلح أو مفهوم من خلال صلاته بالآخرين ضمن النموذج.

في النهاية نجد أن:

1- اللاواقعية العلمية في علم النفس هي وجه مقابل للواقعية العلمية من حيث وجود العديد من الفرضيات والأفكار التي يمكن أن تتعارض مع هذه الواقعية من حيث النظريات العلمية.

2- تكون النظرية مناسبة تجريبياً بالضبط إذا كان ما تقوله عن الأشياء والأحداث التي يمكن ملاحظتها في العالم صحيحًا، يعطي تعريفًا أكثر تقنيًا من حيث تضمين الهياكل التي يمكن ملاحظتها.

3- في الفرضية التاريخية في اللاواقعية العلمية في علم النفس تنبع الآثار المترتبة على الواقعية العلمية في هذه الصورة من توصيف المعرفة على جانبي الانقسام التاريخي لها.


شارك المقالة: