المؤثرات العامة على التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


إنَّ التدريس عملية إنسانية، تتدخل فيها عوامل متعددة ومتنوعة ويصعب التحكم بها في توجيهها وإنتاجها، وعليه فإن اتباع أسلوب التبسيط والتسهيل المبالغ به الذي يتخذه بعض القائمين على هذه العملية في معالجتهم لمفهوم التدريس وتقيميه، يُعَد ظاهرة سلبية لا تعود إلا بأمور غير منظمة وغير هادفة على البيئة المدرسية، وغير منتجة للمؤثرات العامة التي قد تتدخل بشل سلبي أو إيجابي في عملية التدريس وتحقيق الأهداف المطلوبة.

ما هي المؤثرات العامة على التدريس التربوي؟

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من المؤثرات التي يراها القائمين على عملية التدريس وهي تؤثر في عملية التدريس وتتمثل هذه المؤثرات من خلال ما يلي:
1- مؤثرات البيئة الاجتماعية المحلية: إنها المؤثرات الاجتماعية مثل: البناء الاجتماعي المحلي والطبقات المتعددة والمتنوعة السائدة في المجتمع، والوضع المالي والاقتصادي، والمستوى المعيشي للأسرة، والخلفيات العرقية واللغة، وممارستها الدارجة في المنزل، والحاجات والمتطلبات الحياتية، وأمور العمل والروابط والحياة الاجتماعية التي تتطلبها أو تعمل البيئة المحلية على نموها وتطورها في الأجيال الناشئة.

2- مؤثرات البيئة المدرسية: تتمثل هذه المؤثرات من خلال الكادر التدريسي والكادر الإداري والعاملين في المجال التربوي، وما يتصفون به من عادات وتقاليد اجتماعية وفلسفة تربوية وميول ورغبات، والأعمال التي يقومون بها، وأساليب التعامل، وتأهيل وتدريب مُسبق، ومقدار القدرة التي يملكونها من أجل القيام بالمهام الموكلة إليهم، وعدد البيئات الصفية ومساحتها، والنظام والانتظام العام في المدرسة، وأساليب تجمع الطلاب في البيئة الصفية، والروابط السائدة بين أفراد المجتمع المدرسي والتسلسل الإداري، والأهداف التربوية التي ترغب في تحقيقها، وأنواع السلوك المتعدد والمتنوع داخل البيئة التربوية.
3- حوادث التربية الصفية: ويُقصد بها عمليات التعلم والتعليم، وما تتسم به من طرق وأساليب، وتشارك وتفاعل، واتصال وتواصل، وسلوك تربوي متبادل بين المدرس والطالب، وسهولة تنقل وتحرك الطلاب داخل البيئة الصفية ومقدار تفاعلهم وتشاركهم مع بعضهم البعض، وتفاعلهم مع المعلم، ومدى التعاون فيما بينهم، ومحتوى التدريس ويتمثل بالمعارف والمفاهيم، وطرق التشجيع والتعزيز المتبعة داخل البيئة الصفية.
4- التلاميذ: هم مجموعة الطلاب وما يتسمون به من صفات عرقية، وعادات وتقاليد وروابط اجتماعية، وميول ورغبات وآمال وطموحات وصفات جسدية ونفسية وقدرات وإمكانات ومستوى التحصيل.
وأخيراً يتضح لنا أن التدريس مما يؤديه المدرس من سلوك وتصرف واقعي وما يتصف من المهارات التعليمية والوجدانية والفكرية ، لا يملك القدرة وحدها على إنتاج عملية التدريس، بل هناك عوامل أساسية مثل: المادة الدراسية، والبيئة الصفية والطلاب، والمعلم يمثل القاعدة الأساسية لتكاملها ونجاحها أو فشلها.

ما هي معوقات التدريس التربوي؟

إن وظيفة التدريس يجب أن تكون وظيفة رائعة يتصف بها المعلم ويعرف مقدار أهميتها، فالتدريس يقدم للمعلم شعوراً بالانجاز، لما يقوم به من تعليم الطلاب أسس وقواعد العلم، ويقدم العون والمساعدة على التفكير المتقن والدقيق، ويجعلهم يتمتعون بإمكانات ضرورية مثل الاحترام والتقدير لأنفسهم، والقوة والإرادة في مواجهة العقبات والمشكلات التي يتعرضون إليها، فيجب على المدرس أن يشعر بالبهجة والسرور عند موعد لقائه بالطلبة في الحصص المدرسية؛ لأن لقاءه للطلبة يُعد بمثابة لقاء الحياة والمستقبل، ومن أجل الإتقان والتمكن من التدريس، يتوجب على المعلم الفهم والاستيعاب بدقة لمجموعة متعددة ومتنوعة من مستويات السلوك التعليمي من خلال عملية التدريس نفسها.

وهناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الصعوبات والتحديات التي تواجه القائمين على عملية التدريس، وتتمثل هذه الصعوبات من خلال ما يلي:

  1. الشعور والإحساس بالخوف وبالقلق، الذي قد يؤدي إلى الشعور والإحساس بالاضطراب والشك بالنفس وعدم التمكن من تعيين وتحديد هوية بينه.
  2. الشعور والإحساس بالخيبة والإحباط، وذلك نتيجة تعرضهم لمجموعة متنوعة من التجارب والخبرات الفاشلة، أو نتيجة التعرض للمواقف الصعبة والمعقدة.
  3. الإحساس والشعور بالفشل، وذلك نتيجة عدم التوافق والانسجام المهني والوجداني مع بعض الطلاب أو الزملاء المعلمين، وأولياء الأمور.
  4. الإحساس والشعور في عدم القدرة والتمكن من الإعطاء الكامل أثناء بعض المواقف؛ بسبب العقبات التي تمنع انطلاق طاقاته وقدراته الفاعلية.
  5. وجود بعض الصعوبات والمشاكل الإدارية والصعوبات الخارجية التي لها علاقة ارتباط وثيقة بنظام التعليم والتي تحصر عمل المدرس داخل البيئة الصفية.
  6. الخوف من استعمال وتجريب المهارات التعليمية الجديدة، وطرق وأساليب التدريس المعاصرة خشية عدم التمكن منها عند النجاح.
  7. الغرق في أسئلة واستفسارات مجتهدة تتعلق يإمكانيات العطاء في الوظيفة، وعدم امتلاك المهارات في التدريس الجيد.

شارك المقالة: